الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تجمع فلسطينياً بأسرته وتنهي رحلة معاناته

8 مارس 2017 11:30
أحمد عبد العزيز (أبوظبي) أشاد توبي هارورد، مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبوظبي، بالتعاون الذي أبدته الجهات المختصة الإماراتية لإنهاء معاناة شاب سوري من أصول فلسطينية ومساعدته في لم شمله وأسرته، بعد أن اضطر وسام سليمان لقضاء 36 يوماً متنقلاً بين مطارات عدة حول العالم، أملاً في الحصول على بلد يمكن الدخول إليه والعيش به. وقال: «قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بدور إنساني مهم، فقد منحت الفرصة للمفوضية لإيجاد حل ينهي معاناة وسام ومنحته الفرصة ليكون مع والده في الإمارات حتى استكمال إجراءات لم شمل الأسرة». وأفاد مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبوظبي، بأنه بينما كان وسام ينتظر في المطار، تمكن والده - الذي يقيم في الدولة من تأمين تأشيرة دخول له إلى كوبا. وعلى الفور، لم يتردد وسام من شراء تذكرة طيران إلى هافانا عبر موسكو. ولكن لحظة وصوله إلى العاصمة الكوبية، تم إعادته مرة أخرى بسبب وثيقة السفر التي يحملها، ومن ثم تم ترحيله مجدداً إلى موسكو ومنها إلى دبي. وفور علم مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبوظبي بقصة وسام، قدم له طلباً إلى الحكومة الإماراتية بالسماح باستبقائه في المطار وعدم ترحيله إلى سوريا، الأمر الذي قوبل بإيجابية من قبل الحكومة الإماراتية. وبعد مقابلته من قبل موظفي المفوضية، تم الطلب من الحكومة مرة أخرى أن يسمح له بالدخول إلى الإمارات والمكوث مع عائلته إلى حين إيجاد حل دائم له. كان مكتب المفوضية يتابع حالة وسام مع السلطات الإماراتية وبالأخص الإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي (الضبط الجوي)، حيث قدموا لوسام كل الرعاية طوال فترة مكوثه في مطار دبي الدولي إلى أن تم قبول طلب تأشيرة دخوله إلى الدولة ليتمكن من الإقامة مع والديه في أبوظبي. وفي هذه الأثناء، كان مكتب المفوضية يجري التنسيق اللازم مع سفارة النمسا في أبوظبي لتأمين لم شمله مع زوجته. ولد وسام سليمان وترعرع في محافظة درعا جنوب سوريا. وحاله كبقية اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا، فهو يحمل وثيقة سفر مؤقتة لا تمكنه من السفر إلى أي دولة من دون الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، الأمر الذي أدى بوسام لقضاء 36 يوماً بين مطارات عدة حول العالم، أملاً في الحصول على بلد يؤويه.   وبدأت رحلة وسام عام 2008 عندما سافر إلى بيلاروسيا لدراسة الهندسة الكهربائية. وأثناء زيارته عائلته في سوريا في عام 2010، قابل زوجته المستقبلية آنذاك «وعد». ولكن، قصة حبه وضعت قيد الانتظار. فبعد عام من عودة وسام إلى بيلاروسيا لاستكمال دراسته، اندلعت الحرب في سوريا. ومع اشتداد القتال، أجبرت زوجته المستقبلية «وعد» وعائلتها على الفرار من بيتهم في دمشق، ليعبروا البحر الأبيض المتوسط نحو اليونان. وكانت تأشيرة وسام الدراسية قد شارفت على الانتهاء، وأصبح حريصاً على لم شمله مع زوجته. وفي نهاية عام 2015، عبر وسام الحدود إلى روسيا من أجل البحث عن عمل. وبعد وقت قصير من وصوله، اعتقلته الشرطة الروسية بتهمة عدم إقامته في البلاد بشكل قانوني، حيث إن وثيقة السفر التي يحملها لا تخوله الدخول إلى روسيا بدون تأشيرة، ليتم احتجازه لمدة ثلاثة أشهر، وترحيله فيما بعد إلى السودان. وعند وصوله إلى الخرطوم، تم منعه من الدخول نظراً لأن وثيقة السفر التي يحملها لا تمنحه حق الدخول إلى السودان بدون تأشيرة مسبقة، وعليه عاد وسام على الطائرة نفسها ليحط الرحال هذه المرة في دبي. وسام: موقف نبيل من الإمارات وتواصلت «الاتحاد» هاتفياً مع وسام سليمان الذي يعيش حالياً في النمسا، وقال: «إنني أتوجه بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على موقفها النبيل، الذي لا يمكن أن أنساه، حيث إنني عانيت بسبب تنقلي بين مطارات روسيا والخرطوم وكوبا، حيث إنني قضيت نحو خمسة أسابيع، واجهت خلالها الكثير من الصعاب». وأعرب عن سعادته بالتقائه عائلته في أبوظبي وقضى معهم ثلاثة أشهر ونصف الشهر، بعد أن نجح والده في إصدار تأشيرة دخول زيارة، وتم تجديدها بعد انتهائها، الأمر الذي ساهم في عودة الاستقرار النفسي إليه، ووالديه بعد أن عانى لفترة طويلة من عدم الاستقرار، وتخوفه من العودة إلى سوريا، حيث إن الأوضاع تهدد حياته، خاصة في المدينة التي كان يعيش فيها، وهي درعا.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©