الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلة الرحم

صلة الرحم
29 سبتمبر 2007 22:45
من الأعمال التي ترضي رب الأرض والسموات، وتكون سبباً في دخول الجنات، صلة الرحم، ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في جميع الأحوال وفي كل الظروف، وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب، وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة القرطبي والقاضي عياض وغيرهما· وصلة الرحم في أبسط معانيها هي الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم· أما قطيعة الرحم فتعني عدم الإحسان إلى الأقارب، وقيل بل هي الإساءة إليهم· ولقد عظم الله -تبارك وتعالى- قدر الأرحام فقال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) (النساء:1)· وقد أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون) (البقرة: 83)· وقال تعالى: (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) (البقرة: 215)· ثواب الواصل ولقد وردت أحاديث كثيرة فيها الأمر بصلة الرحم وبيان ثواب الواصل والنهي عن قطيعة الرحم وبيان عقاب القاطع، فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أخبرني بعمل يدخلني الجنة· فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ''تعبد الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم'' رواه البخاري ومسلم· والواصل لرحمه موصول من الله والقاطع لها مقطوع من الله، فعن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: ''إن الرحم شُجْنة متمسكة بالعرش تكلم بلسان ذلق، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول -تبارك وتعالى: أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثته'' رواه البخاري، وفى رواية مسلم قال -صلى الله عليه وسلم: ''إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى· قال: فذاك لك ثم قال -صلى الله عليه وسلم- فاقرأوا إن شئت قول الله تبارك وتعالى (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم)· ومن أراد سعة الرزق وعظيم الأثر فعليه بصلة الرحم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من سره أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه''· رواه البخاري· وصلة الرحم عنوان لإيمان صاحبها فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت''· رواه البخاري ومسلم· وقاطع الرحم لا يدخل الجنة مهما فعل لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى معنى حديث: ''ثلاثة لا يدخلون الجنة'' وذكر منهم مدمن الخمر وقاطع الرحم· رواه أحمد· وفي رواية مسلم ''لا يدخل الجنة قاطع رحم''· صور الصلة وتختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل، وكلما كان أولو الأرحام فقراء ضعفاء كانت الصلة لهم أفضل وأوجب، فإذا كان الموصول محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء، كما تختلف الصلة بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك· ولصلة الرحم صور عديدة منها: الزيارة بأن تذهب إليهم في أماكنهم، والاستضافة بأن تستضيفهم عندك في مكانك، وتفقدهم والسؤال عنهم، والسلام عليهم: تسأل عن أحوالهم سواء سألتهم عن طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك إلى من ينقله إليهم، أو أرسلت ذلك عن طريق رسالة، وإعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً، وقد ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال: ''إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة'' رواه النسائي -واللفظ له- والترمذي وحسنه، وتوقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم، ومشاركتهم في أفراحهم ومواساتهم في أحزانهم· وصلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله: فقد سأل رجل من خثعم رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ''الإيمان بالله''، قال: ثم مه؟ قال: ''ثم صلة الرحم''، قال: ثم مه؟ قال: ''الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر''· قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: ''الإشراك بالله''، قال: قلت يا رسول الله: ثم مه؟ قال: ''ثم قطيعة الرحم''، قال: قلت يا رسول الله: ثم مه؟ قال: ''الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف''· وعن علي بن الحسين -رضى الله عنهما- أنه قال لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع· وواصل الرحم ينفذ وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول لنا: ''أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت'' رواه الطبراني· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©