الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جائزة دبي الدولية للقرآن تختار الصابوني شخصية العام الإسلامية

جائزة دبي الدولية للقرآن تختار الصابوني شخصية العام الإسلامية
29 سبتمبر 2007 02:40
أعلنت جائزة دبي للقرآن الكريم اختيار فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي الصابوني شخصية العام الإسلامية تقديراً لدوره الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، ولما له من سبق في مجال تفسير القرآن ولإنتاجه العلمي الغزير في كل ما يخدم كتاب الله· ويصل الدكتور الصابوني غداً الأحد إلى الدولة، ويكون في استقباله أعضاء اللجنة المنظمة لجائزة القرآن، وقد أعد له برنامج خاص خلال فترة وجوده بالدولة، ويكرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزارء حاكم دبي يوم الثلاثاء المقبل في الحفل الختامي للجائزة· وقال الشيخ الصابوني في اتصال هاتفي من مكة المكرمة مع ''الاتحاد'': ''إن ما فعله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بإنشائه جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، هو أنه سنّ سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، حيث أقام سموه صرحاً لخدمة كتاب الله وعلومه المختلفة''، داعياً الله أن يوفق قيادة دولة الإمارات وشعبها لما فيه الخير في الدنيا والآخرة· وحول اختياره الشخصية الإسلامية، أشار إلى أنه خادم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مؤكداً أنه يود أن يقضي كل عمره بين علوم التفسير المتعلقة بالقرآن الكريم، مشيراً إلى أنه قضى 30 عاماً من عمره أستاذاً في جامعة أم القرى، ويتمنى أن يكون ما تبقى من عمره في ذلك المجال القرآني، مؤكداً أن ذلك الاختيار هو فضل من الله وتكرماً من قيادة الإمارات· شخصية بارزة وقال سعادة المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمقر جائزة القرآن في منطقة الطوار للإعلان عن شخصية العام الإسلامية بحضور أعضاء اللجنة المنظمة: ''إن الدكتور الصابوني من الشخصيات الإسلامية البارعة في مجالها، ومختلف المسلمين يعرفونه من خلال كتاباته ومحاضراته وأسفاره ومجهوده الكبير في تفسير كتاب الله''، مشيراً إلى أن الصابوني علم من أعلام المسلمين في باب التفسير، وقد فتح الله عليه كثيراً، وكان سبباً في توضيح كثير من المعاني القرآنية بشكل بسيط· وأفاد بوملحة بأن شخصية العام الإسلامية له كثير من المؤلفات، مؤكداً أن اختياره هو إنصاف لمجال مهم ومتميز من العلوم الإسلامية المرتبطة بكتاب الله، وأن هذا الاختيار هو تكريم لجميع العلماء والمفكرين العاملين في ذلك المجال الخصب· وأشار رئيس اللجنة المنظمة إلى أن نظام جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم نص على أن جائزة الشخصية الإسلامية تمنح لمن قام من علماء المسلمين بدور بارز في خدمة الإسلام والمسلمين، وتشهد له بذلك آثاره العلمية الهادفة أو مواقفه الإسلامية فرداً كان أو جهة، واشترط النظام أيضاً أن يكون المرشح للجائزة مقبولاً لدى عامة المسلمين، وأن يكون على قيد الحياة· وأشار إلى أن اختيار الدكتور الصابوني إشارة واضحة للدور المتكامل للجائزة، حيث لا تتوقف على خدمة الحفظة، لكن امتدت إلى كل المهتمين بكتاب الله بما في ذلك التفسير، وأن الجائزة على ثقة تامة بأن اختيارها سيلقى ارتياحاً وقبولاً لدى جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم، فالدكتور الصابوني لا تخطئه عين فهو من العلماء المحبوبين المعروفين والذين يعيشون في قلوب كل المسلمين· المولد والنشأة ولد فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني في سوريا بمدينة حلب الشهباء بلد العلم والعلماء عام 1930 من أسرة عريقة بالعلم، فوالده من كبار علماء حلب· وتلقى الشيخ علوم العربية والفرائض وعلوم الدين على يد والده الشيخ جميل، وحفظ القرآن الكريم في الكُتّاب وأكمل حفظه في الثانوية وهو في سن مبكرة، وكان للشيخ دراسة على كبار علماء سوريا منذ نعومة أظفاره فهو قد نشأ محباً للعلم، راغباً في تلقيه على الشيوخ الأجلاء· وقد كان من أبرز شيوخه، فضيلة الشيخ محمد نجيب سراج ''عالم الشهباء'' وفضيلة الشيخ أحمد الشماع، وفضيلة الشيخ محمد سعيد الإدلبي، وفضيلة الشيخ راغب الطباخ، وفضيلة الشيخ محمد نجيب خياطة ''شيخ القراء'' وغيرهم من العلماء والشيوخ الأفاضل في ذلك العصر، وكان يحضر دروساً خاصة على أيدي بعض الشيوخ في المساجد والبيوت· دراسته العلمية تلقى الشيخ محمد علي الصابوني الدراسة النظامية في المدارس الحكومية، ولما حصل على الشهادة الابتدائية انتسب إلى إعدادية وثانوية التجارة فدرس فيها سنة واحدة، ولما لم توافق ميوله العلمي - لأنهم كانوا يعلمون فيها الطلاب أصول المعاملات الربويّة التي تجري في البنوك - هجر الإعدادية التجارية، ''مع أن ترتيبه فيها كان الأول على زملائه''، وانتقل إلى الثانوية الشرعية التي كانت تسمى ''الخسروية'' في مدينة حلب وفيها درس الإعدادية والثانوية، وكانت دراسته فيها مزدوجة تجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الكونية التي كانت تدرس في وزارة المعارف، فقد كانت المواد الشرعية كلها من التفسير والحديث والفقه والأصول والفرائض، وسائر العلوم الشرعية، إلى جانب الكيمياء والفيزياء والجبر والهندسة والتاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية تدرّس أيضاً فيها، فكانت دراسته جامعة بين الدراسة الشرعية والدراسة العصرية، وقد تخرج في الثانوية الشرعية عام 1949 م· رحلته إلى مصر لما أنهى دراسته الثانوية بتفوق ابتعثته وزارة الأوقاف السورية إلى الأزهر الشريف بالقاهرة على نفقتها للدراسة الجامعية، فحصل على شهادة كلية الشريعة منها بتفوق عام ،1952 ثم أتمّ دراسة التخصص فتخرج عام 1954 في الأزهر الشريف حاصلاً على شهادة ''العالمية في تخصص القضاء الشرعي''، وكانت هذه الشهادة أعلى الشهادات في ذلك العصر، وهي تعادل شهادة الدكتوراه حالياً، وقد نالها بتفوق وامتياز· رجع بعد دراسته في مصر إلى بلده سوريا فعيّن أستاذاً لمادة الثقافة الإسلامية في ثانويات حلب الشهباء ودور المعلمين، وبقي في التدريس ثماني سنوات منذ عام 1955 إلى عام ·1962 آثاره العلمية للشيخ الصابوني مؤلفات عديدة تصل إلى 40 مؤلفاً في شتى العلوم الشرعية والعربية ألفها في مشواره العلمي الطويل، فكانت من أهم الكتب في مجالاتها ولاقت قبولاً وانتشاراً واسعاً بين طلاب العلم في شتى أنحاء العالم الإسلامي، وترجم العديد منها إلى لغات مختلفة كالتركية والإنجليزية والفرنسية والملاوية والهوساوية وغيرها من لغات العالم الإسلامي· كما أن للشيخ نشاط علمي واسع، فقد كان له درس يومي في المسجد الحرام بمكة المكرمة يقعد فيه للإفتاء في المواسم، كما كان له درس أسبوعي في التفسير في أحد مساجد مدينة جدة امتد لفترة ما يقارب ثماني سنوات فسّر خلالها لطلاب العلم أكثر من ثلثي القرآن الكريم، وهي مسجلة على أشرطة كاسيت، كما قام الشيخ بتصوير أكثر من ستمائة حلقة لبرنامج لتفسير القرآن الكريم كاملاً ليعرض في التلفاز، وقد استغرق هذا العمل زهاء السنتين، وقد أتمه حفظه الله نهاية عام 1419 هـ·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©