مطربون قطريون يتجهون إلى إنتاج الأغاني «السينجل»

بدأ المطربون القطريون يتجهون إلى ظاهرة إنتاج الألبومات من أغنية واحدة، أو ما تعرف بأغنية «السينجل»، والتي يتم طرحها مباشرة في القنوات الفضائية وخاصة الطربية منها وكذلك الإذاعات والأسواق، وقد اتجهوا إلى هذا الأسلوب في طرح أغانيهم مستندين على العديد من الأسباب التي دفعتهم لأن يسلكوا هذا الاتجاه، منها سرعة إنتاج الأغنية وسرعة الانتشار واختصار الوقت وتقليل الجهد، وأيضا لعوامل مالية، وأسباب أخرى متشعبة يكشفها لنا الفنانون القطريون حول توجههم إلى هذه الظاهرة في طرح أغانيهم، خاصة بعد أن أصبحت «السينجل» ظاهرة عربية انتشرت لدى العديد من الفنانين في العالم العربي. تجربة ناجحة ومن هؤلاء المطربين الفنان القطري عيسى الكبيسي الذي تحدث عن تجربته مع أغاني «السينجل»، بدلا من إعداد ألبوم كامل لمجموعة من الأغاني، حيث يقول: أعتبر تجربتي مع أغاني السينجل ناجحة، وهذا النجاح يرجع إلى عدد من العوامل والفوائد التي تدفع المطرب لكي يتجه إلى هذا الأسلوب في طرح الأغاني، ومنها سرعة تحضير الأغنية وتجهيزها إلى جانب سرعة القدرة على طرح الأغنية، وبالتالي سرعة وصولها إلى شريحة واسعة من الناس، بالإضافة إلى سرعة انتشارها، وهذا عكس الألبومات التي تتكون من عدد من الأغاني حيث أنها تأخذ وقتا طويلا في التحضير والإعداد والتسجيل، وبالتالي يحتاج الفنان إلى وقت طويل ومجهود كبير، ولذا نجد أن كثيرا من الفنانين اتجهوا إلى هذا النوع من الأغاني «السينجل» حتى يحقق الانتشار المطلوب في وقت قصير، إلى جانب توفير الوقت والجهد وهذا ما دفعني ودفع المطربين الآخرين لأن يسلكوا هذا الطريق. تواصل مع الجمهور أما الفنان فهد الكبيسي، فيؤكد أنه يرى هذا الأسلوب مناسبا له، كما أن هناك أسبابا دفعت المطربين لأن يختاروا هذا الطريق في الطرح، موضحاً: أؤيد فكرة أغاني «السينجل» أو ماتسمى بالأغنية الواحدة، فهذا الأسلوب في الطرح أثبت نجاحه على أرض الواقع، فطريقة «السينجل» تؤدي إلى التواصل بين الفنان وجمهوره خلال الفترة التي يستغرقها في إعداد ألبومه الجديد، ففي حالة إعداد الألبوم، نجد أن المطرب ينقطع عن جمهوره فترة طويلة حتى ينزل الألبوم الجديد، بينما أسلوب الأغنية الواحدة يساعد المطرب على عدم الانقطاع عن الساحة، وعن جمهوره، حيث تكون سريعة في الإنتاج والتصوير والانتشار، فعلى سبيل المثال عندما أطرح ألبوما من عدة أغان يستغرق الأمر وقتا طويلا قد يصل إلى سنة ونصف السنة ويزيد، لذا أفضل أن أصدر أغاني «سينجل» خلال هذه الفترة، خاصة مع الزخم الإعلامي وتنافس القنوات الفضائية وكثرة عددها، فيجب أن يكون الفنان على تواصل دائم مع جمهوره عبر تقديم الجديد من أغانيه حتى لو كانت من هذا النوع، ومن هنا أحرص على طرح أغنيتين منفردتين على الأقل، بعد كل ألبوم، مثلما حدث مع ألبومي الأخير، حيث طرحت بعده «أدعو لي الله» و»خليها على الله»، والآن أنا بصدد عمل ثالث سوف ينزل في القريب إلى أن يتم طرح ألبومي الجديد، لذا أعتبر هذه النوعية من الأغاني عبارة عن جسر تواصل بين الفنان وجمهوره من حيث الاستمرارية في طرح الجديد بين فترة وأخرى. الألبومات مكلفة ويؤكد الفنان منصور المهندي وجود توجه عام لدى الفنانين لإنتاج أغاني السينجل، ويرى أنها هي الأساس في دفع الفنانين إلى طرح مثل هذه الألبومات ذات الأغنية الواحدة، ويضيف: هذا التوجه يعود إلى أن إنتاج الألبومات مكلف بالنسبة إلى الفنانين فقد تصل تكلفة الألبوم الواحد إلى 400 ألف ريال قطري، بينما إنتاج أغنية السينجل لا يتعدى 45 ألف ريال، وهذه تعتبر ميزة وعاملا مهما إلى جانب العوامل الأخرى، منها حاجة الفنان إلى جهد أقل ووقت أقصر وترويج إعلامي أسهل، كما أن الأغنية تنتشر بشكل أسرع من الألبومات التي تحتوي على أغان متعددة، والتي تحتاج إلى وقت طويل للإنتاج وجهد كبير في الإعداد والتوزيع، كما أنها تمر بمراحل عديدة، ومن هنا نجد الكثيرين بدأوا يتجهون إلى هذا الأسلوب، خاصة مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة من الإنترنت والبلاك بيري وغيرها، والتي ساعدت على انتشار الأغنية بشكل سريع. فكرة جديدة ويرى الفنان غانم شاهين، أن العديد من الفنانين قد اتجهوا إلى هذا الطريق، نتيجة أسباب دفعتهم إلى إنتاج الأغاني «السينجل» بدلا من إنتاج الألبومات التي تكلفهم الكثير، ويوضح: أغاني السينجل تضمن للفنان الحضور المستمر طوال العام على الساحة الفنية، نظرا لسهولتها، حيث يمكن للفنان أن يطرح بصفة مستمرة أغانيه طوال العام، وفي نفس الوقت يواجه الفنان صعوبة في إعداد الألبوم الذي يضم مالا يقل عن 12 أغنية إلى جانب أن الألبوم يستغرق وقتا طويلا في عملية الإعداد والإنتاج والتسجيل، بينما أغنية السينجل يمكن تسجيلها في أي وقت وفي أقصر مدة، وإذا كانت فكرة الأغنية جديدة في طرحها وأسلوب تصويرها يمكنها أن تحقق له شهرة كبيرة، والدليل أن هناك بعض الفنانين الذين قد اشتهروا بسبب أغاني السينجل، بعد أن حققت لهم الاستمرارية والتحضور على الساحة الفنية.