عُرس صحفي

تهللت أسارير السلطة الرابعة للقرار الذي نادى به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ، بعدم حبس أي صحفي·· وضرورة تعديل قانون المطبوعات والنشر بأقصى سرعة، وبدأت المباركات العربية والعالمية تتوافد لتبين صحة هذا القرار الذي سيغير معالم المنطقة وسيشكل علامة فارقة في تاريخ الصحافة العربية· فهي خطوة بجرأة وريادة الانجازات التي تقوم بها الدولة في كافة الميادين والتي تسبق بها الغير·· كما أنها توضح التفهم الكامل من القيادة للصحافة ودورها في نشر الحقائق وكشف المستور لجعل المجتمع مكاناً أفضل، كما تبين الوعي العام الذي وصلت إليه الإمارات من تفهم حرية الكلمة ودورها في تطبيق الموضوعية في دار الديموقراطية· هذا الأمر بالطبع سيشعل الغيرة في نفوس الصحفيين كافة، وسيتمنون العمل في دولة الإمارات التي لا تهضم حق من يدافع عن كلمة الحق، كما أنهم سيطالبون بلدانهم بالسير خلف دولتنا·· لذا نتمنى فعلاً أن يسارعوا في تعديل قانون المطبوعات والنشر حتى لا يكون مصير أي صحفي السجن·· خاصة بعد القضايا التي كانت ترفع على بعض الصحفيين ولا نعرف نهايتها·· ولكن هذا لا يعني أن يقوم الصحفي بنشر أكاذيب وينسبها لعدة أشخاص لفرحه بعدم تعرضه للسجن، فالدقة في تحري الحقائق مطلوبة عند توفر هذا الشرط·· كما أن العقاب سيظل موجوداً في حال إثبات التهمة عليه وقد تزداد قيمة الغرامات أيضاً·· لذا فالحذر واجب· وقد كنت في صغري متأثرة جداً بالصحافة المصرية ومستغربة من تعرض الصحفيين للسجن لمجرد كلمة نطقوا بها·· وكنت أعتقد في حينها أن هذا هو مصير الصحفي الناجح، لكن طبعاً لا يبدو هذا الحل هو المناسب الآن مع المتغيرات الاجتماعية والثقافة السائدة، فأصبح فهمي للعمل الصحفي أكثر من ذي قبل·· على العموم سأظل متشوقة لرؤية ما يحدث على الساحة الصحفية والانجازات التي ستنطلق مع بداية العهد الجديد· Afrah.jasem@gmail.com