الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة تحذير

رسالة تحذير
29 سبتمبر 2007 22:47
عن أبي حاتم الأصمعي قال: حدثنا شيخ من بني العنبر قال: أسرت بني شيبان رجلاً من بني العنبر، فقال لهم: أرسلوا الى أهلي ليفدوني· قالوا: ولا تكلم الرسول إلا بين أيدينا، فجاؤوه برسول فقال له: ائت قومي فقل لهم: إن الشجر قد أورق، وإن النساء قد اشتكت، ثم قال له: أتعقل؟ قال: نعم أعقل· قال: فما هذا وأشار بيده؟ قال: هذا الليل· قال: أراك تعقل انطلق، فقل لأهلي عروا جملي الأصهب، واركبوا ناقتي الحمراء، وسلوا حارثة عن أمري· فأتاهم الرسول فأرسلوا الى حارثة فقصّ عليهم الرسول القصة، فلما خلا معهم قال: أما قوله إن الشجر قد أورق، فإنه يريد أن القوم قد تسلحوا· وقوله: إن النساء قد اشتكت، فإنه يريد أنها قد اتخذت الشكل للغزو وهي الأسقية· وقوله: هذا الليل، يريد يأتوكم مثل الليل أو في الليل· وقوله: عروا جملي الأصهب يريد ارتحلوا عن الصمان· وقوله: اركبوا ناقتي يريد اركبوا الدهناء، فلما قال لهم ذلك رحلوا من مكانهم، فأتاهم القوم فلم يجدوا منهم أحداً· كرم قدم رجل من قريش من سفر، فمرّ على رجل من الاعراب على قارعة الطريق قد أقعده الدهر وأضرّ به المرض، فقال له: يا هذا أعنا على الدهر، فقال لغلامه: ما بقي معك من النفقة فادفعه إليه، فصب في حجره أربعة آلاف درهم فهم ليقوم، فلم يقدر من الضعف فبكى، فقال له الرجل: ما يبكيك لعلك استقللت ما دفعناه إليك؟ فقال: لا والله ولكن ذكرت ما تأكل الأرض من كرم فأبكاني· قال بعضهم: قصد رجل إلى صديق له فدق عليه الباب، فخرج إليه وسأله عن حاجته، فقال: علي دين كذا وكذا، فدخل الدار وأخرج إليه ما كان عليه، ثم دخل الدار باكيا، فقالت له زوجته: هلا تعللت حيث شقت عليك الاجابة، فقال: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إليّ أن سألني· كاتب أحمق عن الحسين بن السميدع الأنطاكي قال: كان عندنا بأنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق، فغرق في البحر (شلنديتان) من مراكب المسلمين التي يقصد بها العدو، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بخبرهما: بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم أيها الأمير أعزه الله تعالي أن شلنديتين -أعني مركبين- قد صفقا من جانب البحر، أي غرقا من شدة أمواجه، فهلك من فيهما، أي تلفوا· قال: فكتب اليه أمير حلب: بسم الله الرحمن الرحيم، ورد كتابك، أي وصل، وفهمناه، أي قرأناه، أدب كاتبك، أي اصفعه، واستبدل به، أي اعزله، فإنه مائق، أي أحمق والسلام، أي انقضى الكتاب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©