إجماع عراقي وإقليمي على رفض التقسيم

أعلن النائب الأول للرئيس العراقي عادل عبد المهدي رفض العراق أي تقسيم على أساس عرقي أو طائفي أو فئوي والتزامه بانتمائه العربي والاسلامي، فيما أبلغه الرئيس السوري بشار الأسد حرص بلاده الكامل على أمن واستقلال العراق· جاء ذلك وسط رفض عراقي وإقليمي واسع لخطة مجلس الشيوخ الأميركي لتقسيم العراق على أسس طائفية ودينية إلى ثلاثة كيانات كردية وشيعية وسنية، باعتبار أنها تهدد استقرار المنطقة برمتها· وقال الأسد خلال استقباله عبد المهدي، في دمشق أمس إن سوريا تؤكد حرصها الكامل على أمن واستقلال العراق ودعمها لسيادته واستقلاله ووحدته أرضا وشعبا وتدعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية بين جميع اطياف الشعب العراقي الشقيق''· وقال عبد المهدي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري فاروق الشرع، إنه بحث مع الزعماء السوريين قانون مجلس الشيوخ الاميركي بتقسيم العراق وأكد أن العراقيين يرفضونه· وقال ''لانرضى بأي تقسيم للعراق، هذا أساس و ثابت وسياسة و نهج للعراق، لا احد يقر بأن يقسم العراق الذي اختار طريق النظام الفدرالي وهو قرار عراقي مطروح أمام مجلس النواب''· وأكد أن العراق ''لايرضى باي نظام تحت اي واجهة كانت تعتمد على الطائفية أو العرقية أو الفئوية''· وأضاف أنه جرى أيضا بحث كل القضايا الامنية والاقتصادية والسياسية ودور دول الجوار والوجود الأجنبي في العراق وكان هناك ''اتفاق جيد للغاية'' في وجهات النظر حيالها· وأجاب على سؤال عن موقف بلاده من حرب أميركية محتملة ضد إيران، قائلا ''العراق لا يرضى باستخدام أراضيه في عدوان على أي بلد مجاور ··العراق له انتماء وهو حريص على هذا الانتماء ويدافع عنه''· واضاف ''بحثت مع الرئيس الاسد هذه الأمور ووضعنا آليات مشتركة للمتابعة بشكل مفصل للدفاع عن ثوابتنا ومساعدة العراق للخروج من الأوضاع التي يعيشها حالياً''· وقال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان أصدره في جدة ''إنني مندهش من هذا القرار الذي لا يحمل في طياته سوى مزيد من الشرذمة للكيان العراقي وتعميق جذور الفتنة والاقتتال الطائفي بين أبناء البلد الواحد''· وأكد أن ''المطلوب في العراق الآن هو لم الشمل وإجراء مصالحة وطنية حقيقية وليس تقسيم البلاد''· وأضاف ''لا يحق لأي كان أن يقرر مصير بلد ما سوى أهل ذلك البلد وتقرير مصير العراق حق ثابت أكيد للشعب العراقي وحده لا يمكن تفويضه لأي كان''· وخلص إلى القول ''ان اقتراح مجلس الشيوخ مليء بالعيوب والمخاطر التي ستزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط واستقرار العالم برمته''· وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني في بيان مماثل في طهران ''إن هذا التصويت تدخل واضح من الولايات المتحدة في شؤون العراق الداخلية وهو مخالف لوحدة هذا البلد وسلامة أراضيه''· وفي العرق، أعلن ''التيار الصدري'' بزعامة مقتدى الصدر، السبت رفضه قرار مجلس الشيوخ الأميركي، مطالبا الحكومة العراقية بادانته رسميا''· وقال قيادي التيار في النجف عصام الموسوي ''نرفض هذا القرار جملة وتفصيلا كونه لا يعبر عن تطلعات شعبنا العراقي بكافة فئاته ويعتبر تدخلا مرفوضا وسافرا في شؤون العراق الداخلية ونطالب الحكومة العراقية باعلان رفضها للمشروع واتخاذ موقف واضح بهذا الشأن وادانته بصورة رسمية''· لكن حكومة اقليم كردستان رحبت بالقرار واعتبرته ''الحل الامثل لمشاكل البلاد''· وقالت في بيان رسمي ''إن شعب وحكومة اقليم كردستان العراق يرحبان بتبني مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الاميركية قرارا يدعو الى إعادة بناء الدولة العراقية وعلى أساس اتحادي فدرالي ·