القوات العراقية تعتزم شن عمليات عسكرية قبيل الانسحاب الأميركي

أعلنت وزارة الدفاع العراقية عزمها شن عمليات عسكرية كبيرة قبيل انسحاب القوات الأميركية لاستهداف بقايا تنظيم ''القاعدة''· وفي حين قتل 6 أشخاص وأصيب 16 آخرون بتفجيرات وهجمات مسلحة في الموصل وبغداد، اعتقلت القوات الأمنية 25 مطلوبان بينهم أربعة صبية بعمر 14 عاما من تنظيم ''طيور الجنة'' المرتبط بـ''القاعدة''، كما أعادت اعتقال 40 ممن أفرجت عنهم القوات الأميركية بزعم التورط بأعمال إرهابية· وقال اللواء الركن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع لصحيفة ''المدى'' المستقلة إن ''القوات الأمنية العراقية تعتزم شن حملة عمليات واسعة النطاق ضد بقايا التنظيمات الإرهابية المتواجدة في بعض المدن بهدف القضاء عليها بصورة تامة قبل موعد انسحاب القوات الأميركية من العراق''· وأضاف ''لدينا معلومات حول نية المجاميع الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وخلايا حزب البعث المنحل شن هجمات إرهابية منسقة في بعض المدن بهدف إثبات الوجود وزعزعة الاستقرار الأمني تتزامن مع موعد الانسحاب الأميركي من العراق مطلع يونيو المقبل''· وأشار إلى أن وزارة الدفاع ''تواصل تنفيذ خططها بهذا الخصوص لتسليح الجيش العراقي وهناك وفود أرسلت إلى كوريا وأميركا وفرنسا لإبرام عقود لتجهيز الجيش بالأسلحة والمعدات مع قرب موعد الانسحاب الأميركي''· أمنيا ذكر مصدر أمني أن العقيد حيدر هادي مهدي التابع لجهاز الاستخبارات في الشرطة الجنائية اغتيل برصاص مسلحين أمام منزله في حي الأمين شرق العاصمة· كما جرح أربعة مدنيين في حي الدورة جنوب بغداد وجرح اثنان آخران في حي الغزالية القريب منه بانفجار عبوات ناسفة في حادثين مختلفين· وفي حي الطوبجي شمال العاصمة اقتحم مسلحون مجهولون محلا لبيع المصوغات الذهبية واطلقوا النار على شخصين كانا بداخله مما ادى الى مقتلهما في الحال، وأثناء مغادرتهم أطلق المسلحون النار على عدد من الاشخاص تجمعوا قرب مكان الحادث فأصابوا ثلاثة مدنيين بجروح ثم لاذوا بالفرار· في الموصل بمحافظة نينوى أصيب 7 مدنيين بجروح بانفجار سيارة مركونة استهدفت دورية أميركية· وقال مصدر في الشرطة ان الحادث وقع في منطقة الفيصلية شرق المدينة· وفي حي البعث شرق الموصل هاجم مسلحون مدنيين اثنين فقتلوهما، كما قتل مسلحون آخرون فتاة واختطفوا شقيقتها جنوب المدينة· وفي محافظة ذي قار اعتقلت الشرطة 20 مطلوبا بقضايا جنائية مختلفة خلال الـ (24) ساعة الماضية، من بينهم تسعة متهمين بجناية القتل العمد، وسبعة آخرون بجناية الشروع بالقتل· كما اعتقلت قوة عراقية مشتركة عبد المنعم الجبوري أحد أعضاء المجلس البلدي في ناحية المنصورية بمحافظة ديالى، بعد مداهمة لمنزله وسط الناحية· وفي كركوك اعتقلت قوات الأمن أربعة صبية لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما ينتمون الى تنظيم ''طيور الجنة'' المرتبط بـ''القاعدة''· وقال اللواء الركن عبد الامير محمد رضا الزيدي قائد الفرقة 12 في الجيش العراقي والتي تتولى مهام أمن كركوك، إن ''الفصيل يعتمد الأطفال ومرتبط بتنظيم ''القاعدة'' وهو يعمل على تجنيد الأطفال والصبية كونهم ليسوا في مجال الرقابة والرصد، لتنفيذ عمليات انتحارية أو دعم الجماعات الإرهابية من خلال تفجير العبوات الناسفة''· وتابع الزيدي ان ''العملية التي