انطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله'' بالحفاظ على سلالة الطُهر العربي من الانقراض، حقق علماء إدارة المحميات الطبيعية في دائرة أعمال رئيس الدولة إنجازا علميا جديدا سيكون له الأثر الكبير في زيادة أعداد الطهر العربي في مشروع حمايته بمنطقة جبل حفيت، والتي تعد أهم مكان يعيش فيه في دولة الإمارات· وبناء على توجيه صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بتوفير جميع الإمكانات المادية والبيئية والعلمية لإنجاح مشروع الحفاظ على الطهر العربي، سجلت دراسات قسم الأبحاث بالمحمية والذي يضم عدداً من العلماء المشهورين عالمياً نتائج مهمة في مجالات التكاثر المدعوم والغدد الصماء وعلم الأجنة وعلم المني وعلم الوراثيات الجزئية· وأعلن القائمون على مشروع حماية الطهر العربي في جبل حفيت أنه سيتم البدء في تطبيق هذه الجهود على أرض الواقع خلال موسم الإكثار الحالي الذي بدأ اعتبارا من سبتمبر 2007 والبدء بتطور نموذجي في برنامج الإكثار الناجح بما يبشر بمضاعفة أعداد سلالة الطهر العربي الذي يتواجد فقط في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان·
قال معالي المهندس مبارك سعد الأحبابي، رئيس دائرة أعمال رئيس الدولة، ''إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله لم يدخر أي جهد لحفظ الطُهر العربي وضمان استمرارية هذا الإرث الفريد''· حيث وجه سموه بأن يتم توفير جميع الإمكانيات المادية والبيئية والعلمية لإنجاح هذا المشروع''·
وأكد معاليه على الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله للحفاظ على الطُهر العربي وذلك من خلال توجيهات سموه المستمرة بتكثيف الجهود العلمية والبحثية التي تهتم بالبصمة الوراثية وطرق العناية في الأسر وسلوكيات التكاثر، والتركيز على تكثيف المسوحات الميدانية في مناطق تواجد الطهر وذلك من أجل التمكن من وضع إستراتيجية للحفاظ على هذا النوع النادر من الحيوانات البرية على المستوى العالمي·
ومن جهته أكد سعادة عبد الجليل عبد الرحمن محمد وكيل ادارة المحميات الطبيعية في دائرة أعمال رئيس الدولة أن النجاحات التي تحققت في مجال حماية وإكثار الطهر العربي في محمية جبل حفيت ما هي إلا تجسيد وتتويج لاهتمام وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حتى نثبت للعالم الالتزام التام لدولة الإمارات لحماية الحياة البرية كإرث يحظى بتقدير وامتنان الأجيال القادمة·
وقال وكيل ادارة المحميات الطبيعية إنه بينما كان موظفو المحمية منهمكين في برنامج الإكثار الطبيعي للطـُهر العربي ، توصل العلماء إلى نتائج باهرة ستسمح لهم بإبهار العالم بمفهوم جديد تماما لزيادة عدد هذا الحيوان، وسيبدأ تطبيق هذه الجهود على أرض الواقع خلال موسم الإكثار للعام الحالي ·
ويمكن القول إن علماء ''إدارة المحميات الطبيعية'' أول من نجح على مستوى العالم في تجميد السائل المنوي للطـُهر العربي دون أي خلل بايولوجي، الأمر الذي يكفل ضمان حماية المادة الجينية الوراثية لتحسين برامج التلقيح الاصطناعي مستقبلاً· حيث تم من خلال هذه العملية استحداث طريقة جديدة لحفظ السائل المنوي، وأصبح بنك إدارة المحميات الطبيعية للسائل المنوي يضم حالياً (161 جرعة) · علماً بأن هناك نحو 150 مليون حيوان منوي في كل جرعة·
وتقع أهم الأعمال على عاتق قسم الأبحاث بالمحمية والذي يضم عددا من العلماء المشهورين لتغطية مجالات التكاثر بالطرق العلمية والغدد الصماء وعلم الأجنة وعلم الوراثيات الجـُزيئية· وباستخدام أعلى التقنيات من خلال أحدث التجهيزات والمعدات المخبرية، أصبح هؤلاء العلماء مستعدين لبدء تطور نموذجي في برنامج الإكثار الناجح لدى ''إدارة المحميات الطبيعية''·
وكما سجل علماء ''إدارة المحميات الطبيعية'' سبقا على مستوى العالم، يتمثل بنجاحهم بالعزل الأول على الإطلاق للمواصفات الجينية (علامات وراثية)، حيث تعتبر هذه المعلومات هامة وأساسية لضمان التنوع الوراثي وتفادي تكرار انتقال الصفات الوراثية غير الجيدة (مثل ضعف المقاومة للأمراض) والذي قد يؤدي إلى هاجس ''الطريق المسدود'' وانهيار كارثي لأعداد هذا الحيوان·
وعلى رأس قائمة هذه النتائج المبهرة أيضا، يأتي استحداث اختبار طبي جديد يسمح للعلماء بتمييز الفوارق بين الطـُهر العربي والحيوانات الأخرى الشبيهة له ، فمن خلال هذه الطريقة يستطيع علماء ''إدارة المحميات الطبيعية'' تحديد الأنواع والتمييز بينها بواسطة تحليل بضعة شعيرات فقط ، ويعتبر هذا الاختبار قيّما بالخصوص لحماية الطهر في الحياة البرّية·
