29 سبتمبر 2007 21:51
تستثمر إمارة أبوظبي زهاء (7 مليارات دولار) في بناء مرافق مطارات حديثة تلبي احتياجات النمو في الإمارة لنصف قرن من الآن· ويمثل مطار أبوظبي الدولي بوابة الدخول إلى واحدة من أغنى مدن العالم، من حيث معدل دخل الفرد والناتج المحلي الإجمالي الذي يشهد زيادة مطردة· وتعمل الإمارة على الاستفادة من قاعدتها الاقتصادية الصلبة لتنويع مصادر دخلها من خلال تنفيذ مجموعة ضخمة من المشاريع الصناعية والسياحية والتعليمية والثقافية والرياضية· وفي إطار هذه الاستراتيجية يجري العمل على تحويل مطار أبوظبي الدولي إلى مطار عالمي بحيث يستطيع خدمة متطلبات هذه الخطط التنموية الضخمة·
ولمقابلة الزيادة المتعاظمة في حركة المسافرين التي ظل مطار أبوظبي الدولي يشهدها خلال الحقبة الأخيرة تم تنفيذ مجموعة من الحلول الآنية أسفرت عن مضاعفة الطاقة الاستيعابية إلى نحو سبعة ملايين مسافر منذ سبتمبر ،2005 وفي ذات الوقت بدأ العمل في مجموعة أخرى من المشاريع لتلبية احتياجات النمو على المدى البعيد· وتشمل هذه المشاريع إنشاء مبنيين جديدين للمسافرين ومدرج ثانً وبرج جديد للمراقبة الجوية ومبنى للشحن ومنطقة حرة·
ومن المنتظر أن يحقق المطار، بنهاية عام ،2010 زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في طاقته الاستيعابية ليستوعب 20 مليون مسافر ومليون طن من البضائع سنوياً· وتقضي الخطة بتنمية الطاقة الاستيعابية إلى 40 مليون مسافر و2,5 مليون طن سنوياً·
ورغم أن شركة أبوظبي للمطارات (أداك) أنشئت في مارس 2006 بهدف قيادة برنامج تطوير مرافق الطيران لمواكبة النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها إمارة أبوظبي وتوجهها نحو تنويع مصادر دخلها· فإن خطط الشركة تفرد حيزاً مقدراً لتلبية احتياجات شركة ''الاتحاد للطيران'' التي تتخذ من مطار أبوظبي مقراً لها· وتعد تلك الشركة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، إذ استطاعت في وقت وجيز أن تصل بخدماتها إلى 45 وجهة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية وأفريقيا وآسيا وأستراليا وهي تخطط لأن تبلغ سبعين وجهة بحلول عام ·2010
ومن المقرر أن يكتمل مبنيا الركاب الجديدان بالمطار خلال عامي 2008 و2010 على التوالي حيث سيدخل المبنى 3 طور التشغيل في الربع الثاني من عام 2008 وتبلغ سعته خمسة ملايين مسافر سنوياً، ويشتمل على ثماني بوابات مصممة لاستقبال الطائرات الضخمة، وبذلك يمكن استيعاب النمو المتوقع في أسطول طيران الاتحاد حتى عام ،2010 وهو العام الذي سيكتمل فيه مبنى الركاب المركزي الذي يمثل حجر الزاوية في مشروع المطار وينتظر أن يبرز كتحفة معمارية تضاف إلى قائمة المعالم المميزة لعاصمة الإمارات· كذلك سيشهد النصف الأول من العام القادم اكتمال المدرج الجديد الذي يبلغ طوله 4100 متر وهو مؤهل لاستقبال كافة الطائرات الضخمة بما في ذلك الإيرباص أ380 العملاقة، هذا فضلاً عن برج المراقبة الجديد والمرحلة الأولى من المنطقة الحرة·
وتولي الخطة عناية خاصة بتأمين سلاسة انتقال المسافرين عبر مرافق المطار، وفي هذا الصدد ستزود المرافق الجديدة بأحدث التقنيات والأنظمة التي تعين على تقديم خدمة متميزة للمسافرين· وروعي في تصميم المرافق الجديدة أن تجسد الخصائص الثقافية والبيئية والاقتصادية لدولة الإمارات وأبوظبي بصفة خاصة من خلال الجمع بين التصميم المعماري المبتكر وفعالية التشغيل من أجل تقديم خدمة راقية لشركة طيران الاتحاد وشركات الطيران الأخرى وكذلك للمقيمين والمسافرين وزوار أبوظبي·
وتعتزم شركة أبوظبي للمطارات إنشاء منطقة حرة حديثة بمطار أبوظبي الدولي· ويعتبر المشروع حلقة هامة من حلقات برنامج تطوير وتوسعة المطار إذ يتيح للمطار أن يصبح مركز استقطاب لحركة الشحن والأعمال كما يتيح للشركة زيادة عائداتها· وتقدر المساحة المبنية للمنطقة الحرة بأكثر من أربعة ملايين متر مربع وستحوي مجموعة متكاملة من المرافق والخدمات الحديثة· وستضم المنطقة كل ما يحتاجه المستثمرون من مرافق وخدمات حديثة·
