الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكاتب والحائك

الكاتب والحائك
29 سبتمبر 2007 22:48
قال نفطويه: لما فرغ المهدي من بناء قصره ركب للنظر إليه، فدخله فجأة وأخرج من هناك من الناس، فبقي رجلان خفيان عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما وهو دهش مما يفعل فقال له: ممن أنت؟ قال: أنا أنا· قال: ويلك: لا أدري! قال: لك حاجة؟ قال: لا· قال أخرجوه أخرج الله نفسه فدفع في قفاه، فلما أخرج قال لبعض الغلمان: اتبعه من حيث لا يعلم حتى يصل إلى منزله، فاسأله عن صنعته فإني أخاله حائكاً· فخرج الغلام يقفوه ثم أتى الآخر فاستنطقه فأجابه بقلب جريء، ولسان طلق، قال له: من أنت؟ قال: رجل من أبناء رجال دعوتك· قال: فما جاء بك إلى ههنا؟ قال: جئت لأنظر إلى هذا البناء الحسن، وأتمتع بالنظر إليه، وأكثر الدعاء لأمير المؤمنين بطول البقاء ودوام العز، وهلاك الأعداء· قال: ألك حاجة؟ قال: نعم، خطبت ابنة عمي فردني وقال: لا مال لك· وإني لها عاشق، وبها وامق، قال: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم· قال: جعلني الله فداك، يا أمير المؤمنين، قد وصلت فأجزلت الصلة، ومننت فأعظمت المنة· فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك خيراً من أولها، وأمتعك بما به أنعم عليك، وأمتع بك رعيتك· فأمر أن تعجل صلته ووجه بغلام آخر معه قال: سل عن مهنته فإني أخاله كاتباً: فرجع الرسولان جميعاً فقال الرسول الأول: وجدت الرجل حائكاً، ولم يرجع إليه قلبه، ولا ثاب إلى نفسه· وقال الآخر: وجدت الرجل كاتباً· فقال المهدي أنا ابن المنصور لا يخفى عني مخاطبة الكاتب والحائك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©