الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى (الـحـــــق)

أسماء الله الحسنى (الـحـــــق)
28 سبتمبر 2007 23:08
لما كان وجود الله حقاً وصفاته حقاً، ولما كان أحق المعارف هي معرفة الله تعالى، وأحق الأقوال هو قول لا إله إلا الله، فإن الله تعالي هو الحق المطلق· وتؤكد الباحثة الاسلامية د· خديجة النبراوي أن اسم الله الحق من أدق الاسماء الدالة على حقيقة وجود الله تعالى وحقيقة صفاته والتي بها تنزه وتقدس عن أي شيء سواه، فوجوده -جل شأنه- حق، وصفاته حق، وخلقه للمخلوقات حق، وجميع أفعاله حق، وأوامره ونواهيه حق، ورسالاته حق، وهذا كله لأن الله تعالى هو الحقيقة الوحيدة المطلقة ومن ثم لا يمكن أن يشوبها أدنى شك· وتقول د· خديجة: والحق المطلق هو الموجود الحقيقي بذاته والذي منه يأخذ كل حق حقيقته؛ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)، فمادام وجوده حقاً مطلقاً وهو الذي أوجد نفسه بذاته ولا أحد أوجده فهو دائم وباق أزلاً وأبداً، وهذا كله في إطار حقيقته المطلقة التي ينفرد بها -جل شأنه· وأما المخلوقات والموجودات فوجودها قائم على غيرها ومن ثم تفنى وتنعدم ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام الحق· وقد يقال للمعقول الذي صادف به العقل الموجود حتى طابقه انه حق، فهو من حيث ذاته يسمى موجوداً، ومن حيث إضافته الى العقل الذي أدركه على ما هو عليه يسمى حقاً، ومن هنا كان الأحق بأن يكون حقاً هو الله تعالى، وأحق المعارف بأن تكون حقاً هي معرفة الله تعالى والذي هو حق في نفسه أي مطابق للمعلوم أزلاً وأبداً مطابقة لذاته لا لغيره، أما وجود المخلوقات فهو لا يكون إلا مادام الموجود موجوداً فعلاً، فإذا انعدم أو تلاشى أصبح ذلك الاعتقاد باطلا، وهذا الاعتقاد ايضا لا يكون حقا لذات المعتقد لأنه ليس موجوداً لذاته بل هو موجود لغيره، وقد يطلق هذا على الأقوال، فيقال: قول حق وقول باطل· وعلى ذلك فأحق الاقوال قول لا إله إلا الله؛ لأنه صادق أبداً وأزلاً لذاته لا لغيره· وما دام الله تعالى هو الموجود الوحيد الذي يكون وجوده ثابتاً لذاته أزلاً وأبداً ومعرفته حقاً أزلاً وأبداً والشهادة له حقاً أزلاً وأبداً فإنه هو وحده الحق المطلق لأنه الموجود الحقيقي لذاته لا لغيره· وتضيف د· خديجة: وحظ العبد من هذا الاسم أن يرى نفسه باطلاً ولا يرى غير الله حقاً، والعبد إن كان حقاً فليس حقا بنفسه بل هو حق بالله، فانه موجود به -أي بالله- لا بذاته بل هو بذاته باطل لولا إيجاد الحق له· ولهذا كان من الخطأ أن يقول الانسان أنا الحق· ومن هنا جاءت رؤية أهل التصوف في فناء انفسهم من حيث ذاتهم، ولهذا كان الجاري على ألسنتهم من اسماء الله تعالى في اكثر الاحوال هو الحق، وأهل الكلام لما كانوا أبعد في مقام الاستدلال بالأفعال كان الجاري على ألسنتهم اسم البارئ الذي هو بمعنى الخالق وأكثر الخلق يرون كل شيء سواه فيستشهدون عليه بما يرونه وهم المخاطبون بقوله تعالى: (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء) والصديقون لا يرون شيئاً سواه فيستشهدون به عليه، وهم المخاطبون بقوله تعالى: (أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)· :
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©