الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان في اليمن: إفطار في المساجد·· وموسم لأعمال الخير

رمضان في اليمن: إفطار في المساجد·· وموسم لأعمال الخير
28 سبتمبر 2007 23:03
لشهر رمضان عند أبناء اليمن نكهة مميزة، فهو ليس كبقية شهور السنة، إذ يعد موسماً لممارسة عادات وتقاليد معينة، ومثلما هو موسم ديني يحرص الكثير على ملازمة المساجد ودور العبادات، يعد شهر رمضان موسم رواج لبيع وشراء سلع معينة· وقد ارتبطت بهذا الشهر الكريم طقوس اجتماعية بعضها لاتزال قائمة والبعض الآخر انتهت· ومن العادات الماثلة حتى اليوم استقبال شهر رمضان بصيام أيام من شهر رجب وصيام (الشعبانية) وهي (الثلاثة أيام البيض) من شعبان، في حين تجهز الأسرة الحبوب كالذرة والشعير والفول والحلوى، فيما يجمع الأطفال إطارات السيارات التالفة وإشعال النار فيها احتفاء بقدوم الشهر الفضيل· وعندما يطلق مدفع رمضان أول طلقة له إيذاناً ببدء وقت الإمساك بعد السحور تأهبا لصيام اليوم الأول ثم يستمر المدفع في عمله وقت الإفطار وكذا السحور طيلة الشهر الكريم، تكون الحكومة قد استبقت في الإعلان عن تخفيف الضغط على الصائمين خصوصاً العاملين في الدوائر الرسمية وتغيير ساعات الدوام من 10 صباحا إلى الساعة الثالثة ظهرا لإعطائهم فرصة للنوم بعد صلاة الفجر، في حين تخفض ساعات العمل في الليل الى أربع ساعات وفي النهار إلى 5 ساعات بدلاً من سبع ساعات في أيام الفطر بحسب قانون الخدمة المدنية· أطباق رمضانية ومن أجمل الطرائف لدى الكثير من اليمنيين وخصوصا في العاصمة صنعاء أن يتجمع أفراد بعض الأسر معا لتناول كل أصناف المأكولات التي تشتهيها النفس قبل صوم شهر رمضان· أما عن الأكلات اليمنية الرمضانية فنجدها مميزة، وتوجد الكثير من الطبخات الخاصة مثل الشفوت وهو عبارة عن أحد أنواع الخبز ويسمى في اليمن لحوح بعد هرسه في لبن رائب حتى يصير متجانسا ومتماسكا، ويتم خبزه في المنزل بطرق مختلفة، ويمكن الاستعاضة عنه بأحد أنواع العيش· أما ''السلتة'' فهي عبارة عن حلبة يتم تحريكها بعد ثلاث ساعات من بلّها بالماء حتى يتغير لونها، وتضاف إلى مرق وشطة وبطاطس ولحم مفروم أو مسلوق· كما تقوم النساء في المنازل بتجهيز أطباق مختلفة من الحلوى والعصائر الطبيعية والصناعية المستوردة من بلاد الشام·· ومن حلويات رمضان التي يأكلها اليمنيون بنت الصحن ''الكعك والكيكة'' و''الشكليت'' و''المقصقص'' وهو نوع من الكعك مقسم إلى قطع صغيرة تشبه المسبحة· وفي المشهد اليمني تجد مع الغروب سلوكيات في العاصمة تحمل الطابع القروي في بساطتها، فنجد شيوخا وشبابا وحتى أطفالا تمتلئ بهم الشوارع يحملون على أكفهم صحوناً وأطباقاً مليئة بأنواع طعام الإفطار وهم متوجهون إلى المساجد· ويعد الإفطار في المساجد أحد الأشياء التي تميز اليمنيين الذين لا زالوا يحافظون على هذه العادة كطابع يعبر عن التعاضد والتماسك والحرص على صلاة الجماعة· والمشهد اليمني لا يخلو من حالة تأمل للناس داخل