السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصة لوتاه: الإعلام المرئي بات وسيلة لتسطيح المتلقي

حصة لوتاه: الإعلام المرئي بات وسيلة لتسطيح المتلقي
28 سبتمبر 2007 23:05
''ولدتُ في دبي حيث كانت الأحياء بسيطة ومعظم ساكنيها من أهل البلد الذين يعرف كل منهم الآخر·· كانت البساطة شعار الحياة ليلا ونهارا، وكنا نتبادل خلال الشهر الكريم وجبات الإفطار·· يلتقي أهل الحي الواحد في المساجد، ويجلسون سويا عقب صلاة التراويح في جلسات رمضانية''· بهذه الكلمات بدأت الدكتورة حصة لوتاه الأستاذة بقسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات وعضو المجلس الوطني للإعلام حديثها عن الذكريات الرمضانية، وأشارت إلى أنها في طفولتها كانت تعتبر رمضان شهر الفرحة واللعب، خاصة وأنه كان توجد حالة من التجانس بين أبناء الحي الواحد· وقالت: ''كنا نلعب بالليل نظرا للاعتقاد السائد بأن الجن والشياطين تختفي في رمضان، الأمر الذي يدفع الأسرة إلى الاطمئنان وإفساح المجال أمامنا للعب في الشارع مع أبناء الجيران، لمدة ساعة أو ساعتين أثناء الليل''· وأضافت: ''لا أنسى لعبة ''عُظيم لوّاح'' حيث كنا نأخذ العظام المتبقية بعد طبخ الهريس، نغسلها لنلعب بها في الليل، حيث يجلس أحدنا ليقذف العُظيمة بعيدا ليبحث عنها الآخرون، ومن يجدها يقوم بقذفها في المرة التالية ليبحث عنها الآخرون· كانت لعبتنا المفضلة بالحارة، ومن تلك الأيام عرفنا معنى الصداقة وحسن الجيرة''· وعن الأجواء الإيمانية في رمضات قالت: ''كنا لا نغفل الصلاة وقراءة القرآن، حيث كنت أذهب إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح، وبعدها يجمعنا لقاء مع أبناء الحي الواحد''· تلك هي ذكريات الماضي فكيف يبدو الحال بالنسبة لها في الحاضر مع حياة المدنية والتطور؟ تجيب الدكتورة حصة لوتاه على هذا بقولها: ''لقد غيرت المدنية بعض المعاني في حياتنا، فالجوانب الإنسانية في الحياة المدنية الحديثة تبدو أقل، لأن لها شروطها ومتغيراتها، بل إن الضريبة المدفوعة للوصول إلى أقصى درجات المدنية تبدو باهظة على الجانب الإنساني·· وللأسف كثيرا ما نتحسر على الماضي، غير مدركين أننا ساهمنا في ذلك التغيير بشكل أو بآخر''· وأوضحت أن المدنية الحديثة استطاعت أن تغير الكثير من الطقوس الرمضانية التي كانت شعار الحياة منذ قليل· تلاوة القرآن أما يومياتها الرمضانية هذا العام وفيم تقضيها، قالت لوتاه: ''أستغل أيام الشهر الفضيل ولياليه في قراءة القرآن·· وأشعر بأن مداركي تتسع خلال الشهر الكريم، لأنني أرى أنه كلما زاد وعي الإنسان بأمور الحياة وكلما اتسعت دائرة معارفه كان أكثر قدرة على الإحساس بالقرآن وإدراك معانيه''· تصمت قليلا وتعود لتكمل: ''مع القرآن أتعمق في ذاتي، وأحاول إدارك الكون من حولي مع كل آية من آيات الذكر الحكيم''· مهنة وحياة وتؤكد لوتاه أن الإعلام مهنتها التي تعتز بها، إلا أنها ترى أن كثيرا من الرسائل الإعلامية تعطي الإنسان مبررا للسطحية، وهناك أعمال درامية تغرق الناس في هموم لا تعبر بهم إلى الأفضل، بل قد تكون القصة أوهاما ومشكلات لا علاقة لها بالواقع· وتضيف: ''الإعلام المرئي بات وسيلة كبرى لتسطيح المتلقي، وإن بدا شكلا أنه يطرح قضايا ومشكلات، لكنه غالبا ما يخرج عن النص، ففي رمضان كم من القضايا يمكن أن يتناولها الإعلام؟· أعتقد أنها كثيرة وفي مقدمتها الجانب الإنساني، بمعنى ان تستغل هذا الشهر لتنير العقول وتريح القلوب لا أن تفعل العكس''· وأكدت تخوفها من أن يعتاد الناس الإسفاف أمام ما يقدمه الإعلام من رسائل لا ترقى بالمتلقي ولا تزيد من معارفه، وإنما تدفعه إلى مشكلات وقضايا ليس لها -أحيانا- أدنى علاقة بالواقع· وعن علاقتها بجهاز التليفزيون في رمضان قالت: ''أتابع مقتطفات من بعض المسلسلات الدينية، وأدعو النجوم الكبار إلى ضرورة تقديم الرسالة التي تتناسب والمرحلة التي تمر بها الأمة الإسلامية حاليا، وأن تعزز مشاهد تلك المسلسلات الجانب الإبداعي في حياة الإنسان المسلم''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©