الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عن الشعر والعشق وأشياء أخرى

عن الشعر والعشق وأشياء أخرى
27 مارس 2008 03:09
الصابرون، قوامون على الشقاء·· وأنا، لا حيلة لدي·· غير أن الصبر الذي بحوزتي، نفذ صبره وارتحل· اطلع اليأس على صدري·· فأمطرني فحيح جناته، وراود القلب عن نبضه! **** أنا، لا حيلة لدي· غير أن رأسي·· هذه المدينة التعسة، هذا الشقاء الثمين· رأسي·· هذه الجمرة الناضجة، هذا الجحيم النبيل· رأسي·· هذه الشعلة الوارفة، هذا الضياء الحميم· رأسي·· هذه الصفقة الطازجة، هذا الثراء النضر· رأسي·· هذه الوليمة الفاتنة، هذا الفضاء الشره· رأسي·· هذه المغامرة الشاغرة، هذا الدهليز الضباب· رأسي، هذا القروي النازح·· شغفا·· نحو الخرائط الموصدة·· سَيُفَتِّتُ، أو يُفَتَّتُ·· لو أن سيلا من الضوء ترمل، وأن جمعا من الهواء تلغم·· في قارة، غير قابلة، للإنقصاف· ***** أنا، لا حيلة لدي·· لكن، ثمة جريمة تركبني·· كلما استيقظ الموت باكرا، وتسلل إلى مخيم النهار·· فأخذ الشمس في كيس عباءوي، ثم أخذ يسكبها في المحيط، حتى تلفظ آخر نَفَس لها وتنصهر· وكلما أوشك مغناطيس على فقد شهيته·· فأخذت البرادات تستبيح لأظافرها العبث، بجلده الأسطوري النفيس·· حتى تُفْقِدَهُ آخر مغناطيسية له ويختنق· ثمة جريمة تركبني·· كلما···، وكلما···، وكلما······· كأن وجه يتفقدني، ويهيئني للانفجار! *** آآآهـ·· أيها الرأس المبجل: لم يعد في الوجه ماء·· للاستحمام، أو الوضوء! مشيئة··· **** العشق سفاح·· يترصدني، كل ليلة، في أعين النساء: ''الرمس'' إحداهن، و''القصيدة'' كذلك، وامرأة أخرى·· الشتاء، في نواصيها علامة: حديقة الرابع عشر من يوليو وضواحيها·· إليها، والمحاصيل تباعاً··· (1) الآن، أيتها المعشوشبة الآمنة·· يا ظبية الرأس وبرتقالة البادية، يا ملاك الإيقاظ وسوسنة الخاطر·· الآن·· يا نزيلة أنفاسي، وصرة أحلامي، وعاطفتي العلياء·· الآن، وأنت تغتسلين بماء المرحلة·· ترتادين رأسي، وتهطلين·· من ذاكرة، وقودها المساء والجدارة·· الآن، الآن، الآن··· üüü الآن، أيتها النرجس·· الآن·· وقد خلوت إلى ذاكرتي، وأويت إلى فراسة الظن·· الآن، أجيء أنا: (الأزرق القادم مع الريح)·· شمالاً نحو بيادر الحلم، الراقص حلماً عند أعتاب الصباح·· أجيء أنا: شيطان البياض، ومارد الحنين·· أجيء·· مليء بالخصوبة، واليقظة المؤمنة· ومليء·· بالخفة الحية، والخفقة الملساء·· الآن، وقد أسرفت في الكتمان· الآن·· وقد اعتدت وحيداً، على السير حثيثاً، على شواطئ الأسئلة·· الآن·· وقد بدأت وحيداً، أستجمع مسبحة الوفاء، خرزة خرزة·· يتنفسني الحنين تارة، ويستنشقني الحنان تارات·· الآن·· وقد أخذت وحيداً، أعيد صياغة الصوت من جديد·· مستمسكا، بالوصايا التسعة عشر والثمانين لأبي·· مسترشداً·· بسجادة الصبر، وبوصلة الوصل، وفاكهة الأوكسجين·· وبكل ما هو آيل لأمي، وإرادتها الراكدة··· **** الآن·· سوياً: هل نتوغلنا، فندور في خلدنا، ونتبادر إلى ذهننا·· بعنفوان المودة، ونضارة الكبرياء؟ وهل نذيقنا·· عصارة البشر، وعصير الفاتحة؟ هل نستنجدنا الآن·· فنوسعنا صبراً، ونطلقنا·· تعويذة أولى، في صباح أكيد؟! الآن، أيتها النرجس·· يا ظبية الشوق، وكرنفال البادية·· يا ملاك الإيعاز، وسوسنة الخاطر·· الآن·· يا عشيقة أنفاسي، وشقيقة أحلامي، وقِبلتي العلياء·· الآن·· سوياً: هل نستحضر شيئاً يذيب الاحتمالات·· يصلنا بالشمعة، ويوصلنا إلى اليقين؟! (1) آآآهـ ، أيتها المعشوشبة الآمنة·· الآن·· أيتها الجنرالة المستتبة في دمي المؤرخة في حلمي، والمورقة في حديقة الذاكرة·· الآن، وقد تصافيت مع الحظ·· الآن، الآن، الآن، فقط أحبك·· وهذا دليل العافية! حنانيك أيها الشعر، رويدك أيتها الجاذبية آهـ·· أيها الشعر! ما بالك تصاحبني، وتصطحبني إلى متاهة هادئة، وإلى وكر·· تضطرم فيه الذاكرة، وتزهر فيه القبلات؟! ما بالك أيها الشعر·· يا كائناً يدركني جيداً، فيهبني المسافة والرؤية الشاسعة؟! يا كائناً·· يجيد التنزه، وتجيده النزاهة· يجيد الترحل، ويجيده الترحال! ما بالك أيها الشعر·· تسلبني هدوئي، وتمنحني الجاذبية··؟! رف··!! üüü فيما استلقت الأوراق على ظهرها فيما ألقى بروحه بين يديه فيما الحنين حانَ والحنان على أهبة الصهيل قبَّلهُ ·· قلَّبهُ ذات يمين، ذات شمال، وذات سؤال·· أدار وجهه، دار حول قلْبهِ قلَّبهُ·· ذات اليمين، وذات الشمال، وذات السؤال·· قلَبَ وجههُ·· هَمَسَ: البيت آيل للنهوض، فيما الإسمنت مفخخ بالوقود القابل للافتعال! النقود معطلة أمام إشارة ضوئية·· عيونها أحمر شفاه·· وتدخن!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©