الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موسى بن نصير.. الفاتح الأعرج

موسى بن نصير.. الفاتح الأعرج
28 سبتمبر 2007 23:07
هو أبوعبد الرحمن موسى بن نصير، ولد أعرج في بلدة ''كفر مثرى'' سنة 19 هجرية في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه· ويقول عنه الجاحظ: ومن العرجان·· ثم من أصحاب الفتوح والزحوف·· موسى بن نصير· وقال أبوالحسن: رأى الوليد بن عبدالملك في المنام أن رجلاً من أهل الأندلس أعرج يكني أبا عبد الرحمن من أهل الجنة يفتح الله على يديه المغرب، فكتب اليه موسى بن نصير: أنام الله عينيك يا أمير المؤمنين·· أنا أبو عبد الرحمن وأنا موسى بن نصير وأنا أعرج·· وأنا فاتح الأندلس· عبقرية ويقول الباحث الإسلامي حامد الجوجري: إننا أمام نموذج عبقري فذ لعب دورا خطيرا في نشر الاسلام في الشمال الافريقي، كما أنه خطط لفتح الأندلس وشارك في فتحها مشاركة إيجابية بالرغم من هذا العرج الذي ولد وعاش به طوال حياته· وأضاف أن المصادر التاريخية ذكرت أن موسى بن نصير نشأ في أسرة عربية عريقة ارتبط تاريخها بأمجاد الأمة العربية قبل الاسلام وبعده، واستمد منها الكثير من مقومات الشخصية القوية والطموح العالي، فهو ينتسب الى قبيلة بكر بن وائل التي انتشرت مضاربها في أرض الحيرة غربي نهر الفرات قبل ظهور الاسلام، وفي أثناء زحف خالد بن الوليد على العراق وانتصاره في معركة ''عين التمر'' كان من بين الأسرى نصير والد موسى· ويشير الباحث أحمد سويلم الى أن نصير انتقل الى الحجاز واستضاء بنور الاسلام وتزوج امرأة من قبيلة لخم اليمنية ورزق منها بابنه موسى وكان ذلك في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، وعندما بدأ الطفل يشب عن الطوق بدأ يصغي الى سير الفاتحين العظام أمثال خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم، وكان والده يحكي له عن بطولاتهم، فكان الصغير -موسى- يبيت الليل وعيناه متيقظتان ويفكر كيف يكون مثل هؤلاء الأبطال الفاتحين ويتساءل: لماذا لا أكون منهم؟ لكن كيف وهو الأعرج الذي يعفيه دينه من القتال، لكنه كان يشعر أن بداخله طاقة وقدرة خارقة على القتال ومواجهة الأعداء أقوى من أي صحيح، فلم يستسلم لعجزة أو لعرجه وأخذ يخطط لنفسه، فأخذ يحفظ القرآن ويتفقه في الدين ويدرب نفسه على أعمال القتال وحمل السلاح واستخدامه حتى صارت لديه قدرة فائقة على خوض المعارك· لذلك نجد حياة موسى كلها جد واجتهاد وجهاد وتحصيل، وهجر مقعد العجز منذ الصغر وترك لعب الصبيان واتجه الى حياة الجد والنضال والقتال· ولعب والده في حياته واتجاهه هذا دورا رائعا وكان بمثابة المراقب والموجه والمشجع والقدوة له، فشب موسى على التقوى والشجاعة وساعد في التحاقه في الاسطول البحري الذي غزا قبرص في البحر المتوسط وعمل والده في حرس معاوية وكانت هذه الرحلة الحربية له بمثابة التدريب العملي الذي أفاد منه فيما بعد في معاركه بالشمال الافريقي· والياً على أفريقيا وفي سنة خمسين هجرية أصبح عقبة بن نافع حاكماً على برقة وأمده معاوية بعشرة آلاف مقاتل ليستمر في غزو افريقيا حتى المغرب الأقصى وأنشأ مدينة القيروان ليجعلها عاصمة الدولة الاسلامية الجديدة في الشمال الافريقي، وتولى الخلافة الوليد بن عبدالملك فاختار موسى بن نصير والياً على افريقيا سنة 89 هجرية، واستطاع موسى بن نصير بذكائه الحاد وقدرته الادارية تأمين مكاسب المسلمين، ثم ولّى موسى أحد قادته من البربر وهو طارق بن زياد مدينة طنجة مما أكسبه حب البربر وولاءهم، فاعتنقوا الاسلام وكانوا من المدافعين عنه فيما بعد، وتتبدى عبقرية موسى بن نصير عندما أقام قاعدة لصناعة السفن تحسباً لأي عدوان بحري من جانب الروم· وبهذا أصبح للمسلمين اسطول كبير في المغرب العربي يدعم الاسطول العربي في المشرق·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©