أجانب الشارقة المفتاح السحري لعبور النصر

كان التفوق الأجنبي واللمسة السريعة هما المفتاح السحري الذي أهدى الشارقة فوزه الثمين على أرض النصر 2/1 خلال الأمسية الرمضانية العامرة بالحوار التكتيكي والتي اختتم بها الأسبوع الأول لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم·· واذا كان البرازيلي أندرسون ورقة رابحة حقيقية في صفوف الشارقة بقدرته الخاصة على أداء مهام وظيفته كرأس حربة من أقصر الطرق ودون فلسفات وتعقيدات فاسترق دفاع النصر مرتين ليهز شباكه بهدفي الفوز في الدقيقتين 6 و35 فإن الثلاثي الأجنبي للعميد روجر وتراوري ومن خلفهما ريناتو لم يكن بوسعهم تقديم ترجمة عملية بلمسات سريعة مماثلة وأهدروا كل الفرص، حتى ان الهدف الوحيد للنصر جاء بأقدام الدفاع عن طريق درويش أحمد بمجهود فردي في الدقيقة 59 لتخرج جماهير النصر ساخطة على كل شيء ابتداء من مجلس الإدارة الى الجهاز الفني واللاعبين الأجانب، ولم يكن من السهل عليها قبول فكرة الهزيمة مرتين متعاقبتين أولاهما الخسارة الأليمة أمام دبي بهدف قاتل والخروج المبكر جداً من الكأس· أكثر من خطأ تكتيكي كان وراء خسارة النصر على أرضه رغم السيطرة الكاملة والهجوم الضاغط والحصار المستمر الذي فرضه على مرمى الشارقة لا سيما في الشوط الثاني·· أولاً الفشل في تحقيق تمركز دفاعي جيد بطريقة 4/4/2 مع عدم وجود ''ليبرو'' خلف ثنائي قلب الدفاع·· والثاني الدفع بلاعب الوسط المهاجم محمد إبراهيم على الجبهة اليمنى في غير مركزه لإفساح أمام البرازيلي ريناتو فكانت النتيجة خسارة الاثنين معاً·· وأخيراً عدم القدرة على احداث تغييرات كبيرة ومؤثرة باستخدام البدلاء خاصة عند الدفع بكاظم علي كمهاجم ثالث وافتقاده للسرعة المطلوبة في المنعطف الأخير من المباراة· في المقابل تمكن الشارقة من إدارة الحوار التكتيكي على مدار المباراة بكفاءة أعلى، فانطلق على طريقة 3/5/2 محققاً فاعلية عالية سواء على الأطراف أو في العمق الهجومي وتمكن من ''تغيير جلده'' أكثر من مرة باستخدام البدلاء لتحقيق أهداف كل مرحلة من مراحل المباراة لا سيما بعد التقدم بهدفين فاستطاع الحفاظ وإدارة الهجوم المضاد والخروج بالنهاية السعيدة· وبتفصيل أكبر يمكن القول إن افتقار النصر الى العمق الدفاعي الذي تحققه طريقة 5/3/2 مع السرعة العالية والقدرة التهديفية الخاطفة لأجانب الشارقة حسمت المباراة خلال الثلث الأول عندما استطاع اندرسون ان يخدع قلبي دفاع النصر محمد خميس ودرويش أحمد مرتين، أولاهما من كرة أمامية والثانية من عرضية من اليمين ويتقدم لفريقه بهدفين في 35 دقيقة ليكتسب الفريق مزيداً من الثقة، ولم يستطع محمد إبراهيم على الناحية الهجومية اليمنى ان يقدم ''للعميد'' ما كان يقدمه في موقعه المفضل المعتاد خلف ثنائي الهجوم تراوري وروجر فانعزل في مساحة نائية ولم يستطع ان يقوم بمهام مركزه الجديد وتعطل من خلفه الظهير الأيمن محمود حسن فقط جناح كامل للفريق صار خارج نطاق الخدمة تماماً في الوقت الذي لم يستطع فيه ريناتو· ان يقدم جهداً مؤثراً خلف ثنائي الهجوم وان يخترق من خلف الخطوط الدفاعية ويسرق الأهداف، واكتفى بالتسديد البعيد الذي لم يكن يكفي للوصول الى المرمى·· وعندما حاول المدرب تغيير هذا الواقع المغلوط دفع باللاعب خالد سبيل بدلاً من محمد إبراهيم مع بداية الشوط الثاني، فلم يقدم جديداً وسحب المدافع محمد خميس مع المنعطف الأخير للمباراة ليدفع بدلاً منه بكاظم علي في تغيير هجومي فيه الكثير من المجازفة، لكن كاظم لم يكن يتمتع بالسرعة المطلوبة وكانت الحسنة الوحيدة انتقال درويش أحمد إلى الجبهة الدفاعية اليمنى واتسم بقدرة على شن غارات هجومية مؤثرة كللها بهدف في الدقيقة 14 من الشوط الثاني مستثمراً تقدم محمود الماس حارس الشعب الذي أطلق قذيفة ساقطة احتضنتها الشباك·· وقد ضاعف مأساة النصر تلك الحالة من التردي التي ظهر عليها الثلاثي الأجنبي خاصة تراوري الذي أهدر أكثر