من غرفة إلى غرفة !

* شهر أو يزيد قليلاً قضيته حتى الآن في أبوظبي قادماً من قطر لخوض تجربة صحفية جديدة بعد عامين تقريباً في الدوحة وتحديداً في جريدة الوطن التي يقودها باقتدار ومهنية عالية الأستاذ أحمد علي أحد أكبر الأسماء الصحفية في الوطن العربي والذي لن أنسى قوله حين أخبرته بأمر رحيلي إلى الاتحاد :'' ثق أنك تنتقل من غرفة إلى غرفة أخرى فنحن نكن لـ الاتحاد كل تقدير '' وتمنى لي التوفيق وهو دائم التأكيد على هذه الخصوصية التي تربط الوطن القطرية بالاتحاد الاماراتية · ؟ نفس المعنى أيضاً أكده لي الأخ الأستاذ محمد المري رئيس القسم الرياضي هناك وأحد الأقلام الخليجية الرياضية المميزة وكان حرصه على اقتناء الاتحاد الرياضي كل يوم من عاداته التي لم يتخل عنها أبداً وغالباً ما كنت تجد بيديه '' الوطن والاتحاد '' ولا عجب في هذا التلازم وهذا التقدير المتبادل فقد كنت شاهداً مع القراء في كأس الخليج الأخيرة هنا بأبوظبي '' خليجي 18 '' على ملامح هذا التعاون لاسيما في مقالات أحمد علي التي نشرت بالاتحاد الرياضي وكان لها صداها الواسع خاصة وأن '' بو علي '' ممن أسسوا الصحافة الرياضية في قطر وكان رئيساً في بداياته للقسم الرياضي بالراية قبل أن يتحول إلى السياسة والتي برع فيها وفي أحيان كثيرة يكتبها على طريقة الرياضة إذ يناور ويشاكس ويهاجم حتى يحقق الهدف ·· وهو بالمناسبة '' عرباوي '' حتى النخاع لكن العربي لم يسعد محبيه منذ سنوات · ؟ ما أقصده أن المسافة بين الوطن من حيث قدمت والاتحاد حيث استقر بي المطاف لم تكن شاسعة ولا بعيدة فقد كنا هناك في قطر مرتبطين بالاتحاد التي شرفت بالعمل مراسلاً لها من الدوحة ·· وكانت مع الوطن مرآة صادقة ولامعة للساحة الرياضية على امتدادها الشاسع ·· وبالرغم من أن الرحلة احتاجت إلى طائرة إلا أن رحلة النفس لم تكن كذلك ، فقد كانت قريبة ·· كانت هنا قبل أن تأتي ·· مثلما هي في قطر بعد أن جاءت ·· قطر '' الناس الطيبون '' والأجواء الرمضانية الممتدة على مدار العام ·· الكورنيش وشارع النصر والسد والسيتي سنتر ·· قطر '' الحب الخليجي الأول '' · ؟ هذا التواصل الذي لم أشعر معه بالغربة من أول يوم لوصولي كان طبيعياً فلم نشعر يوماً ونحن هناك أن أبوظبي أو دبي أو الامارات كلها بالبلاد البعيدة التي يوصف الانتقال إليها بالسفر ·· هو سفر لكنه بين الأهل ·· سفر بين الأحباب ·· رحلة في ذات الوطن الممتد مشاعر محبة وإخاء ·· كان السفر إلى الامارات على لسان مصادرنا الذين نتعامل معهم أشبه بالذهاب من الدوحة إلى الخور أو الوكرة أو الشمال · ؟ الغربة تمثل عبئاً على النفس في بداية تجربة جديدة في بلد جديد ·· عشت وطأة هذه المشاعر عند سفري لأول مرة من مصر بسبب بعض الاختلافات في العادات ونسبة '' الضوضاء '' لكن الأمر اليوم مختلف وكلما تذكرت أحمد علي أدركت أنه كان دقيقاً في وصفه '' من غرفة إلى غرفة '' فلم يكن يقصد العمل وفقط لكنه كان يقصد كل شيء ·· والأهم أنه كان يصف حالة تسعدني ·· يصف هذا التوحد الذي يجمعنا فيحول الوطن الكبير إلى بيت ·