أحمد سعيد (طهران) - توقع مسؤولون إيرانيون، في تصريحات أدلوا ببعضها إلى «الاتحاد» في طهران أمس أن تتوصل إيران و«مجموعة خمسة زائد واحد» المؤلفة من الدول الست الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، قريباً إلى اتفاق بشأن حل مسألة البرنامج النووي الإيراني يضمن رفع جميع العقوبات الاقتصادية الدولية والغربية الرئيسية المفروضة على بلادهم التي قالوا إنها على «امتيازات مهمة» من الاتفاق المرحلي بين الجانبين الوقع في جنيف يوم 24 نوفمبر الماضي.
وقال نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني محمد حسن أبوترابي «صحيح أن المباحثات كانت تتحرك وفق المعادلة (ربح مقابل الربح) لكن إيران حصلت على أرباح كثيرة (من اتفاق جنيف)، فمواقعها النووية تعمل وفق البرنامج السابق وقد قللت من نسبة تخصيب اليورانيوم من 20% إلى 5% لأنها لاتحتاج في الوقت الراهن إلى وقود نووي وما عندنا من احتياط يكفي لتشغيل محطاتنا النووية لمدة 6 أشهر».
وأضاف «كان الغرب يسعى إلى تجميد النشاط النووي الإيراني لكن مقاومة إيران أفشلت تلك المخططات».
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون البرلمانية حسن قشقاوي لصحفيين في طهران «إن المحادثات مهمة وستكون شاقة، لأنها ستكون شاملة، والمفاوضين أعلنوا عن وجود صعوبة فيها». وأضاف أنه وانتخاب الرئيس الإيراني المعتدل نسبياً حسن روحاني منتصف العام الماضي، حدث تطور ايجابي في الاجواء الدبلوماسية العامة والأجواء الدولية. وأوضح أن الأمر لم ينته بعد ويجب انتظار نتيجة المحادثات.
وتوقع رئيس منظمة النقل البحري الإيرانية محمد حسين داحمر أن تؤدي المباحثات إلى رفع العقوبات عن المنظمة. وقال «إن إيران تقدمت بشكوى دولية لرفع العقوبات عن النقل البحري الإيراني، وإن سفننا ما زالت تواصل النشاط التجاري».
على الصعيد نفسه، أعلن قائد الدفاع الجوي الإيراني العميد فرهاد إسماعيلي أن إيران طورت منظومة صاروخية مضادة للصواريخ والطائرات الحربية باسم «باور 373» أحدث من منظومة «إس 300» الروسية التي رفضت روسيا تزويدها بها، تنفيذاً للعقوبات الدولية.
وقال، في تصريح لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، إنه تم إنجاز البنية الأساسية للمشروع الصاروخي «باور 373» عبر تجاوز العقبات الرئيسية، وسيتم الانتهاء من هذه المنظومة المتطورة في إطار الخطة الخمسية، وأضاف «نأمل أن نشهد في نهاية هذه الخطة منظومة ممتازة وأقوى من «إس 300» في الدفاع الجوي الإيراني».
وصرح إسماعيلي بأنه سيتم في المرحلة الثانية من المشروع، العمل على إنجاز أمور مثل الرادار ومعدات الإطلاق والصاروخ ذاته. وذكرت «فارس» أن الخطة الخمسية ستنتهي في شهر مارس عام 2016، ومن ضمن الأمور التي تتضمنها رفع المستوى النوعي والكمي للدفاع الجوي الإيراني.
وتعتبر «اس 300» منظومة صاروخية متطورة للدفاع الجوي لمواجهة الأهداف على ارتفاع عالٍ، وبإمكانها متابعة نحو 100 هدف بالتزامن معا وتدمير عدد منها «في بعض الحالات 6 أهداف وفي حالات أخرى 24 هدفاً».
ورفضت روسيا تزويد ايران بالمنظومة «اس 300» استجابة لقرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد أسلحة للنظام الإيراني بسبب برنامجه المفترض لصنع أسلحة نووية، على الرغم من إبرام البلدين صفقة لشرائها. ورفعت إيران دعوى قضائية للحصول على تعويض بقيمة أربعة مليارات دولار أميركي من الحكومة الروسية بسبب عدم إتمام الصفقة التي تم التوقيع عليها في عام 2007، فيما تحاول موسكو تسوية المسألة خارج نطاق القضاء.
عدد اليوم
