الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الاحتفال بيوم الراوي للعام السابع.. تكريم لحفظة الذاكرة الشعبية

الاحتفال بيوم الراوي للعام السابع.. تكريم لحفظة الذاكرة الشعبية
29 سبتمبر 2007 01:37
افتتح سعادة عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء أول أمس بمعهد الشارقة المسرحي فعاليات يوم الراوي التي تنظمها إدارة التراث بالدائرة، وحضر الفعالية السيد عبدالعزيز المسلم مدير دائرة التراث والشؤون الثقافية، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون وأحمد بورحيمة مدير المعهد المسرحي والرواة المكرمون ولفيف من الإعلاميين والمهتمين وضيوف الدائرة· وأتت فعالية يوم الراوي مساء أول أمس لتكمل عامها السابع، بعد تراكم ثقافي ونوعي، بادرت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بإطلاقها كتقليد تراثي يحتمي بمظلة الرعاية الرسمية والتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تلك التوجيهات المعنية بترسيخ العمق التراثي والثقافي والإنساني للمكان، ذلك أن الرواة هم سدنة الذاكرة وحافظوها من التلاشي والاندثار وسط الهدير المتطاحن للنسيان والعبث ومرادفات العولمة وتغريب الهويات· البانوراما البصرية بدأت فقرات الفعالية بجولة في معرض الصور والإصدارات والمقتنيات التي جاءت بمثابة البانوراما البصرية للدورات السابقة، واشتمل المعرض على جداريات كبيرة لصور الرواة المكرمين لهذه الدورة مع عرض لسيرهم الذاتية ومحطات مهمة في حياتهم المديدة، وبعد الجولة البصرية في ذاكرة الأيام الغابرة، ألقى عبدالعزيز المسلم كلمة الدائرة وأشار من خلالها إلى ضرورة الحفاظ على كنوزنا البشرية الحية، من خلال لمسة وفاء تعيد لهم قيمتهم الاعتبارية والثقافية، حيث إن احتفال هذا العام ـ وكما يشير المسلم ـ يتصدره الأدب الشعبي الذي يأتي في قائمة الأولويات بصفته الوعاء الرئيسي لجميع أفرع التراث الثقافي، فالأدب الشعبي بما يحويه من لهجات وشعر وأمثال وحكم وأقوال مأثورة وحكايات وألغاز، يحمل في طياته معظم مفردات التراث الثقافي، كما أنه مرجع رئيسي للتاريخ الشفهي، علاوة على إلمامه بأسماء المناطق من مدن وقرى، ودروب ومسالك ونباتات، وأسماء أعلام وشخصيات يفترض عدم نسيانها· روافد الزمن الجميل وأشار المسلم في كلمته إلى أن الراوي الرئيسي لهذا اليوم هو الوالد (سيف بن سعيد الزبادي) الذي طالما أمتعنا من عدة قنوات إعلامية بنهمات البحر الجميلة التي تتغنى بقصائد وجدانية رائعة، كما أن ذاكرته الخصبة اختزنت كمًّا كبيرا ومهما من ذاكرة الإمارات وأحداثها ومحطاتها· أما الراوي الثاني فهو الشاعر المبدع عبيد بن معضد النعيمي الذي يمثل الأنموذج الحقيقي للمبدع الشعبي، فهو شاعر فطري يحاكي أحداث المجتمع بإبداعه الأدبي المميز من الشعر النبطي الأصيل· أما المكرم الثالث فهو المغفور له بإذن الله سيف بن غليطة والذي كان صوته الشجي نبعا للأصالة، فاجتهاداته الصوتية في الفنون الشعبية مثل السجع والطارق والونة أو (التغرودة) تعتبر رمزا أصيلا للغناء الإماراتي القديم· وأضاف المسلم في كلمته: ''إن الكنوز لابد لها من مكتشف، والباحثين في التراث الثقافي هم العدسة المكبرة لثراء حملة التراث وذخائر ذاكرتهم ومكنونات صدورهم، لذا لابد لنا من تسليط الضوء على جهودهم، والغشارة إلى أعمالهم ونشاطاتهم، واليوم يسرنا أن نكرم الأستاذة القديرة فاطمة المغني التي كان عطاؤها