الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبيد الله القرشي: خمس ثمرات من بساتين المبشرين بالجنة

عبيد الله القرشي: خمس ثمرات من بساتين المبشرين بالجنة
29 سبتمبر 2007 22:39
الداعية الشيخ أبو طلحة عبيد الله القرشي أحد أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة الذين يشاركون في إحياء ليالي الشهر الكريم في الدولة بالمحاضرات والدروس الدينية، ولأن لاسم فضيلته تشابها مع اسم سيدنا طلحة بن عبيد الله القرشي أحد العشرة المبشرين بالجنة، فقد اخترنا أن يدور حديثه حول المبشرين بالجنة· تعود رحلة محدثنا مع القرآن والعلوم الدينية إلى صباه، حيث بدأ حفظ القرآن الكريم في سن السابعة وأتمه بحمد الله في التاسعة، وحصل على إجازات من مشايخ وعلماء اليمن، حيث تعلم العلوم الشرعية واللغة العربية والتفسير والحديث والتجويد والمتون وغيرها من مجالات الفقه قبل الحصول على بكالوريوس العلوم الشرعية من جامعة العلوم والتكنولوجيا باليمن ويعمل حالياً مدرسا وإماما بالدمام في المملكة العربية السعودية· أكد أن كل صحابي جليل من المبشرين بالجنة كان حديقة ورود كاملة وبستاناً من كل الثمار الطيبة، وما علينا إلا أن نقطف من كل حديقة وردة، ولنبدأ بأول الحدائق وأطيب البساتين سيدنا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه، وأبرز صفاته الطيبة في نظري هي التواضع· وذكر قصته المشهورة مع السيدة العجوز ''أم أيمن'' إحدى الصحابيات، حيث كان وهو خليفة المسلمين يقوم بخدمتها سراً دون علم أحد لشيخوختها وذهاب بصرها، فكان يذهب صباح كل يوم لترتيب شئونها، يكنس بيتها، ويعد طعامها، ويحلب شاتها بيديه الكريمتين، ولم يكن يعلم أن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقوم بنفس المهمة ليلا، ولا كان سيدنا عمر يعلم، لكنهما كانا يلاحظان أن أحداً ما يقوم بذلك إلى أن التقيا بعد أن تربص أحدهما لينظر من الآخر الذي يقوم على خدمتها· وعندما فوجئ كل منهما بالآخر قال عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق: ''لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر''· إنها رسالة لأمراء المؤمنين من بعد أبي بكر وحتى اليوم· فما هي الثمرة التي سنقطفها من بستان سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثاني المبشرين بالجنة؟ كلهم ورودهم جميلة وثمارهم طيبة، ولكني سأتناول لقاءه -رضى الله عنه- مع عجوز لا يعرفها ولا تعرفه، بينما كان عائداً لتوه من إحدى الغزوات، فنادته العجوز قائلة: يا رجل، يا عبد الله، ماذا فعل بن الخطاب؟ قال لها: الحمد لله، رجع سالماً، قالت له العجوز: لا سلمه الله· فانزعج عمر من كلام العجوز قائلاً: ويحك يا أمة الله، ماذا فعل بك عمر؟ قالت: منذ تولى الخلافة -وكان لم يمر عليها شهر- وهو لم يعد يتعهدنا بالرعاية كما كان الخليفة أبو بكر من قبله· فقال لها يا أمة الله: لقد بدأت من أقصى المدينة لأرى الأكثر استحقاقاً· قالت: أو أنت عمر؟ قال من حولها: نعم· فوضعت يدها على رأسها قائلة: يا ويلي، يا ويلي، لقد شتمت أمير المؤمنين في وجهه· فخفف عنها عمر قلقها وقال لها: بكم تبيعين مظلمتك؟ فرفضت، فألح عليها واشترى مظلمتها بـ24 درهماً قائلا لابنه عبد الله بن عمر: اكتب هذا البيع بيني وبينها لتأخذ حقها مني· فماذا عن سيدنا عثمان بن عفان -رضى الله عنه- ثالث المبشرين بالجنة؟ كان عثمان -رضي الله عنه- أقرأ قارئي القرآن الكريم، وكان ذا صوت حسن لا تفتر همته من طول القراءة، حتى أنه كل ليلة كان يذهب بجوار الكعبة فيصلي ركعتين يقرأ فيهما القرآن، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليه وقال ''يا ابن عفان، أجهدت نفسك، فأنت من أهل الجنة''· قال عثمان: العمر بسيط (عمره 63 عاما) ثم اللقاء في الجنة إن شاء الله· حتى إنه حين استشهد كان يقرأ القرآن حتى سال دمه الطاهر على مصحفه الشريف -رضي الله عنه· ندخل إلى بستان رابع الخلفاء الراشدين ورابع المبشرين بالجنة سيدنا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه؟ يروي أنه -رضي الله عنه- كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات، ودعا عمرو بن ود وهو أشجع شجعان كفار قريش، المسلمين للمبارزة؟ فخرج اليه علي من دون فرس، فقال له عمرو: وفاء لأبيك ارجع فإن أباك كان صاحبي· فقال له علي وكان على الأرض: انزل يا عدو الله، فلم ينزل وبارزه من على حصانه، ومازالت المبارزة دائرة حتى ارتفع الغبار، فكان الصحابة يقولون سينهزم علي -خوفاً من قرع السيوف- لكن علياً نجح في قطع رجل عمرو، ثم أعانه الله عليه فقتل هذا الجبار، ووقف المسلمون يترقبون بقلق أن يهدأ الغبار، وقال بعضهم بقلق: سينال علي الشهادة وسيخرج عمرو من بين الغبار، لكن فضل الله على المسلمين كان عظيماً إذ أن الذي خرج منتصراً هو سيدنا علي فهلل الصحابة وكبروا: الحمد لله· نختم حديثنا عن صفات خامس المبشرين بالجنة وهو الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله القرشي الذي كان مدخلنا إلى هذا اللقاء؟ قال محدثنا: كان كرمه -حباً لله- من صفاته المميزة ومن ثماره الطيبة، فكان يفتح بيته على مدار الساعة لمن يأتيه ضيفاً أو من له حاجة· وذات مرة جاءه أعرابي يطلب مالاً وطعاماً، فقال لزوجته آتيني بما طلب· فجاءت زوجته بالطعام قائلة: أما المال فليس موجوداً، فقال طلحة: آتيني بحليك· فقال الأعرابي: لا أريد مالاً يكفيني الطعام· وأما الحلي فلترجع إلى أهلها· وخرج يردد: جزى الله أكرم الأكرمين طلحة بن عبيد الله خيراً؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©