يحيى الفخراني: يتربى في عزو .. دراما سهلة أداؤها صعب

يحيى الفخراني مسكون بالفن ويمتزج بشخوصه امتزاجا اسطوريا على الشاشة، والصدق والإخلاص مفتاحه لقلوب الجماهير، فهو سليم باشا البدري في ''ليالى الحلمية'' وبشر عامر عبد الظاهر في ''زيزينيا''، وسيد أوبرا في ''أوبرا عايدة'' وجابر مأمون نصار في ''للعدالة وجوه كثيرة'' ورحيم المنشاوي وعباس الأبيض ومصطفى الهلالى وغيرها من الأعمال الناجحة· وأصبح اسم يحيى الفخراني علامة الجودة لأي مسلسل يقوم ببطولته وشهادة نجاح لكل المشاركين معه، ويجيد اختيار أدواره بعناية فائقة ويهمه في المقام الاول جمهوره الذي ينتظره في رمضان كل عام، وهو دائما في رحلة بحث عن الجديد الذي يقدمه، ويطل في رمضان يوميا من خلال شخصية كوميدية ضمن أحداث مسلسل ''يتربى في عزو'' تأليف يوسف معاطي وإخراج مجدي أبوعميرة· ؟ ما الجديد الذي تقدمه في مسلسل ''يتربى في عزو''؟ ؟؟ المسلسل دراما اجتماعية كوميدية تتحدث عن أهمية تحملنا المسؤولية على كافة المستويات، لأن الإهمال أصبح السمة المميزة لحياتنا، والأحداث تدور في قالب كوميدي مليء بالتراجيديا ونقد لما يحدث الآن بشكل فيه كثير من الرمز ويخلو من المباشرة· ؟ ماذا عن الشخصية؟ ؟؟ ''حمادة عزو'' ينتمي لعائلة عريقة وثرية وهو شخصية كوميدية ويمتلك محلاً للعب الأطفال التي يعشقها ولديه ولدان وبنت، أحمد عزمي وياسر جلال وهنا شيحا وتزوج ثلاث مرات من مها أبوعوف وانتصار ورانيا فريد شوقي، فالأولى سيدة مجتمع والثانية خادمة والثالثة أرملة، ويعيش حياته وهو في الستين من عمره بالطول والعرض ولا قدرة لديه على تحمل المسؤولية وزواجه ثلاث مرات دليل على أنه غير مبال فهو يتزوج لمجرد الزواج، وهذا ما تكشفه أحداث المسلسل· ؟ بعد نجاح مسلسل ''سكة الهلالي'' هل تشعر بالخوف من التجربة الحالية؟ ؟؟ لو شعرت بالخوف لاعتزلت الفن منذ سنوات، ويهمني تقديم موضوع وفكرة تعيش لدى الناس، ولا أفكر في نجاح العمل أو فشله؛ لأن ذلك يؤثر في أدائي بشكل سلبي فأصبح متوترا وأفتقد المصداقية، ودائما أفكر في الدور الذي يناسبني· ؟ متى تشعر بأن الدور يناسبك؟ ؟؟ بعد قراءة السيناريو بالكامل أجد قلبي وإحساسي يحددان ما إذا كنت سأقدم الدور أم لا، فأنا نادرا ما أحس بعمل إلا إذا كان يلمس شيئا بداخلي· ؟ كيف تستعد للشخصيات التي تجسدها؟ ؟؟ استعدادي لأي شخصية لا يقتصر على دوري فقط في السيناريو وإنما أدرس شخصيات العمل ككل على الورق وأدرس ديكور المشهد وإضاءته وملابس الشخصية والممثل الذي أمامي و''لوكيشن'' التصوير حتى يكون هناك تصور شامل به، وأهتم بكل التفاصيل وأقول رأيي، لكن المخرج له الرأي الأول والأخير، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وكلنا يعمل لصالح العمل· ؟ تتعاون للمرة الثالثة مع المؤلف يوسف معاطي فهل هناك كيمياء مشتركة؟ ؟؟ السيناريو الذي كتبه يوسف معاطي لا يمكن رفضه فهو أقوى ما كتب ويتميز بالبساطة وهذا صعب في تقديمه· ؟ وكيف يكون بسيطا ويصعب تقديمه؟ ؟؟ في العام الماضي قدمنا مسلسل ''سكة الهلالي'' حيث ناقشنا جوانب سياسية ولعبة الانتخابات وما يحدث بها من تجاوزات وهذا سهل، أما في ''يتربى في عزو'' فنناقش العلاقات الاجتماعية البسيطة وهذا صعب جداً· مأزق ؟ يتم تصنيفك تليفزيونيا بأنك ''الأغلى'' في الأجر ألا يضعك هذا في مأزق؟ ؟؟ لا أهتم بهذه المسألة ولفترة طويلة لم أكن الأغلى لأنني لم أكن أعرف أجور الآخرين والأمر الذي جعلني أهتم بهذه المسألة عندما شعرت انه يتم استغلالي· ؟ هل تتقاضى ثلاثة ملايين جنيه في المسلسل؟ ؟؟ هذا الرقم قريب من الحقيقة والشركة المنتجة للمسلسل تعلم أن يحيى الفخراني يستطيع أن يحقق لها المكاسب ويعوضها عن الميزانية الكبيرة التي أنفقتها على المسلسل خاصة أنه يضم نجوما كبارا في التمثيل والتأليف والإخراج وكذلك الديكور الذي تم تصميمه في استوديو مصر والخاص بالقصر الذي يعيش فيه حماده عزو· ؟ قيل إنك رفضت بدء تصوير المسلسل قبل انتهاء كتابة السيناريو؟ ؟؟ طوال مشواري الفني أرفض بدء تصوير أي عمل درامي قبل انتهاء كتابته ومعرفة الى أين تسير أحداثه وكيف ستنتهي، وما حدث في مسلسل ''المرسى والبحار'' كان استثناء ولن يتكرر مرة أخرى· ؟ هل يمكن أن تتوقع نجاح أو فشل أحد أعمالك بعد الانتهاء من تصويره وقبل عرضه؟ ؟؟ أحيانا يحدث ذلك، فمثلا في فيلم ''حب في الثلاجة'' وهو فيلم فانتازي قلت لنفسي ''الناس مش متعودة على اللون ده'' والفيلم كان يحتاج لإنتاج هوليودي، وهذا طبعاً غير متاح ولكن أمام إصرار المخرج سعيد حامد والمؤلف ماهر عواد وأيضا الفكرة أعجبتني قررت خوض التجربة وأنا شبه متأكد من أنه لن ينجح جماهيريا وقلت يكفينا شرف المحاولة وعملت الفيلم وتأكدت وجهة نظري، وهناك مسرحية ''الملك لير'' التي قدمتها على خشبة المسرح القومي كنا نتوقع أنا وإدارة المسرح أن المسرحية ستغلق أبوابها بعد أسبوعين فقط لكن ما حدث كان مفاجأة لنا جميعا فقد استمر عرض المسرحية ثلاثة مواسم متتالية وكان المسرح كامل العدد في كل ليلة عرض· زحام ؟ كيف ترى المنافسة على شاشة رمضان في ظل الزحام الدرامي الشديد؟ ؟؟ لست ضد الزحام لأنني أشبهه دائما بالبوفيه المفتوح والجمهور ينتقي ما يريد خاصة مع تنوع موضوعات المسلسلات، أما المنافسة فلا تشغلني وأنا أنافس نفسي فقط والتحدي الذي يكون أمامي في كل عمل جديد هو ان أتفوق على نفسي في الأداء وإن كنت لا أشعر بالرضا الا نادرا رغم اشادة الجمهور والنقاد بأعمالي وادائي· ؟ ما سر نجاحاتك الرمضانية المتتالية؟ ؟؟ كل ما أعرفه هو انني أختار اعمالي بدقة وأجتهد فيها أما النتائج فهي تسعدني لكنني لا أتوقف عندها كثيرا ونادرا ما أشاهد اعمالى وهي تعرض ونادرا ما أشعر بفرحة نجاحي ربما لأنني بمجرد انتهاء التصوير في أي عمل أحاول الخروج سريعا من معايشة الشخصية التي قدمتها خاصة وانها تكون قد اخذت الكثير من وقتي وجهدي وأعصابي· ؟ هل تحرص على مائدة رمضان الدرامية؟ ؟؟ أعشق رمضان وأعلم جيدا ان أي عمل في رمضان يحظى بأعلى نسبة مشاهدة ومع ذلك ادخل اي عمل ولا اهتم اذا كان سيعرض في هذا الشهر ام لا وانا اتفاءل برمضان لانه عرض فيه مسلسل ''ليالي الحلمية'' الذي رفع شعبيتي· ؟ معظم ادوارك التليفزيونية تنتمي للنوعية الطيبة؟ ؟؟ أميل لحب الشخصية الدرامية وهذا ما ينطبق على شخصية ''حمادة عزو'' التي جسدتها بصدق وحب وهذا ليس معناه انني ارفض تقديم الشخصيات الشريرة واذا عرض عمل اكون فية شريرا في اطار شخصية محبوكة دراميا فلن اتردد والاهم عندي ان اتعايش مع الشخصية ولا اشترط ان تكون طيبة او شريرة· ؟ تقدم مسلسلا واحدا كل عام كيف تقضي وقتك بين مسلسل وآخر؟ ؟؟ عندما ادخل مسلسلا اعطيه كل وقتي وجهدي وتفكيري واكون مقصرا في حق اسرتي لذلك اعقد هدنة بين مسلسل وآخر لأقوم بواجباتي والتزاماتي الاسرية نحو زوجتي وابنائي· ؟ ماذا تبقي بداخلك الآن من شخصياتك الرمضانية على مدار الاعوام السابقة؟ ؟؟ اشياء كثيرة فمثلا مسلسل ''للعدالة وجوه كثيرة'' قربني من مشكلة اللقطاء، و''الليل وآخره'' جعلني اعرف الصعيد كما لو كنت ولدت فيه فقد زرت الصعيد اكثر من مرة لكني لم اعرفه اكثر الا من خلال ''الليل وآخره''· ؟ ما الشخصية التي كنت تتمنى ان تكون مثلها؟ ؟؟ شخصية سيد اوبرا في مسلسل ''اوبرا عايدة'' الذي قدمته منذ سنوات وهذه الشخصية احسست بانها قريبة مني جدا وتمنيت ان اكون مثلها· ؟ ماذا يمثل لك شهر رمضان وما هي طقوسك فيه؟ ؟؟ احب طقوس رمضان منذ ان كنت طفلا في ميت غمر وأحلى ما في رمضان هو اجتماع الاسرة في موعد واحد على الافطار وهذا ما احرص عليه حاليا بشكل قوي واحيانا يكون عندي تصوير في رمضان فأشترط ان افطر في بيتي مع اسرتي وأحيانا تأتي اسرتي داخل الاستوديو لنفطر سويا وحدث ذلك ايام الفوازير حيث كنت مقيما في التليفزيون· محمد علي باشا أحلم منذ سنوات أن أجسد شخصية ''محمد علي'' درامياً وسيناريو الفيلم كتبته زوجتي الدكتورة لميس جابر، وسوف تنتجه شركة ''جود نيوز'' ويخرجه السوري حاتم علي، والفيلم يحاول الاقتراب من شخصية محمد علي اقتراباً موضوعياً دقيقاً وهو من الشخصيات التي تستحق الاقتراب منها لاستجلاء دوره الحقيقي بكل وضوح، والعمل لا يحاكم محمد علي ولا يقدسه لكنه يقدم ما له وما عليه، ويركز على واقعة مذبحة القلعة وهل كان محمد علي مضطراً لها للحفاظ على وحدة وسلامة البلاد ونظام الحكم؟·