عودة التشاؤم إلى الساحة اللبنانية حول أزمة الرئاسة

ارخى الاعلان الاميركي الرسمي عن لقاء الرئيس الاميركي جورج بوش بزعيم فريق الاكثرية اللبناني النائب سعد الحريري في واشنطن يوم الخميس المقبل، بظلاله على حركة الاتصالات والمشاورات الداخلية اللبنانية التي ما زالت تدور في حلقة مفرغة حتى الآن بحثاً عن توافق ما بشأن الاستحقاق الرئاسي· واوضحت مصادر فريق 14 مارس لـ''الاتحاد'' أن واشنطن هي محطة رئيسية للتشاور ومن المنتظر ان يزورها ايضاً رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط منتصف اكتوبر للقاء الرئيس بوش، بحيث سيتكامل الموقف بين الادارة الاميركية وفريق السلطة اللبنانية بشأن الملف الرئاسي· وحذرت مصادر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من ''مطبات'' توضع في طريق الاستحقاق الرئاسي، وانه لا بد من بذل المزيد من الجهد لتعبيد طريق التوافق، لكنها اكدت مجدداً ان بري لا يزال متفائلاً بامكانية التوصل الى حل بحلول 23 اكتوبر المقبل وهو الموعد الثاني لجلسة انتخاب الرئيس العتيد· وكشفت مصادر بري لـ''الاتحاد'' أن رئيس البرلمان تبلغ من صقري فريق 14 مارس جنبلاط وسمير جعجع رفضهما البحث في اختيار رئيس من خارج فريق 14 مارس وابلغاه عبر موفديه أن البحث يجب ان يقتصر على الاتفاق على برنامج سياسي يحمله احد مرشحي الاكثرية نسيب لحود او بطرس حرب· وقال النائب أنور الخليل بعد لقائه جنبلاط موفداً من قبل بري ''اردنا الوقوف على رأيه واستمزاج هذا الرأي وكيفية ابقاء التواصل، آخذين بعين الاعتبار الاوضاع الامنية المحيطة بالجميع وأن تبقى هناك قنوات اتصال للتأكد من وصول هذا الاستحقاق كما يريده الجميع ضمن المهلة الدستورية، ولجنبلاط آراء خاصة بهذا الموضوع وسأنقلها للرئيس بري''· واضاف ''لو لم يكن هناك مشروعان نقيضان لما كان لزوم لكل هذا البحث في عملية التفاهم والتوافق والاتفاق على اسم الرئيس العتيد، لذا نسعى لايجاد مجال من التفاهم من خلال آليات مقبولة ومن خلال اهداف ايضاً واضحة، لأن هذه الاهداف يجب ان تكون معروفة لدى جميع من يدخل في باب التواصل المنشود''· وادت مواقف جنبلاط وجعجع غير العلنية الى ارباك سير الاتصالات والمشاورات، حيث يرى الرجلان ''جنبلاط وجعجع'' ان الرئاسة شأن مسيحي صرف، وان المشاركة الكاملة للمعارضة تتم في الحكومة التي تؤلف بعد تسلم الرئيس الجديد مقاليد الحكم، ويمكن ان تشارك فيها كل الاطراف· غير ان بري سرب عبر زواره معلومات تنم عن تشاؤم عكس ما يظهره من تفاؤل، وتلميح الى امكانية الغاء جلسة 23 اكتوبر او تأجيلها الى مطلع نوفمبر وقال: ''ان المبادرات وصلت الى نقطة اللا عودة الى الوراء ويجب انتخاب رئيس للبلاد ضمن المهلة الدستورية''· وفيما حذرت مصادر المعارضة من ان مشاورات التسوية تتعرض لاطلاق نار لافشال اي حل والسير بالبلاد باتجاه المجهول، دعا رئيس جبهة ''العمل الاسلامي'' الداعية فتحي يكن النائب الحريري الى فك الارتباط بمثيري الفتنة· وقال يكن ''ان المساعي التوفيقية التي بدأها اخيراً الحريري من شأنها ان تساهم الى حد كبير باخراج لبنان من محنته، وان تضمن مجيء رئيس للجمهورية بالاجماع وليس فقط بالثلثين· هذا هو الموقف والدور الذي كنا ننتظر ان يقوم به الحريري من موقع التمثيل النيابي السني الاوسع الذي يحتله في البرلمان اللبناني''· وقالت مصادر سياسية مراقبة في بيروت انه ليس هناك في الافق ما يشير الى حلحلة مقبلة بين قوى 14 و8 مارس في ظل ترقب حذر لما قد تسفر عنه محطة واشنطن من نتائج وكيفية توظيف هذه النتائج في معالجة الازمة اللبنانية· ويبدو ان زعيم الاكثرية النائب الحريري سيحاول الذهاب الى العاصمة الاميركية ومعه شبه تفويض من فريقه على البحث عن حل جذري للازمة، لذلك يعتزم القيام بلقاءات مثيرة مع اقطاب المعارضة ما زالت مدرجة في خانة الانتظار، وابرزها اجتماعه مع رئيس كتلة ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون مرشح المعارضة للرئاسة الاولى في الرابية قبل لقائه غير المؤكد مع الامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله والذي يجري تكتم شديد حوله· وقالت مصادر الحريري انه سيذهب الى واشنطن ومعه كل المعطيات المطلوبة اميركياً ليصار الى اختيار رئيس للبنان ترضى عنه كل الفئات في وقت حذرت مصادر المعارضة من محاولات يائسة تقوم بها بعض الجهات للاتيان برئيس من صناعة اميركية تكون اولى مهامه ضرب المقاومة خدمة لمخطط المؤامرة المرسومة للبلاد·