الصلاة في السراويل

يكره أن يصلي في إزار واحد أو في السراويل فقط لقوله صلي الله عليه وسلم: ''لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه شيء''· فهذا صريح في أن الصلاة في سروال ليست بمكروهة لعدم صيرورة الصلاة في السراويل وحدها، حيث قال بالكراهة في السراويل لكونه عارياً في العرف، فالصلاة في السراويل مكروهة لأجل عراء المناكب، والمطلوب من المصلي أن يكون على أحسن هيئة، فقد قال سبحانه وتعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)· ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث المصلي على ألا يصلي وعاتقه مكشوف مع وجود ما يستر به، وقد ذهب الإمام أحمد الى وجوب ستر أحد العاتقين في الصلاة، وبعض أصحابه خص ذلك بالفرض دون النافلة، فإن صلى بلا سترة لعاتقيه أو أحدهما لم تصح صلاته، وذهب الجمهور ومنهم مالك وأبوحنيفة والشافعي الى الاستحباب وقالوا: إن النهي في الحديث ليس للتحريم· وحملوا النهي على التنزيه والكراهة· فدية الصلاة هل يجوز إخراج فدية عن الصلاة لمن كان مريضاً؟ أداء فدية عن الصلاة الفائتة في الحياة لا يصح ولا في المرض لما قاله العلماء: ولا فدية في الصلاة حال الحياة بخلاف الصوم· وكذلك قالوا: ولو فدى عن صلاته في مرضه لا يصح بخلاف الصوم، ولا كلام في حسن الإعطاء للفقير لكونه قربة لكن لا يخرجه هذا الإعطاء عن عهدة الفدية، فإنه يجب عليه أن يوصي الورثة بأداء الفدية من ثلث ماله· كما ورد: إذا مات الرجل وعليه صلوات كثيرة فأوصى بأن يعطي كفارة صلاته، يعطي لكل صلاة نصف صاع من يُسر وإنما يعطي من ثلث ماله والتكليف بحسب الطاقة، فلو لم يقدر على القيام في قضاء الفوائت يقيمها قاعداً، وإن لم يقدر على القعود يقضيها بالإيماء ما فاته في صحته ولا يعيد لو صح، فإذا قضاها سقط عنه إثم الترك لها·