كبيرا ونتاجها مميزا، مما أسهم في حفظ كمٍّ لا يستهان به من تراث الإمارات، كم أنها كانت بمثابة المدرسة التي تخرج منها الكثير من محبي التراث المحلي· أما الشاعرة المبدعة شيخة الجابري والمسؤولة عن منبر مهم من منابر الشعر النبطي في الخليج، فقد أسهمت بشكل إيجابي وفعال بجمع وتدوين وحفظ التراث الإماراتي، كما كتبت العديد من الدراسات العلمية في هذا المجال مما يعد مرجعا مهما في هذا المجال''· مجلة الراوي وبعد هذه الكلمة المثمنة لدور الرواة والمساهمين في توثيق التراث الشعبي، تم عرض فيلم تسجيلي عرّج على لقطات من المظاهر التراثية المنسية، ولامس ملامح وإسهامات شخصيات رحلت عن دنيانا ولكنها تركت أثرا عميقا ورافد حية ما زلت تصب مكنوناتها الثمينة في عصب المشهد الثقافي المعاصر، أمثال النهام الشهير جمعة بوسماح و راشد الشوق أحد أشهر رواة الموروث الشعبي في الإمارات، كما عرّج الفيلم على محطات تكريمية من الدورات السابقة· وبعد نهاية عرض الفيلم قام الشاعر المكرم عبيد بن معضد النعيمي بإلقاء قصائد اجتماعية تناوبت بين رثاء الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقصائد أخرى تناولت الشخصية الإنسانية لحاكم الشارقة، وقصائد تأملية في الحكمة ومخاطبة الحياة من وجهة نظر المغادر لها لا المقبل على مباهجها الزائلة، قام بعدها مدير عام الدائرة بتكريم الرواة والباحثين الذين شملتهم التفاتة واحتضان الدورة السابعة من يوم الرواي لهم ولجهودهم الحثيثة والدؤوبة في مجالات حفظ التراث· وفي تصريح خاص لـ ''الاتحاد'' أجاب عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث عن سؤال حول جديد هذه الدورة مقارنة بالدورات السابقة قائلا: ''جديد هذه الدورة يتمثل في إصدار مجلة حولية هي: مجلة الراوي، وهي مجلة ثقافية نتمنى أن تكون نصف سنوية تعنى بالرواة، ويساهم فيها مجموعة من الباحثين والأستاذة المهمومين بالشأن التراثي من الناحية العلمية والأدبية والأرشيفية، وهي مجلة تدخل في سياق تدوين الشغف القولي والحكائي المرافق لعالم الرواية الشعبية وما يحيط بها من لذة معرفية وروحية''· ويضيف المسلم: ''شهدت هذه الدورة أيضا استضافة كوكبة مختارة من الباحثين من دول الخليج العربية ومن المملكة المغربية، لحضور هذا الاحتفال والإطلاع على تجربة إدارة التراث في هذا الصدد، وتبادل الرأي والمشورة لتفعيل العمل بما يخدم الرواة والتراث الثقافي العربي، وفي السياق ذاته فإن ضيف الشرف لهذه الدورة هو الراوية السعودي الكبير محمد بن علي الشرهان، الذي طالما أمتعنا بحكمة مروياته من حكايات شبه الجزيرة العربية، وصفوة أشعارها، ورفدنا بحكم وأمثال نحن أحوج ما نكون إليها في هذا الزمان، كما أننا أصدرنا قرصا مدمجا أو اسطوانة صوتية موثقة للشاعر المكرم في هذه الدورة وهو عبيد بن معضد النعيمي· وفي سؤالنا عن الطرق الكفيلة لصياغة فعل ثقافي تراكمي ومؤسس لحفظ الذاكرة الشعبية بعد غياب الرواة ورحيلهم، أشار المسلم إلى ضرورة تكاتف كل القطاعات الثقافية الحكومية منها والمحلية لتوثيق الأدب الشفاهي والعلوم الشعبية مثل الاستدلال بالنجوم وكذلك توثيق الحرف والفنون بطرق منهجية، وإعداد الأجيال الجديدة ودعمها لإحياء الفنون الأصيلة والآيلة للانقراض، وذلك بعد غياب روادها الكبار، وابتعاد شريحة الشباب لعدم وجود الحافز المادي والمعنوي المناسب لاستقطابها·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©