الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يناقش ترشيد السلوك الاستهلاكي

مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يناقش ترشيد السلوك الاستهلاكي
30 سبتمبر 2007 02:31
أوصى مجلس سعادة الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي بضرورة وجود خطة متكاملة وحملة شاملة تشارك فيها الأسر والمدارس وأجهزة الإعلام وعلماء الدين، لغرس مفاهيم التربية الاقتصادية، وضبط السلوكيات الاستهلاكية، كما أوصى باستحداث منهج مدروس، يستطيع أن يزيح ثقافة الاستهلاك السائدة بأخرى رشيدة تحقق الأهداف المرجوة، بالإضافة إلى زيادة وتنمية الوعي الادخاري لدى النشء، عبر ابتكار قنوات ادخارية مبتكرة وحوافز مشجعة وآليات فاعلة·وقال الفريق ضاحي خلفان خلال افتتاح مجلسه الرمضاني الذي عقد مساء الخميس الماضي تحت عنوان: ''التربية الاقتصادية والوعي الاجتماعي وأثرهما في الحد من تضخم الأسعار''، بحضور القنصلين الإيراني والسعودي ولفيف من رجال المجتمع: ''إن السنوات الأخيرة شهدت تغييراً واضحاً في الأنماط الاستهلاكية للأسرة العربية عامة، والخليجية بصفة خاصة، مرجعاً تلك الظاهرة للعديد من الأسباب المتداخلة والعوامل المتشابكة، أهمها تقليد النمط الغربي في الاستهلاك البذخي، ومحاكاة الطبقات الأغنى، والدعاية والترويج السلعي، والتلفزيون كنافذة تركز على أنماط حياة الطبقات الأغنى، والتباهي بالاستهلاك''، لافتاً إلى غياب الوعي الادخاري، وسهولة الاقتراض والسداد الآجل، بالإضافة إلى الحصول على دخول دون تضحيات تذكر مثل نظام الكفالة، والاستهلاك المجاني لبعض السلع والخدمات مثل المياه والكهرباء· وامتدت الجلسة الرمضانية التي أدارها الدكتور محمد مراد عبدالله مدير مركز دعم واتخاذ القرار بشرطة دبي، وأمين سر جمعية توعية ورعاية الأحداث لأكثر من ساعتين، حيث بدأها الدكتور مراد، موضحاً أنها تتضمن خمسة محاور تتمثل في: البعد الإسلامي، والاستهلاك المفرط وأخطاره الاجتماعية، وأسباب تغير الأنماط الاستهلاكية، إضافة إلى أهمية ضبط وترشيد السلوك الاستهلاكي وتوعية النشء، وآلية غرس مفاهيم التربية الاقتصادية· البعد الإسلامي تحدث الدكتور حمد الشيباني مدير دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، موضحاً أن القضية دائماً تبقى مرتبطة في عملية التربية التي تعالج من عدة محاور تشمل الأسرة والمدرسة وغيرها من الجهات المسؤولة عن تربية النشء، لافتاً إلى أهمية التوعية من الوسائل كافة، مشيراً إلى أن أحد الأشخاص أراد أن يعطي لأفراد أسرته درساً في قيمة المياه وأهمية الحفاظ عليها من الهدر، حيث قام بقطعها يوماً كاملاً عن بيته، قام خلاله بتعبئة زجاجة مياه لكل فرد من أفراد أسرته، ليخبرهم بأن هذه فقط هي حصة كل فرد طوال اليوم، موضحاً أن رب الأسرة كان قد فتح طوال اليوم حوارات مع أفراد أسرته حول أهمية المياه ما جعل الجميع يدرك قيمتها· خلف القضبان وقال ميرزا الصايغ عضو مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث: ''إن الموضوع متشعب وكبير ويشمل عدة جهات''، مشيراً إلى قيام أصحاب السمو الحكام بإطلاق سراح بعض المسجونين خلال شهر رمضان المبارك، ما يحسب لهم جوداً وكرماً، لكن هذا يقودنا إلى سؤال أشمل لماذا وصل الحال بهؤلاء إلى الوقوف خلف القضبان؟ مجيباً بأن بعضاً من تلك الأسباب يعود إلى النزعة الاستهلاكية الكبيرة للإخوة المواطنين· وتساءل الصايغ مرة أخرى لماذا يحمل طالب المدرسة دفتر شيكات ؟ ولماذا نبني بداخله هذه النزعة منذ الصغر؟ ما يضطره إلى الانطلاق في مسألة الإنفاق دون وازع· القروض الاستهلاكية تدخل الدكتور محمد مراد عبدالله، موضحاً أن إحدى الدراسات الحديثة التي أعدتها جمعية توعية ورعاية الأحداث، كشفت أن 20 % من المحكومين من الشباب المواطنين يعملون في فئات وظيفية ودوائر حكومية أو عسكريين، وأنهم دخلوا السجون بسبب القروض الاستهلاكية ما يدل على عدم الوعي· وتحدث محمد الجاسم رئيس جمعية حماية المستهلك عن دور الجمعية، فيما يتعلق بالحد من تضخم الأسعار، مؤكداً أن الإسراف موجود، مرجعاً السبب إلى عدم وجود ميزانية محددة للأسرة العربية في معظم الدول، وأن الإنسان يفترض أنه يعمل ليس بهدف الأكل والشرب فقط، لكن لا بد أن يدخر لمواجهة الطوارئ المستقبلية، لافتاً إلى وجود العملية التبذيرية، مع عدم وجود وعي استهلاكي· التربية الاقتصادية وحول قيام المدرسة بدورها في تقويم النزعة الاستهلاكية لدى الطلاب منذ الصغر، تحدث الدكتور خليفة السويدي قائلاً: ''للأسف الشديد ان المدرسة اليوم تهتم بجوانب كثيرة ومتعددة ومهمة بلا شك·· لكن هناك جوانب لا تزال مغفول عنها منها تربية الإنسان الاقتصادية وحسن التخطيط للمستقبل في حياته''، مشيراً إلى أنه تم إجراء دراسة حول هذا الموضوع، كشفت أنه يتم تدريس الفنون المختلفة، في حين تدرس عملية إدارة الأسرة بصورة طفيفة، وللأسف لا تدرس للبنين، علماً بأن التربية الأسرية عنصر مشترك يجب أن يدرس للجميع، فبمقدار ما ننشئ الطفل على هذه العمليات يشب على الالتزام· فكر الأولويات وشدد الدكتور منصور العور مدير الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة على أن عملية إهدار الثروة تعد من الأخطار الاجتماعية على المستوى البعيد، وأن أهم نقطة هي تفويت فرص النمو للأجيال المقبلة، ما يتطلب زيادة الوعي بهذه الأخطار· وقال العور: ''أعتقد أنه من أحد الأسباب التي تحول دون تنمية الوعي الاستهلاكي قضية الإعلانات التي تشجع على الاستهلاك، كما أن المجتمعات الخليجية تحب التباهي، بالإضافة إلى قضية غياب الوعي الاجتماعي· ظاهرة عالمية وأشار خالد القاسم مساعد المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية إلى أن النمو الاقتصادي الذي حدث في الدولة دفعنا إلى هذا الاستهلاك، وأن الاستهلاك ظاهرة عالمية تتفاوت أحجامها حسب الدول، فالمواد التي كنا نحلم بها أصبحت اليوم في متناول اليد ومنها السيارة والهواتف المتحركة وغيرها· قضية الاستهلاك وطالب أحمد الجميري نائب رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث بضرورة أن تتبنى الوزارات والجمعيات المعنية هذه القضية، وأن تتضمن مناهج التربية والتعليم التوصيات التي يخرج بها المجلس؛ لأن قضية الاستهلاك وحماية المستهلك يجب أن تنشط ويتم تدعيمها بشكل أكبر، كما طالب بأن تتبنى الصحف بصورة يومية قضية حماية المستهلك في جوانبها المتعددة كافة· الاعتدال في الإسلام وقال الدكتور علي مشاعل من دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية: ''إن الله طالب الإنسان بالاعتدال وأن الإنسان إذا أخذ بالأسباب ما احتاج للعلاج والدواء، والإنسان المتدين بالطبع ينصاع إلى أوامر الله عز وجل، لذا وجب علينا تركيز الجهود في أن نقيم الصلة الدينية في نفوس الناس''· ضاحي خلفان: دراجات أمام جامعات ميونيخ وسيارات فارهة لطلبة مدارسنا تدخل الفريق ضاحي خلفان قائلاً: ''عندما كنا طلاباً كنا نذهب أحياناً الى مدارسنا سيراً على الأقدام، ومرت السنوات، وحين زيارتي لإحدى مدارسنا رأيت مجموعة من السيارات الفارهة من الطراز الأول يملكها الطلاب''· وأضاف: ''نحمد الله بالمقارنة بما كنا عليه، لكن ما كنت أظن أنني أصادف هذا النوع من السيارات الفارهة في منطقة الجامعات بميونخ في ألمانيا، حيث وجدت أمام مباني الجامعة العملاقة دراجات هوائية يركبها الطلاب''· وقال الفريق ضاحي: ''أكاد أجزم بأن كل بيت في الإمارات مدين لشركات يابانية أو ألمانية أو أميركية من 200 الى 400 ألف درهم سنوياً مدى الحياة''· وسطية الإسلام قال الداعية الدكتور قطب عبدالحميد: ''إننا نحتاج إلى ترشيد الإنفاق، فإن البشرية كلها في حاجة إلى ضبط وترشيد الإنفاق، وإلى الميزان الذي يضبط حركاتها ولذا فإن الله رفع السماء ثم وضع الميزان''· وأضاف: ''نحن في أمس الحاجة إلى هذا الميزان الذي يضبط حركة حياتنا في كل أمور الحياة قال تعالى (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتب والميزان) الحديد آية ،''25 مؤكداً أن ترشيد الإنفاق جزء من منظومة متكاملة لضبط حركة الحياة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان المثل الأعلى في توازنه· الالتزامات المالية·· والمخدرات قال العميد خميس المزينة مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي: ''إن المسألة تتعلق بقدرة الشخص الاستهلاكية، وعدم تحميل نفسه أموراً إضافية عن طريق إدخال أبنائه مدارس خاصة مع وجود المدارس الحكومية واستعانة بعض الأسر بخدم أكثر من عدد أفرادها ما يزيد من الارتباطات المالية للأسر''· وأوضح أنه فيما يتعلق بالجانب الأمني، فإن الأشخاص المطالبين بالتزامات مالية تتم ضدهم إجراءات قضائية، حيث نقوم بمتابعة هؤلاء الأشخاص وتقديمهم حسب قانون الإجراءات المعمول به في الدولة· ورداً على تساؤل حول أن البعض يقترض لتعاطي المخدرات، أجاب العميد المزينة إنه لا توجد هناك قاعدة عالمية تربط بين زيادة الدخل وتعاطي المخدرات· فلسفة الإنفاق في الإسلام تحدث الدكتور أحمد الحداد حول المنظور الإسلامي في ترشيد الوعي الاستهلاك، موضحاً أن الكلام في هذا الموضوع ينطلق من ثلاثة محاور أن الإنسان مستخلف في الأرض ليصلح ولا يفسد، وأن المال الذي بين يديه أمانة، وأن الأمة الإسلامية اخوة، ومن هنا تنطلق مبادئ الإسلام في ترشيد الاستهلاك حيث جمعها المولى عز وجل في قوله ''وكلوا واشربوا ولا تسرفوا'' الأعراف الآية ،31 حيث وصف الله تعالى المسرفين بأنهم إخوان الشياطين، مؤكداً أن الناس لو طبقوا مفهوم هذه الآية الكريمة لعاشوا في خير وسعادة، وأن الناس قلبوا مدرسة الشهر المبارك فبدلاً من أن يكون شهراً للعبادة والزهد حولوها إلى مدرسة للبذخ·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©