ويبقى العنصر الأساسي لبرنامج الإكثار هو تحديد طول الدورة النزوية (الشهرية) والمستويات الهرمونية والخصوبة وتزامن الدورة النزوية· حيث أنه تم تحليل أكثر من 6000 عينة تم برمجتها باستخدام أحدث وأسلم التقنيات· وقد أثبتت النتائج خطأ المعلومات السائدة عالمياً في السابق، حيث تم تحديد معايير جديدة للدورة النزوية ، وبالتالي ستخضع إناث الطـُهر إلى دورة نزوية لمدة 22 يوما تقريباً، ويُحتمل حدوث الإكثار خلال خمسة شهور· كما تم أيضا اكتشاف أن طول اليوم حساس لأي تغيير في موسم الإكثار، حيث تعتبر شهور مارس وابريل ومايو موسم الولادة بعد فترة حمل تبلغ 169 يوماً وليس 145 يوما حسب الاعتقاد السائد في الماضي·
وسيستخدم باحثو ''إدارة المحميات الطبيعية'' هذه المعلومة الجديدة في أول محاولة من نوعها لإكثار أكثر من نسل واحد في السنة، حيث سيتم استخدام عشرين أنثى في برنامج الإكثار لعام 2007 وستكون تسع منها جزءا من عمليات التكاثر، في حين سيتم استخدام أنثى واحدة على الأقل كحيوان تجارب · ويعتبر هذا الجهد أكبر تحدٍ لهم والذي سيؤدي في المستقبل لإنشاء أكبر مشروع حماية للطهر العربي من الانقراض في العالم·
مختبر الهرمونات
يختص مختبر تحليل الهرمونات بدراسة فسلجة جهاز التكاثر والهرمونات التي لها علاقة بعملية التكاثر، وذلك لمعرفة أحسن الظروف الفسيولوجية لعملية التكثير، وقد استطاع علماء المختبر تحديد فترة الحمل للطهر العربي بالضبط ب165 يوما، وكذلك تم تحديد فترة الخصوبة بحوالي 18 يوما، وبالتالي تم تحديد الفترة المناسبة للتزواج في 21- 22 يوما محددة من السنة، وكذلك تم تحديد فترة الولادات ومعظمها في شهر مارس حيث سجلت أعلى نسبة من الأمطار في ذلك الشهر·
كفاءات عالمية
يضم فريق عمل ''إدارة المحميات الطبيعية'' مجموعة من الكفاءات المعروفة عالمياً تحملوا مسؤولية رعاية وإدارة وإكثار عدد من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في مناطق مختلفة وأولها الطــُهر العربي ·
وتعمل ''إدارة المحميات الطبيعية'' في منطقة جبل حفيت ·· تحت متابعة معالي المهندس مبارك سعد الاحبابي رئيس دائرة أعمال رئيس الدولة وإشراف سعادة عبد الجليل عبد الرحمن وكيل ادارة المحميات الطبيعية وإدارة ويلي لابوشانجي، المدير التنفيذي السابق لحدائق الحيوان الوطنية بجنوب إفريقيا والجمعية العالمية لحدائق الحيوان والمحميات المائية·
التركيبة الوراثية والجينية
يهدف قسم دراسة التركيبة الوراثية والجينية في إدارة المحميات الطبيعية في جبل حفيت إلى دراسة التركيبة الوراثية للطهر العربي باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية، والعمل على تجنب التجاوز بين الأفراد المتشابهة بعد تشخيصها وراثيا، وإدخال جينات جديدة لتحسين التركيبة التراثية، وكذلك استحداث هوية جينية لكل طهر تحوي صفاته الجينية وصلته الوراثية ببقية المجموعة·
قسم التجميد
يهدف قسم الحيوانات المنوية في محمية جبل حفيت إلى حفظ وتجميد الحيوانات المنوية بأحدث التقنيات الحديثة، حيث نجح في إنشاء بنك الحيوانات المنوية لأول مرة، حيث تشمل وظائفه جمع الحيوانات المنوية بطرق علمية، واستنباط أحسن طريقة لحفظ الحيوانات المنوية وخصوصا تحت درجة سالب 196 درجة مئوية، فيما نجح القسم بحفظ وتجميد 160 جرعة من الحيوانات المنوية حتى الآن حيث تعتبر هذه النتائج الأولى من نوعها فيما يخص الطهر العربي·
الطهر العربي
يتواجد الطـُهر العربي في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وشمال سلطنة عمان· وقد صنّـفت القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للمحميات الطهر العربي كحيوان مهدد بالانقراض حيث لا يتعدى عدده 2000 حيوان في البرية· وتفيد المؤشرات بأن عدده في تناقص مستمر بسبب الصيد الجائر وتدهور موطنه الطبيعي· وقد يأتي وقت يتذكر فيه الناس هذا الحيوان فقط من خلال صوره في المجلات والملصقات المعلقة على الجدران·
إدارة للمحميات الطبيعية
على سفح جبل حفيت المطل على مدينة العين، حيث يتواجد الطُهر العربي يكمن أحد أسرار حماية الحياة البرّية بأفضل الطرق والوسائل، وبما أن هذا المكان أهم مأوى يعيش فيه الطُهر العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وإنطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،حفظه الله، أصدر سموه توجيهاته لرئيس دائرة أعمال رئيس الدولة معالي المهندس مبارك سعد الأحبابي، بإنشاء إدارة للمحميات الطبيعية لتكون مهمتها الأولى حماية الطُهر العربي من الانقراض والكثير من الحيوانات الأخرى التي توشك على الانقراض، وقد عهد بتأسيس هذه الإدارة لسعادة عبد الجليل عبد الرحمن محمد وكيل ادارة المحميات الطبيعية·
عدد اليوم