العاصمة والمدن الرئيسية بين رائح وغاد تشعر فيهم بتوحد المعاناة كما يوحدهم الصيام في رمضان رغم اختلاف الهموم والتطلعات والمطالب وضيق الرزق لدى ملايين اليمنيين، إلا أن ذلك لا يغيب الفرحة التي يرسمها الشهر الفضيل على ملامحهم، ويحرص الجميع على الرزق الحلال· وهذا العام هيمنت على المظاهر الاجتماعية حركة الاعتصامات المعبرة عن احتجاج الشارع اليمني على الأوضاع المعيشية وموجة الغلاء للمواد الرئيسية، وكذلك للمطالبة بإصلاح أوضاع المتقاعدين العسكريين في جنوب اليمن الذين سرحوا قسرا إثر حرب صيف ·1994 غياب المسحراتي ومن أشهر العادات الرمضانية التي غابت في اليمن ما يسمى بـ''المسحراتي'' والذي كان يتجول في الأحياء يضرب طبلة ويقول (اصحى يا صائم·· اذكر الحي الدائم) ومع ذلك لاتزال المساجد عامرة في شهر رمضان والناس يقومون فيها بالتسبيح والتهليل كل يوم· كما توجد في كل حارة مجلس يتجمع فيه أبناء الحي من بعد صلاة التراويح وحتى قرب السحور يتم فيه قراءة القرآن وحلقات الذكر والتهليل والشعر· وفي هذا العام دخلت الأوضاع الاقتصادية لحياة المجتمع اليمني مرحلة يمكن وصفها بالمعقدة والصعبة مما انعكس على جوهر المناقشات في الامسيات الرمضانية التي تقيمها الأحزاب السياسية في السلطة والمعارضة وكعنصر جديد تعزف على أوتاره بشكل خاص أحزاب اللقاء المشترك ''التجمع المعارض'' الذي دشن حملته للانتخابات البرلمانية المقبلة مبكرا ويردد في ترانيمه ونغماته في مهرجانات شعار ''صيفنا نضال'' محملاً الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام مسؤولية جر البلاد إلى ما تصفه قيادات معارضة بوضع كارثي وذلك خلال لقاءاتها مع أنصارها خلال الاعتصامات تحت الاضواء الكاشفة أو في مقايل السمر، وتخزين ومضغ ''القات'' وهو النبتة ''المكيّفة'' التي تتضاعف استهلاكها في رمضان ثلاثة أضعاف الكميات المستهلكة في الأوقات العادية· الأعمال الخيرية رمضان بطقوسه الدينية والاجتماعية يتألق في الريف اليمني حيث النقاء والصفاء والعلاقات الاجتماعية الراقية تزداد مع تمسك أبناء الريف بالطقوس المتوارثة من العبادة وتلاوة القرآن· غير أن ما يميز الشهر الكريم في اليمن هو مشاهدة اللافتات القماشية التي تعلن عن مشاريع الخير الرمضانية وتعكس واقعاً متميزاً للعمل الخيري، حيث تقوم العديد من الجمعيات الخيرية بالعمل الخيري الذي يقوم على أسس إسلامية كالتكافل الاجتماعي ومساعدة الأرامل واليتامى والمساكين والفقراء، ومع ذلك تتكرر في أعمال الخير مكايدات حزبية ومهاترات سياسية، فكثيرا ما توجه بعض القوى السياسية سهام اتهاماتها للجمعيات الخيرية بأنها عبارة عن واجهات غير بريئة للكسب السياسي، وأن الغرض الحقيقي من فعل الخير هو شراء ولاء المواطنين؛ لضمان مساندتهم أيام الانتخابات، لكن الحقيقة أن اتساع مدى الأعمال الخيرية وتنوع مجالاتها وتواصل عطائها للمحتاجين ينفي هذه التهمة إلى حد كبير·
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©