عبير الشرقاوي: الفن اليوم أكثر التزاماً.. والتصوير يتوقف للصلاة

تألقت الفنانة عبير الشرقاوي منذ بداياتها في الأعمال الدينية حين شاركت بدورين مهمين أبرزا قدراتها الفنية وثقافتها وتمكنها من اللغة العربية في مسلسلي ''الأمير المجهول'' عن حياة الخليفة هارون الرشيد و''عمر بن عبدالعزيز''· وعقب اعتزالها الفن وعودتها اليه شاركت في بطولة عدد من الاعمال الدرامية الدينية منها ''عباد الرحمن'' و''المرأة في الإسلام'' وتشارك حاليا في بطولة مسلسل ''الإمام الشافعي'' أمام إيمان البحر درويش ومنى عبدالغني وأشرف عبدالغفور وميار الببلاوي وتأليف الدكتور بهاء الدين ابراهيم وإخراج الدكتور شيرين قاسم· وتقول عبير إنها وافقت على الاشتراك في مسلسل ''الإمام الشافعي'' بمجرد عرضه عليها لمعرفتها الدقيقة وشغفها بالمنهج الخاص بالامام الشافعي الذي رتب أصول مذهبه ودونه بنفسه· وأشارت الى أنها تؤدي في المسلسل شخصية ''خيزران الجارية'' التي كانت تعمل لدى المهدي ابن الخليفة المنصور وولي عهده الذي وقع في غرامها بعد أن لمس ثقافتها ووعيها وحسن إدراكها الى جانب حلاوة صوتها واستطاعت ترويضه بشكل جيد خاصة وانه كان ينفق أمواله ببذخ ويشغله اهتمامه بالجواري عن أمور الحكم· الالتزام وتقول إنها كانت تخشى العودة الى الفن بعد اعتزالها وارتدائها الحجاب رغم أنها ترفض كلمة اعتزال وأنها سألت علماء وأكدوا لها انه لا حرمة في قيامها بتقديم اعمال هادفة تقدم نماذج للفتيات المحجبات اللاتي تظهرهن الدراما التليفزيونية بشكل سيئ غالبا· وترى عبير الشرقاوي أن ارتداءها الحجاب افضل خطوة أقدمت عليها ولن تتخلى عنه كما تفعل بعض الفنانات وستسعى جاهدة ليخدم عملها في الفن دينها ومجتمعها· وأبدت سعادتها بالتغير الكبير الذي يشهده الوسط الفني حيث اصبح غالبية الفنانين والفنانات على درجة عالية من الالتزام لدرجة انها تفاجأ احيانا بوقف التصوير اثناء مواقيت الصلاة لإتاحة الفرصة لأدائها وهذه الاجواء تشعرها بالطمأنينة والهدوء والرضا كما انها تحررت من هوس الموضة والشهرة والنجومية والمنافسة الشرسة التي كانت تصيبها بالتوتر والقلق قبل ارتداء الحجاب· وتعتز عبير الشرقاوي بعملها أمام الفنان نور الشريف في مسلسلي ''عمر بن عبدالعزيز'' و''الأمير المجهول'' تأليف الراحل عبدالسلام أمين وإخراج الراحل أحمد توفيق، وترى أن هذين العملين والجهد الذي بذل فيهما ساهما في تغيير النظرة الى الدراما الدينية التي كانت تقدم بصورة جافة أدت الى انصراف الجمهور عن هذه الاعمال· رسالة مهمة وترى أن هروب الفنانين من الاعمال الدينية يرجع الى صعوبتها لكونها باللغة العربية الفصحى وتعقيد ملابسها ومكياجها واكسسواراتها، كما أن هذه الاعمال لا تجد انتاجا سخيا وتظهر هزيلة خاصة بالنسبة للمعارك الى جانب عرضها في وقت ميت· وأكدت ان تقديم الاعمال الدينية التي تبرز سير الصحابة الاوائل الى جانب الأحداث التي توضح حقيقة الاسلام وتكشف وجهه وصورته الطيبة رسالة مهمة في الوقت الحالي· وطالبت بعرضها في توقيت جيد حتى لا يضيع الجهد المبذول فيها مع عدم اقتصار عرضها على شهر رمضان وأن يمتد العرض الى باقي شهور السنة· وتتوقف عبير امام عشرات الممثلين المصريين الذين يجيدون اداء الأدوار الدينية ببراعة نظراً لقوتهم في اللغة العربية وقدرتهم الكبيرة على الاداء البسيط والسهل، ومنهم عبدالله غيث وصلاح منصور وأشرف عبدالغفور ومحمد وفيق الى جانب نور الشريف وأحمد ماهر ومحمود الحديني ومنى عبدالغني· الفن الهابط وعن الهجوم الذي تعرضت له الفنانات المحجبات عند عودتهن في رمضان الماضي قالت إنها لا تجد أي سبب للهجوم لأن ارتداء الحجاب تنفيذ لأوامر الله سبحانه وتعالى فهو جزء من الدين الاسلامي وعلى المرأة الالتزام به وكل وسط فيه الجيد والرديء وعلى الجميع ان يتركوا المحجبات في حالهن خاصة وأنهن يمثلن اكثر من 80 في المئة من النساء والفتيات والاعمال الفنية التي ظهر فيها الحجاب أو قامت ببطولتها محجبات اضافة للفن المصري وحائط صد تجاه الاعمال الأخرى التي لا تتناسب مع العادات والتقاليد العربية· وأوضحت ان عودة الفنانات المحجبات لم تعكر صفو الفن كما يدعي البعض، ولكن الذي يعكره الفن الهابط والإسفاف الذي يؤثر سلبا على سلوكيات المجتمع، والدليل الدراما الايرانية التي اصبحت موجودة في جميع المحافل الفنية وهي متفوقة وناجحة وتحصد الجوائز· وكشفت عبير عن انها فكرت في العمل كمذيعة في قناة فضائية وكانت تنوي تقديم برنامج يناقش قضايا الاسرة العربية لكنها وجدت ان الميزانية المرصودة للبرنامج لا تكفي فاعتذرت لرغبتها في تقديم عمل اعلامي هادف·