وقال سعادة خليفة المزروعي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أبوظبي للمطارات، إن الغرض من إنشاء المنطقة الحرة هو مواكبة النهضة التنموية التي تشهدها إمارة أبوظبي في كافة المجالات· وقال إنها تشكل علامة بارزة في مسيرة أبوظبي وتوجهها لأن تصبح مركزاً اقتصادياً مرموقاً· وستستفيد المنطقة الحرة من الموقع الاستراتيجي لمطار أبوظبي الدولي كملتقى طرق بين الشرق والغرب، كما ستستفيد من النهضة التنموية التي تشهدها الإمارة·
وحرص مطار أبوظبي الدولي دوماً على استيفاء أعلى معايير السلامة والأمن المطبقة عالمياً· وخلص مسح أجرته مؤخراً المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) إلى أن المطار استوفى المعايير الدولية لضمان سلامة مستخدمي المطار وعملياته· وفي ذات الوقت تعكف شركة ''أداك'' على ترقية الخدمات المقدمة للمسافرين· وفي هذا الإطار، نفذت الشركة مؤخراً باقة من الخدمات بهدف توفير أفضل سبل الراحة لضيوف المطار· من تلك الخدمات إنشاء منطقة داخل صالة القدوم يستطيع فيها القادمون البقاء في أجواء مكيفة ريثما يحين دورهم لأخذ سيارة الأجرة· كما هيأت إدارة المطار خدمات الإنترنت ومناطق خاصة للمدخنين وطورت نظام اللافتات لكي يستدل المسافرون على وجهتهم في سهولة ويسر كما أفردت منطقة خاصة لمسافري الدرجتين الأولى ورجال الأعمال لإكمال إجراءات الفحص الأمني·
ولقيت تلك الجهود إشادة المسافرين واستحسانهم· وتجلى ذلك في فوز مطار أبوظبي الدولي في عام 2006 بجائزتين متميزتين من مجلس المطارات العالمي، هما أفضل مطار في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط من ناحية جودة الخدمات· وأفضل مطار في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط من ناحية حسن الضيافة وخدمة العملاء·
نمو حركة المسافرين والبضائع
تشير آخر البيانات الإحصائية إلى نمو مطرد في حركة المسافرين والبضائع عبر مطار أبوظبي، إذ بلغ مجموع المسافرين عبر المطار خلال النصف الأول من العام الجاري 3,071مليون مسافر، بزيادة قدرها 27 بالمائة عن عددهم في نفس الفترة من عام 2006 حين بلغ مجموعهم 2,414 مليون مسافر· أما حركة الطائرات فقد زادت بنسبة 7 بالمائة ليصل مجموعها إلى 39300 حركة طيران، فيما سجلت حركة الشحن نمواً بنسبة 34 بالمائة·
كما شهد شهر أغسطس الماضي زيادة ملحوظة في حركة الطائرات نتيجة للوجهات الجديدة التي أضافتها شركة الاتحاد للطيران إلى جانب بعض شركات الطيران الأخرى مثل شركة طيران عمان التي بدأت تسيير رحلات منتظمة من مطار أبوظبي منذ شهر مايو 2007 والخطوط الإثيوبية منذ يوليو ·2007
وبلغ مجموع المسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي خلال شهر أغسطس 707671 مسافراً، بزيادة قدرها 32 بالمائة عن عدد المسافرين الذين استخدموا المطار خلال أغسطس 2006 والذي بلغ 536201 مسافر· كذلك حققت حركة الطائرات نمواً بنسبة 10% خلال نفس الفترة حيث ارتفعت إلى 6785 بالمقارنة مع 6156 حركة في أغسطس ·2006
أما حركة الشحن خلال أغسطس 2007 فقد سجلت نمواً بنسبة 14,5 بالمائة، حيث بلغت 27015 طناً بالمقارنة مع 23601 طن سجلت في نفس الشهر من العام الماضي· وتشير هذه الأرقام إلى استمرار مطار أبوظبي الدولي في تحقيق نمو مطرد في حركة المسافرين، حيث تجاوز عدد المسافرين في شهر أغسطس نسبة النمو التي حققها المطار خلال النصف الأول من العام والتي بلغت 27 بالمائة·
مطار العين مركز الطيران الاقتصادي
يتمتع مطار العين الدولي بمزايا فريدة تؤهله لأن يصبح مركزاً مثالياً لحركة البضائع وللنقل الجوي الاقتصادي· وتعمل شركة أداك على إبراز هذه المزايا لشركات الطيران في المنطقة وفي شبه القارة الهندية وكذلك للشركات التي تحتاج للتوقف للتزود بخدمات فنية عالية المستوى أثناء رحلاتها بين أوروبا وآسيا·
يذكر أن مؤسسة الإمارات للخدمات البريدية التجارية (امبوست) قد بدأت منذ مارس الماضي تسيير رحلات شحن جوي منتظمة إلى شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأوروبا من مطار العين الدولي· ويرى المسؤولون في شركة أداك أن اختيار امبوست مطار العين الدولي مركزاً لنشاطها العالمي في مجال الشحن الجوي قد وضع اللبنة الأولى لتحويل المطار إلى مركز إقليمي للشحن الجوي ينتظر أن يجذب إليه شركات أخرى من كافة أنحاء العالم للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمطار من أجل زيادة حصتها من حركة نقل البضائع في شبه القارة الهندية وربطها مع إفريقيا وأوروبا·
عدد اليوم
