الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في ديوانه الجديد يندب المدن المخربة باسم فرات يصدر أنا ثانية

في ديوانه الجديد يندب المدن المخربة باسم فرات يصدر أنا ثانية
29 سبتمبر 2007 01:38
ضمن منشورات بابل، أصدر المركز الثقافي العربي السويسري في زيورخ - بغداد، الديوان الشعري الجديد للشاعر العراقي المغترب بين نيوزيلاندا واليابان: باسم فرات أطلق عليه اسم ''أنا ثانية''· جاء هذا الديوان في 64 صفحة تتخلله قصائد متفاوتة الطول وهي على الشكل التالي: الجنوبي، زهد ،عزلة ،برتبة منكسر، طين المحبة، دون تلفت، ليس أكثر من حلم، تاريخنا، آية النقاء، أبي، أنا، أنا ثانية، رحيل، بغداد ،1 بغداد ،2 هنا حماقات هناك·· هناك تبختر هنا، جبل ترناكي، شيء ما عنك·· شيء ما عني، يندلق الخراب·· فاتكئ عليه، الساموراي، ما يشبه الهوامش· وقدم له الشاعر العراقي المعروف سركون بولص بقوله :''منذ ديوانه الثاني، ''خريف المآذن''، يطلع باسم فرات على القارئ بصوت تكاد لوعتهُ أن تطغى على مراسيم الكتابة الشعرية، بمؤشرات لا حصر لها تدلّنا إلى مواقع تلك اللوعة، عاطفةً وتأريخاً، غناءً شجيّاً في بعض المقاطع، وبوحاً غير مكظوم وكأنه آت من أغوار سحيقة، في أحايين أخرى· ها هو شاعر يتمنطقُ ''لغة ضيّعتها حروفها حتى تعرّت بلا مأوى''، كما يقول في أول قصائد الديوان، لا لكي يأخذ طريقه إلى التيه بل لكي يبحث عن جذوره أينما رمت به الأعاصير، تلك التي عصفت بأرضه الأولى، فهو أيضاً يحمل أينما ذهب يقينه الضارب في القدم: ''أنا السومري المدجج بالأحلام والأسئلة''· والشيفرة الشعرية في هذه العبارة، بالتأكيد، كما لن يخفى على القارئ، هي اختيار الشاعر لكلمة ''المدجج'' المشحونة بالاستنفار في تعارُضها مع حالتي الحلم والتساؤل· شعر باسم فرات رثائيّ بالدرجة الأولى، ممّا يُدنيه من شعراء سومر الأوائل الذين ندبوا خراب أور، ونفّر، ونيبور· وهذا ما يضعه أيضاً في خانة الشعراء العراقيين الذين سبقوه، مع بضعة من مُجايليه، إلى معاركة الشتات والمنفى، واستنطاق الشواهد سواءً جاءت من الماضي، أم من الحاضر· ولا يسعني إلا أن أذكر، هنا، شيئاً واحداً هو أن باسم فرات، الشاعر الذي يحملُ همّاً لن نهجس ثقله إلا بالقراءة المتمعّنة، تنقّل في رحيله من كربلاء إلى نيوزيلاندا إلى هيروشيما في اليابان ( نعم، هيروشيما، المدينة التي ضُربت بأول قنبلة ذريّة) ويبدو لي أنه طوال رحلته لم يُغفل أن يسجّل ملاحظاته، وأن يضيفها إلى تجربته المتكاملة· فهو شاعر لا يني يطعّمُ حاضره بماضيه، ويُغني ما مضى بما يأتيه من وقائع جديدة''· ومن قصائد هذا الديوان نقرأ ''تاريخنا'': اللافتاتُ السود / تاريخنا / نُدوّن صمتها من شفيف الهديل / الأمهات الثكالى / تَلَفَّعْنَ بتراتيل النواح السومري / بيمنا الطائراتُ / تترصدُ معابد أور / لأسر الآلهة /أخبئ تباشير الصباح / في جيبي/ وأهرولُ بعيداً عن ساحة المعركة /الطرقاتُ بنباحها المرُّ /تلفُّ أقدامي / أبعث رسائلَ شرسةً إلى دانتي / بعويل سنواتي اليابسة أحشوها /كل سنواتي يابسةٌ /أطلق براءتي باتجاه الحروب / كي لا يطويني علمٌ /سقط هو الآخر صريعاً قبلي/ أتساءلُ / الخارطة التي لها رائحة الصليب·· وطني/ نهران من الدموع يَتَوسداه / النخلةُ هي الأخرى / تهدرُ بالنبوءات / يهزهّا طفل أوروك / وهو يعضُّ دشداشته/ أيها المُبجّل يا أبي /الرصاصاتِ التي اخترقت /عمرك··· اخترقت حياتي أيضاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©