الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشفاعة ثابتة بنصوص القرآن والسنة والتشكيك فيها مرفوض

الشفاعة ثابتة بنصوص القرآن والسنة والتشكيك فيها مرفوض
29 سبتمبر 2007 22:41
الشفاعة من أكثر القضايا التي أثارت جدلاً بين علماء المسلمين، خصوصا عندما كتب الدكتور مصطفى محمود ثلاثة مقالات في جريدة الأهرام المصرية ينكر فيها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم القيامة، ويؤكد أنها لو حدثت لكانت نوعاً من الظلم والمحسوبية والمحاباة التي تستحيل على الله -عز وجل· وخالف المفسرين فى تفسير قوله تعالى: (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)، وقال إنه مقام البشارة لرسول الله وليس مقام الشفاعة· وأكد أن شفاعة الملائكة للبعض -كما وردت في القرآن- لا تأتي أبدا سابقة للحكم الإلهي وإنما تأتي بعده، مشيرا إلى أن شفاعة الملائكة أشبه بالبشارة· وأشار إلى أن الشفاعة ينفرد بها الله -سبحانه وتعالى- وحده، موضحا أن شفاعة النبي لو كانت حقيقية لأوجدت نوعاً من الاتكالية عند الناس وأصبحت نهباً لكل من يطمع فيها· وأوضح أن الثوابت القرآنية تتناقض تماماً مع مرويات الأحاديث التي تقول بإخراج النبى -صلى الله عليه وسلم- لمن يشاء من أمته من النار، مؤكدا أن هذه الأحاديث موضوعة ولا أساس لها من الصحة· وأضاف د· مصطفى محمود قائلا: إنه لا يمكن أن نتصور قلب موازين العدالة يوم القيامة وتحويلها إلى وساطات وشفاعات وتزكيات وأن نجعل أنفسنا صفوة الأمم وخيرها على الإطلاق· ورفض علماء الأزهر هذه الآراء التي طرحها مصطفى محمود وقالوا إنها تصادم القرآن الكريم والسنة النبوية· ثابتة بالقرآن والسنة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، أكد أن الشفاعة ثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرا إلى أنه لا يجوز التشكيك في شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم، فرسول الله يقول: ''أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي'' منها الشفاعة· وكذلك يقول رسول الله: ''شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي''، وقوله: ''ليس من نبي إلا أعطي دعوة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي''· وقال إن الآيات التي تنفي الشفاعة تُحمل على من مات على الكفر، موضحا أنه لا يجوز لمسلم أن ينكر شفاعته -صلى الله عليه وسلم- أو أن يشكك فيها· وأوضح أن الشفاعة لون من ألوان التكريم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولا تعني المحاباة أو المحسوبية أو الاتكال عليها وعدم العمل، مؤكدا أن الأحاديث التي وردت في شأن الشفاعة صحيحة وذكرت في كتب الصحاح، وأن علماء المسلمين أجمعوا على الاعتراف بشفاعة رسول الله ولم ينكرها واحد منهم· كلام بلا دليل وقال الدكتور عبد المعطي بيومي، العميد الأسبق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن آراء د· مصطفى محمود تتصادم مع المنهج العلمي الصحيح لمعرفة العقائد الإسلامية، معرباً عن أسفه، لأن الدكتور مصطفى يعتمد فقط على عقله ويقول في القرآن برأيه وفي قضايا العقيدة الإسلامية التي لا مجال فيها للرأي أو الاستنتاج العقلي والتي يكون الاستناد فيها إلى السنة النبوية التي تفسر القرآن الكريم· وطرح د· مصطفى مفهوما متناقضا للشفاعة فهو ينفي الشفاعة، ثم يعود ويسميها البشارة نزولاً على النصوص التي تثبت الشفاعة في القرآن، موضحا أن كلامه بدون دليل، فهو يزعم أن الله يشفع لعبد من عباده ثم يبلغ نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يشفع ثم يبشره وهذه ليست شفاعة، لأن النصوص التي تنفي الشفاعة إنما تنفيها عن الكافرين والمشركين· وإن الله إذا أراد مغفرة ذنوب بعض الناس فإنه يأذن لأنبيائه ورسله أن يشفعوا لهم، موضحا أن معنى قوله تعالى: (قل لله الشفاعة جميعا) أن الله -سبحانه وتعالى- يملك الشفاعة ويملك الإذن بها ويملك إيقاعها''· وأن الشفاعة ليست محسوبية ولا محاباة لأن المحسوبية تنتفي إذا علمنا أنه لا تقبل شفاعة الشفعاء إلا إذا أراد الله المغفرة لمن يشفع لهم فتكون الشفاعة سببا في إيقاع المغفرة· وأشار الدكتور عبد الحميد أبو المكارم، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إلى أن الشفاعة ثابتة في حقه -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة بنصوص القرآن يقول الله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، مؤكدا أن شفاعة النبي لأمته يوم القيامة وردت في أحاديث كثيرة صحيحة، فعندما تدنو الشمس من الرؤوس ويشتد الكرب بالناس وتفزع كل أمة الى نبيها فلا يجدون عندهم سبيلا حتى يأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيسجد تحت العرش ويسأل الله أن يشفعه فيأذن له بالشفاعة· لا تعنى الاستثناء ويرى الدكتور محمد غانم أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة قناة السويس أن الشفاعة ثابتة بنصوص القرآن والسنة، مؤكدا أنها لا تتعارض مع فكرة العدل الإلهي المطلق، لأنها لا تعني الاستثناء، فالرسول حينما يشفع لأمته ليس معنى ذلك أنه يشفع في شيء يخالف حدود الله· ويذكر أن الشفاعة تعني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب الرحمة لأمته، لأننا مهما أطعنا الله وتقربنا إليه في الدنيا فلن يكون ذلك كافيا لدخولنا الجنة، مؤكدا أننا في حاجة إلى من يشفع لنا ويطلب الرحمة والمغفرة ورسول الله هو الشفيع وهو المشفع· وأضاف د·غانم أن الشفاعة عند بعض المفسرين معناها الدعاء، أي دعاء النبي لأمته بالخير وليس بمعنى التدخل في أحكام الله، والدعاء لا يتعارض مع العدل الإلهي، لأن الله إذا شاء أجاب الدعاء وإن لم يشأ لم يستجب، فأحكام الله ثابتة وأزلية وغير قابلة للنقض، فالله لا يقرر شيئا ثم يطلب الرسول الشفاعة فيغير الله الحكم· ويشير إلى أنه إذا تجاوز الله عن بعض عباده فهذا ليس مضادا للعدل، لأن الله هو خالق الخلق وقدر مشيئته عليهم، فلهذا الثواب ولهذا العقاب، وهو أيضا الذي قدر الشفاعة لرسوله، ولو لم يكن يريد الشفاعة لما منحها لنبيه، موضحا أن إخلاص العمل هو الأساس في ميزان العدل الإلهي، فإذا أثاب الله إنسانا وعاقب آخر فهذا حق كل منهما وليس تجاوزا، وإذا أراد أن يعفو ويتجاوز عن إنسان فهذا حقه ولا يتنافى ذلك مع فكرة العدل· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©