وصفة لوزية لشباب القلب

الارتباط بين الصحة والحيوية والقدرة، وبين ما نتناوله من طعام، حقيقة واقعة ومؤكدة، والمثل القائل ''نحن ما نأكل'' صحيح علمياً، فالكثير من الأمراض ترتبط بأخطاء السلوك الغذائي، والحديث عن الشباب الدائم وعن مقاومة تأثير الزمن وعوامل الشيخوخة يبدأ من مائدة الطعام·· والشهر الفضيل له نصيب كبير من ذلك· يقول الأستاذ الدكتور خالد محمود عثمان استشاري ورئيس وحدة طب الذكورة والعقم في مستشفى السلامة بأبوظبي: الكثير من الأطعمة التي يكثر استهلاكها خلال شهر الصيام تتميز بمحتواها الكبير من المواد والعناصر الفعالة التي تمنح الجسم قدرة هائلة على الشفاء الذاتي وتدعم آليات الوقاية من الأمراض·· والمشكلة الوحيدة التي نعاني منها فيما يتعلق بالسلوك الغذائي خلال رمضان هي مشكلة الإفراط وتناول كميات من الطعام تفوق احتياجات أجسامنا·· وعلى سبيل المثال فإن الياميش الذي يتكون من التين والمشمش والعنب المجفف والبرقوق المجفف والبلح، يحتوي من العناصر الغذائية ما يجعله صيدلية طبيعية كاملة بكل ما تحمله هذه الجملة من معنى·· وعلى سبيل المثال فإن التين المجفف يعتبر أفضل ملين طبيعي على الإطلاق وهو مفيد جدا لمن يعانون من الإمساك المزمن·· وعندما يتم تناول الياميش ضمن وجبة الطعام وضمن حساب احتياجات الجسم من السعرات الحرارية، يكون عظيم الفائدة·· ولكن عندما يتم تناوله على شبع باعتباره من أطعمة التسالي التي نستهلك بها الوقت فإنه يصبح مصدرا لسكريات زائدة وسعرات حرارية لا يحتاجها الجسم فتتحول إلى شحوم تتراكم فيه وتهدد الصحة· يضيف الدكتور خالد عثمان: إذا كان الصيام هدية صحية للمسلم يترقبها كل عام، فإن الأطعمة الرمضانية وبالتحديد المكسرات والياميش، صيدلية طبيعية كاملة تقدم أعلى درجات الوقاية من الأمراض وتحسن وظائف الجسم وتزيد النشاط والحيوية وتقاوم عوامل الاعتلال الصحي، وهو ما أجمعت عليه مراجع الطب الشعبي القديم وأثبته العلماء من خلال تجارب عديدة وأبحاث دقيقة·· وهكذا يجتمع خلال الشهر الفضيل صحة الصيام مع صيدلية الطعام· البندق والجوز واللوز والفستق والكاجو، القراصيا والتين والزبيب والبلح والمشمش، مناجم طبيعية للزيوت النباتية المضادة للهرم والشيخوخة، والأملاح المعدنية والفيتامينات التي تتحكم في كل وظائف أجسامنا الحيوية· هل هذا معقول؟·· مئات الدراسات العلمية أثبتت ذلك· ونبدأ بدراسة طبية أثبتت أن تناول المكسرات يحسن مستويات الدهون والشحوم في الدم، مما يساعد في المحافظة على صحة وسلامة القلب· الباحثون أوضحوا أن المكسرات غنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة وهي المسؤولة عن الخصائص الوقائية والفوائد الصحية عند تناولها مع الغذاء·· ووجد الباحثون في الدراسة التي أجريت في أميركا على عدد كبير من المرضى الذكور والإناث، يعانون من ارتفاع نسب الدهون في الدم، تناولوا حفنة واحدة إلى حفنتين من اللوز النيئ (ما يعادل 37 جراما) أو وجبات غذائية عادية يوميا، أن اللوز قلل دهون الدم بنسبة كبيرة ·