وقعت امس في قرية الصفرة غرب كركوك''· واكد ان ''آمر القوة الخاصة التي اعتقلت الاطفال قد تحدث مع ذويهم وأبدوا أسفهم واستياءهم الى تعرض ابنائهم الى عمليات التجنيد''· واوضح ان ''تحقيقاتنا مستمرة للوصول الى مدربي وقادة التنظيم، واعتقلنا عددا من المشتبه بهم''· وفي سياق متصل قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة فرض القانون في بغداد إن القوات العراقية اعتقلت 40 شخصا ممن أفرجت عنهم القوات الأميركية مؤخرا بتهمة ممارسة عمليات ''إرهابية'' وإن السلطات القضائية أصدرت أوامر اعتقال ضد عدد آخر من هؤلاء· وأكد في تصريحات لصحيفة (الصباح) العراقية الحكومية أمس ''أن قيادة عمليات بغداد سلمت القضاء مؤخرا ملفات تثبت تورط عدد من المشتركين في العملية السياسية بدعم العناصر الإرهابية لتنفيذ عمليات مسلحة في بغداد''· وأضاف أن بعض الجهات السياسية متورطة بدعم المجاميع الإرهابية من بينها التنظيم الذي كان يقوده قائد صحوة الفضل عادل المشهداني· وقال إن القوات العراقية ''تمكنت من القضاء على أكثر من 86% من المجاميع الإرهابية، وأن هناك دراسة لإعادة نشر القطعات العسكرية والأمنية وإعداد خريطة أمنية جديدة لا تسمح بظهور أي مجاميع مسلحة مستقبلا''· من جانب آخر أعلنت المديرية العامة لشرطة محافظة الانبار أمس عن تسلمها 23 شخصا أفرجت عنهم القوات الاميركية· وقال مسؤول شعبة اعلام المديرية إن الشرطة تسلمت المفرج عنهم من سجن بوكا جنوب العراق، واتصلت بذويهم بغية تسلمهم· المالكي: الحفاظ على الأمن أصعب من تحقيقه بغداد (أ ف ب) - دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس قوات الأمن العراقية الى بذل الجهود لتحسين الاوضاع الامنية، مؤكدا أن ''الحفاظ على الأمن أصعب من تحقيقه''· وحذر في كلمة خلال ندوة لتقييم العمل الأمني بوزارة الداخلية مخاطبا القادة الأمنيين من أن ''التحديات الأمنية ليست كحروب نظامية إنما هي ذيول ستبقى وخلايا ستستمر بدعم داخلي أو من قبل دول وجهات خارجية''· وذكر القادة الأمنيين بالمسؤولية التي تنتظرهم لدى رحيل القوات الاميركية قائلا ''إن البلد مقبل على استلام كامل المسؤولية ويحتاج إلى قوة تحمي الداخل وأخرى تحمي الخارج''· وأعرب عن ثقته بقوات الأمن وقال ''سنكون قادرين على تحمل المسؤولية الكاملة''· واشار المالكي إلى أن ''المصالحة الوطنية ثقافة تقوم على أساس التوحد في الرؤيا والتزام ومسؤولية، وتحتاج الى إدامة بناء المؤسسات''· كما أشار الى ضرورة التعاون مع عموم العراقيين، قائلا إن ''الأهم هو مواصلة مد الجسور مع المواطن وكيف تتمكن الداخلية والدفاع من ذلك، ليكون داعما للأمن''· وذكر أيضا بأهمية الأمن الداخلي للمؤسسات وقال إن ''المشكلة التي كانت سابقا في إشعال نار الطائفية هي وجود المغذيات في المؤسسات الأمنية والمدنية''· وناشد المالكي الكيانات السياسية العمل على دعم أمن العراق، وأعلن أن ''مسؤولية القوى السياسية إبعاد التناحر لإدامة العملية السياسية في البلد''، ملمحا إلى المصالحة الوطنية· وأشار إلى أهمية إعادة بناء وإعمار البلد· وقال ''لا يمكن أن نكون قادرين على تحقيق الأمن والاستقرار دون الإعمار والبناء واستثمار الثروات''· وطالب قوات الأمن بمواصلة الجهود لتحقيق أمن البلاد لاستقطاب الشركات الاجنبية، وقال ''لا بد أن توفروا الأمن للشركات التي تريد أن تعمل'' في العراق·