الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن قاسم.. تعويذة الأهلي وآخر الظُّرفاء

حسن قاسم.. تعويذة الأهلي وآخر الظُّرفاء
29 سبتمبر 2007 22:37
الشيخ حسن قاسم ليس مجرد شيخ ابتهالات ولا شيخ المبتهلين المعاصرين، كما يطلق هو على نفسه، بل إنه عالم متسع لشتى الدروب والاتجاهات والثقافات، فقد جمع بين الإنشاد الديني وعشق النادي الأهلى منذ الستينات، لدرجة أنه صار المشجع والمستشار الأول للفريق، وأُطلق عليه ''تعويذة الأهلي''، فما يتوقعه يحدث، ووجوده في الملعب إشارة إلى مكسب الأهلي المتوقع بلا جدال· زد على ذلك أن الشيخ حسن قاسم يعتبر بلا منازع آخر الظرفاء لدرجة أنه دخل لمصافحة الرئيس السادات فاستبقاه 45 دقيقة لا عمل له فيها غير إضحاك الرئيس السادات· وهو يقول عن نفسه: ''أنا جنرال ولورد في التواشيح وفي الحياة·· أنا لست شيخاً أو فقيهاً، وعمي حماني ومنحني الجرأة أمام الكبير والصغير''· ولد الشيخ حسن عبدالعال قاسم بقرية كفر غنامية بمركز الباجور بالمنوفية فى 27 أغسطس ،1944 وأصيب بالعمى فى سن مبكرة، وبدأ حفظ القرآن الكريم وعمر 6 سنوات، ثم أتم حفظه فى الثانية عشرة، وجوَّد القرآن على يد الشيخ إسماعيل عبدالجبار على رواية ''ورش'' في مدينة الباجور، وبدأ يقرأ في الليالي وعمره 14 سنة، ويصعد على الدكة للقراءة ويثني عليه الناس لحلاوة صوته، وبدأ يلتقي بالمشايخ القادمين للقراءة في قرى مركز الباجور، لأن الوالد كان غفيراً نظامياً وليس له من الأولاد غير الشيخ حسن وشقيقته وحيدة، فقد تركه الوالد يفعل ما يشاء حتى كانت شهادة ميلاده بقرية ''بي العب'' في افتتاح حفل مدرسة المعلمين، وكان وزير التعليم آنذاك كمال الدين حسين -أحد الضباط الأحرار- حاضرا الحفل، وأشاد به وتنبأ له بمستقبل باهر، فبدأ يهتم بنفسه ويأخذ المسألة مأخذ الجد ويخرج مع المشايخ الكبار في ''البطانة'' مثل الشيخ بيومى أبوزهرة والشيخ سليمان داود ويردد التواشيح والقصائد خلفهم في الموالد مثل (مولد المناوي)· قصته مع الأهلي وفي ليلة غاب شيخ القرية عن حضور الليلة الكبيرة في مولد القرية، فصعد الشيخ حسن بناءً على طلب الناس وأحيا الحفل وكان قد بلغ 18 سنة، وبعدها نزل الشيخ حسن الى الإسكندرية وبدأت شهرته· وفي هذه الأثناء كان الشيخ معجباً بكرة القدم واستمع لصوت المعلق الرياضي ''علي زيوار'' فبهره لأنه كان يجيد وصف الملعب والكرة كما لو كان الوصف مشاهدة، وكان الشيخ حسن آنذاك يتردد على الإذاعة دون أن يلتحق بها، وفي هذه الأثناء التقى بالإذاعي فهمي عمرو فطلب منه رقم تليفون المعلق علي زيوار واتصل به في اتحاد الجيش، حيث كان زيوار برتبة عقيد آنذاك، وذهب إليه واستقبله الآخر في مكتبه بترحاب، وكان في هذا الوقت يشغل علي زيوار مدير الكرة بالأهلي حتى سنة 1961 عندما وصل الأهلي للحضيض وجاءه المشير عبد الحكيم عامر بحكم كونه رئيس اتحاد الكرة آنذاك أمره بأن يتسلم الكرة في الأهلي· ومن ساعتها سنة 1961 حتى النهاية لم يترك الشيخ حسن الأهلي ولا علي زيوار حتى صار ''تعويذة الأهلي''· وفي مباراة نهائي كأس مصر بين الأهلي والترسانة سنة 1965 حاول الحكام والفريق المنافس منع الشيخ حسن من النزول للملعب مع علي زيوار لكن (الفريق مرتجى) أمرهم بتركه وكان الحكم الدولي للمباراة علي قنديل، وسألوا الشيخ حسن عن نتيجة المباراة فأجابهم 1/ صفر لصالح الأهلي، وبدأت المباراة وأحرز أسامة يوسف هدف الفوز للأهلي فأطلقوا على الشيخ اسم ''تعويذة الأهلي''· دخول الإذاعة وتقدم في هذه الأثناء لامتحان الإذاعة في الإسكندرية فسقط في الاختبار، فقيل له حاول مرة ثانية، فتقدم للإذاعة الأم بالقاهرة أمام لجنة تضم الشيخ محمد الغزالي والشيخ عبدالفتاح القاضي والموسيقي محمود كامل وأحمد صدقي ونجح فى كل شيء إلا الأذان، لأنه لم يقل ''الصلاة خير من النوم'' في أذان الفجر وكان رئيس اللجنة د· كامل البوهي، وحددت له لجنة في الأسبوع التالي وكانت مدتها ثلاث دقائق وخرج منها ناجحاً، وكانت أول إذاعة مسجلة للشيخ حسن على الهواء من مسجد السيدة زينب ثم الثانية من مسجد أبو الفضل الوزيري بالمحلة الكبرى والثالثة من مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي وتوالت النجاحات· لقاء السادات وفي إحدى المرات احتفل الرئيس السادات بعيد ميلاده، ودعا الإعلاميين والمشايخ والإذاعات ومنها إذعة القرآن الكريم وذهب كامل البوهي رئيس الإذاعة ومعه الشيخ الطبلاوي والشيخ د· عبدالرحمن النجار، وأخذ د· البوهي الشيخ حسن في يده لمصافحة الرئيس السادات، ودخلا وقال له الرئيس: ''أهلاً بالشيخ حسن، أخبار الكرة إيه؟'' فقال له ''كانت كفر وأسلمت'' فضحك الرئيس السادات وظل الشيخ حسن -كما يقول- 45 دقيقة يُضحك الرئيس السادات حتى سأله: ''ماذا تريد؟ اطلب'' قال : لا شيء، قال : لابد أن تطلب، فقال له : طلبي لن يستطيع أحد تحقيقه، فصمم الرئيس السادات· فقال له الشيخ حسن: ''عايز أفتح عيني'' فغرق الرئيس السادات في الضحك ونادى: ''هات كراسي يا فوزى'' -المقصود فوزى عبدالحافظ- وجلس د· البوهي والشيخ حسن قاسم 15 دقيقة إضافية مع الرئيس السادات، وقبل مغادرته إياه منحه الرئيس السادات عصا من الأبنوس النادر· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة الشيخ حسن قاسم معجب بصوت الشيخ الراحل محمد عمران والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود علي البنا، وكان معجباً بصوت السيدة أم كلثوم والتقاها في أغنية ''ألف ليلة وليلة'' وكان قريباً من عبدالحليم حافظ وسمير محبوب، وقدم مسلسلاً مع حسين فهمي باسم ''أولاد الأكابر'' وحلقات مع فايز حلاوة باسم ''صينية كنافة''، ويقول إن الشيخ نصر الدين طوبار هو الوحيد الذى جعل للابتهالات مكانة وكياناً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©