الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوكيل

الوكيل
29 سبتمبر 2007 22:45
الوكيل اسم من أسماء الله الحسنى، جاء ذكره في قوله تعالى: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وقوله ايضا: (وكفى بالله وكيلاً)· ويقول د· محمد داود -أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس: الوكيل هو الموكول اليه جميع الأمور ويقوم بتأديتها مع القدرة التامة وليس ذلك إلا الله تعالى، فهو المتولي بإحسانه أمور عباده، والموكول اليه كل أمر، والكفيل بالخلق، فمن توكل عليه تولاه، ومن استغنى به أغناه، فهو سبحانه الذي تفوض اليه أمور خلقه؛ لأنه كافيهم والقائم على تدبير مصالحهم والكفيل لهم بالرزق والنصر، قال تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل· فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) (آل عمران: 173 و174)· وقد أمر الله عباده بأن يتوكلوا عليه؛ لأنه حي دائم وعزيز رحيم وعزيز حكيم، قال تعالى آمرا نبيه: (فتوكل على الله إنك على الحق المبين) (النمل: 79)، ثم أمر الأمة المحمدية بالتوكل عليه فقال: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) وإن هنا شرطية، فكأن التوكل شرط في الايمان، فمن لا توكل له فلا إيمان له· ويضيف د· داود: والتوكل هو التفويض، ولا يكون الوكيل وكيلا الا اذا اجتمع فيه اربع صفات· الأولى: ان يكون عليما، وهذه صفة لا تكون قطعا الا لله تعالى والذي يقول: (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء) (يونس: 61)· الثانية: أن يكون قادرا فلا تعجز قدرته عن نصرة موكله، وهذا لا يكون إلا لله تعالى لقوله: (وكان الله على كل شيء مقتدرا) (الكهف: 45)· الثالثة ان يكون رحيما حتى لا يدع شيئا يعود بالرحمة على موكله الا فعله، وهذه الصفة لا تكون لأحد اصلا الا للحق عز وجل القائل: (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما) (الاحزاب: 43)· الرابعة ان يكون هاديا قال تعالى: (والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) (الاحزاب: 4)· والتوكل هو منزل من منازل السائرين الى الله تعالى فقد قال عز وجل في حقهم: (إنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون) (الانفال: 2)· والتوكل نصف الدين والنصف الثاني الانابة، فالدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي التعبد· ومن هذا نرى ان التوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى مع عدم الاضطراب عند فقدان السبب وقد جعله الله خاصا بعباده المؤمنين لأنه لو جعله للعالمين مطلقا لكان معنى ذلك ان يدخل في هذا المقام من هو ليس متمسكا بشريعته·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©