من فرصة مؤكدة· في المقابل أجاد الشارقة تطبيق طريقة 3/5/2 بشقيها الدفاعي والهجومي في حالة من المرونة التكتيكية العالية طبقاً لمراحل ومتطلبات المباراة فلعب مسعود شجاعي المحترف الإيراني على اليمين في الشق الأول من اللقاء، فيما تقدم الى قلب الهجوم سعيد الكأس وأندرسون ثم تغيرت المراكز في الشوط الثاني فارتد الكأس وتقدم شجاعي الى جانب أندرسون ثم عاد الكأس مجدداً الى جانب شجاعي في الأمام عندما خرج أندرسون مصاباً ولعب خالد سيف في الوسط لدعم المهام الدفاعية· كان شجاعي ظاهرة ملفتة بقدرته العالية على قيادة الهجوم المضاد وتشتيت وإرباك دفاع النصر وألزمه مواقعه الخلفية للتخفيف من الضغط في الوقت الأخير الذي هاجم فيه النصر بضراوة لإدراك التعادل وكان مدرب الشارقة موفقاً في تغييراته التي دعمت الوسط لتكوين حوائط دفاعية مبكرة حافظت على الفوز· محمد بن مكتوم آل مكتوم: من حق الجمهور أن يزعل وعزاؤنا أننا خسرنا أمام فريق كبير التمس الشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم رئيس لجنة كرة القدم بنادي النصـــر العذر لجمهــــور الأزرق قائـــلاً إنه من حقـــــه ان ''يزعل'' ويتضايق تماماً كما هو الحال بالنسبة لنا وأضــاف ان سوء الحظ لازمهم في الشوط الثاني والذي ســــيطروا عليه بأكمـــله وكان ينقصــــهم فقط ترجمة الفرص الى أهداف· وأكد الشيخ محمد آل مكتوم ان الهدف المبكر الذي أحرزه الشارقة أعطى الفريق دفعة قوية وساعده على تعزيزه بهدف آخر في الوقت الذي وقف فيه الحظ بوجه النصر وحرمه من عدة أهداف في الشوط الثاني، قائلاً إن النتيجة الحقيقية التعادل على الأقل· وأضاف، إن عزاءهم في ان الخسارة جاءت على يد فريق كبير· وتطرق رئيس لجنة الكرة النصراوية الى المحترفين الأجانب قائلاً إن اللاعب روجر يتمتع بإمكانيات فنية عالية ويحتاج الى وقت لكي يترجم تلك الإمكانيات في خدمة الفريق، مشيراً الى ان روجر لم يشارك في المعسكر الخارجي كما أنه شاركوا في المباراة التي خاضها الفريق في السعودية في آخر ربع ساعة· وذكر الشيخ محمد آل مكتوم أن اللاعب أظهر بعض اللمسات الجيدة وصنع عدة فرص لزملائه لو استغلت بالشكل المطلوب لكان هناك كلام آخر أما بالنسبة للاعب تاوري كانديا فهو لاعب معروف بإمكانياته العالية وسبق ان لعب في نادي العين، كما فاز بلقب هدّاف الدرجة الثانية في فرنسا· وبسؤاله عن الموقوفين الثلاثة صلاح عباس ووليد مراد ومسلم أحمد قال رئيس لجنة الكرة النصراوية انهم أبناء النادي وعندما يعاقب ''الأب'' أبناءه فإن ذلك من منطلق مصلحتهم في النهاية ولا بد من فرض النظام لكي تسير الأمور بشكل صحيح، مشيراً إلى أن عودتهم بيد مدرب الفريق الذي يملك هذا القرار· عبد العزيز محمد: بشارة طيبة عبّر عبدالعزيز محمد مدير فريق الشارقة عن سعادته بهذا الفوز واصفاً ذلك بأنه بشارة طيبة ومؤشر على نجاح المهمة والمنافسة بقوة على لقب الدوري، مؤكداً ان فريقه يملك كل المقومات التي تؤهله لذلك واضاف بأن حرارة الجو والرطوبة العالية أثرا على الفريقين مشيراً الى ان الشارقة كان الأفضل في الشوط الأول، فيما كانت سيطرة النصر على الشوط الثاني· وأرجع عبدالعزيز محمد هذا التراجع في الشوط الثاني للياقة البدنية قائلاً إن فترة التوقف الطويلة ستتيح للمدرب فرصة معالجة الأخطاء· وذكر مدير الفريق الشرقاوي بأن المحترفين الأجانب يمثلون 50 في المئة أو 60 في المئة من قوة الفريق وهم مكملون لباقي العناصر آملاً في ان يواصل فريقه عروضه الجيدة في الجولات المقبلة· عيسى يوسف: الحظ عاندنا قال عيسى يوسف إداري النصر بأن الحظ عاندهم في بعض الأوقات وخاصة في الشوط الثاني قائلاً إن الأزرق لم نشعر به في الشوط الأول، لكن الأداء اختلف بعد ذلك ونجح الفريق في محاصرة الشارقة في نصف ملعبه طوال 45 دقيقة لكن لم يوفق في التسجيل· وذكر إداري النصر ان هذه الخسارة التي تؤثر على الفريق وسوف يتداركها في المباريات المقبلة·