السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تايوان واللعب بنار الصواريخ

30 سبتمبر 2007 02:43
في هدوء وصمت قطعت تايوان شوطاً في بناء دفاعاتها الصاروخية القادرة على ضرب أهداف استراتيجية في العمق الصيني، وذلك حسب ما يقوله خبراء عسكريون وأمنيون، مؤكدين على أن تايوان تمضي في بناء دفاعاتها هذه لمواجهة التعزيزات العسكرية الصينية الكبيرة التي تشكل خطراً جدياً على أمنها· وبالفعل لقد اختبرت تايوان -خلال العام الجاري- أول صاروخ لها من طراز ''كروز'' الذي يمكنه حمل رؤوس حربية تزن ما يقارب 900 رطل من المتفجرات، ويصل مداه مسافة 600 ميل، وهي مسافة كافية لضرب مواقع صينية تصل حتى مدينة شنغهاي· وقد وردت هذه التأكيدات من كبار المسؤولين العسكريين والمشرعين التايوانيين من الأعضاء الحاليين في حكومة الرئيس ''شن شو بيان'' بقيادة الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم· لقد ظل عدد من العسكريين التايوانيين يجادلون لسنوات بالقول إن من واجب بلادهم تطوير أسلحة هجومية وليست دفاعية، بما فيها النظم الصاروخية، لتكون رادعاً عسكرياً للصين التي هددت بضرب بلادهم، في حال إقدامها على نيل استقلالها الكامل والرسمي عن بكين؛ خاصة وأن الصين -حسب تقديرات وزارة الدفاع الأميركية- قد نشرت نحو 900 صاروخ هجومي باتجاه تايوان· إلى ذلك يرى ''أندري شانج'' -الخبير في الشؤون العسكرية الصينية-التايوانية ورئيس تحرير مجلة ''كانوا'' الدورية المتخصصة في الشؤون الدفاعية- إن القصد من هذه الخطط الدفاعية التايوانية، إظهار رغبة التايوانيين في حمل سلطات بكين على التردد قبل الإقدام على شن أي هجوم عدواني على أراضيهم؛ ومن رأيه أنه ليس في مقدور هذه النظم الصاروخية التايوانية إصابة الأهداف الصينية العسكرية فحسب، بل وتدمير الأهداف المالية والاقتصادية أيضاً· أما الرسالة المباشرة التي تريد ''تايبيه'' بعثها إلى المسؤولين الصينيين، فهي غرس الرعب الحقيقي من ترسانتها العسكرية في قلوبهم· يضاف إلى ذلك الأنباء والشائعات التي لم تتأكد صحتها بعد، غير أنها تواصل انتشارها في تايوان، وتفيد بانشغال الجزيرة بتطوير ترسانة من الصواريخ البالستية القصيرة المدى؛ غير أن الشيء الوحيد المؤكد بخصوص هذه الشائعات، هو رفض إدارة الرئيس ''شن شو بيان'' الإدلاء بأي تصريحات متعلقة بها· ومهما يكن فإن بناء ترسانة متنوعة من الصواريخ كهذه -بكل ما لها من قدرة على إصابة أهداف استراتيجية في العمق الصيني- يصب الزيت في نار التوتر القائم أصلاً بين بكين وتايبيه، في وقت أقدمت فيه هذه الأخيرة على تهديد جارتها ''الأخت الكبرى'' بقرارها القاضي بإجراء استفتاء شعبي عام حول عزم تايوان على نيل استقلالها الرسمي الكامل من الصين والانضمام إلى عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت اسم ''تايوان''· وعلى رغم رفض الجيش التايواني مجرد التعليق على تلك التقارير الإخبارية، إلا أن بكين ردت عليها من جانبها بعنف خلال الأسبوع الحالي؛ ففي تصريح له لإحدى الصحف الصينية اليومية، قال ''لي ويي''، الناطق الرسمي باسم المكتب المختص بالشؤون التايوانية بالمجلس الحكومي: ''لطالما شددنا تحذيراتنا للمسؤولين التايوانيين بعدم اللعب بالنار· ومن لم يرتدع فلا بد من أن يحترق بها''· يشار إلى أن هذا التصريح قد ساعدت وكالة ''شينخوا'' الصينية للأنباء في نشره وتداوله على نطاق واسع خلال الأسبوع نفسه· وعلى رغم الضغوط التي تواصل إدارة بوش ممارستها على ''تايبيه''، إلا أن من رأي المحللين والمراقبين أنه سوف يتعذر على واشنطن كبح المسؤولين التايوانيين عن المضي قدماً في تطوير البرامج الدفاعية هذه، في وقت تواصل فيه بكين تسريع تطوير نظمها الصاروخية القادرة على ضرب أهداف عسكرية تايوانية، إلى جانب قدرتها على تدمير مشروعات البنية التحتية الحيوية فيها، فحسب -تقديرات الجيشين الأميركي والتايواني- تواصل الصين إضافة 100 صاروخ جديد سنوياً، إلى مجموعة ترساناتها ونظمها الهجومية العسكرية الموجهة ضد تايوان· مراسل صحيفة نيويورك تايمز في تايوان ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©