مؤسسات دولية في غزة تحذر من تدهور أوضاع القطاع

حذر تحالف من المؤسسات الدولية الإنسانية العاملة في قطاع غزة أمس، من وجود عشرات الآلاف من سكان القطاع لا يزالون يعيشون بلا مأوى ودون أي خدمات أساسية مثل مياه الشرب، بعد ثلاثة أشهر تقريبا من انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة· ودعا تحالف المؤسسات في بيان صحفي المجتمع الدولي عامة، والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، إلى القيام بإجراءات أكبر مقارنة بالخدمات الضئيلة التي يقدمونها لسكان القطاع المحتاجين، والتي زادت معاناتهم بسبب أسابيع العملية العسكرية الإسرائيلية الثلاثة على غزة· وكانت إسرائيل قدشنت في 27 ديسمبر الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق استغرقت نحو ثلاثة أسابيع، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1440 فلسطينيا وإصابة خمسة آلاف آخرين على الأقل بجروح· وقالت مايا مايرز مديرة مؤسسة (كير) في قطاع غزة والضفة الغربية: ''إذا لم يقم الاتحاد الأوروبي بوضع حد لتعزيز علاقاته بإسرائيل، فهذا يعطي مؤشرا خطيرا للعالم بأن سياسة التدمير والحصار هي مقبولة لديه''· وأضافت ''أن القطاع الصناعي والزراعي في قطاع غزة انهارا تقريبا، وأن عملية إعادة الإعمار قد شارفت على أن تكون مستحيلة''· وأوضحت مايرز أن الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت اقتصاد القطاع الذي كان بالأساس هشا بعد أشهر عدة من الحصار المفروض على القطاع· وأكدت مايرز أن إعمار قطاع غزة متوقف تماما، بسبب منع إسرائيل دخول مواد بناء مثل الأسمنت والحديد، ما يعني أن 140 ألف شخص على الأقل ممن فقدوا منازلهم بلا مأوى بسبب الصراع الأخير، هم غير قادرين على بناء حياتهم· وأشارت إلى أن 35 ألف شخص في القطاع لا تصلهم مياه الشرب وبدون شبكات صرف صحي آمنة· وقال جون برودكس مدير مؤسسة أوكسفام البريطانية:''ليس هناك أي تقدم من حيث إدخال مواد البناء الى القطاع، والتي تساعد المواطنين بإعادة الإعمار، وهذا غير مقبول على الإطلاق، فعلى قادة العالم أن يتخذوا إجراءات عملية لفتح كامل المعابر''· وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي تحكمه حركة ''حماس'' منذ عامين ونصف العام· من جانب آخر، واصلت السلطات المصرية أمس فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي لتمكين مرضى وعالقين فلسطينيين من مغادرة القطاع وتسهيل عودة العالقين في الأراضي المصرية إليه· وكانت السلطات المصرية قد أعادت أمس الأول فتح معبر رفح الحدودي بصورة مؤقتة لمدة يومين، في كلا الاتجاهين· وقال عادل زعرب الناطق باسم المعابر في شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة ''حماس'' إن نهار السبت شهد سفر المرضى من حاملي البطاقات (من 40 إلى 50) والمسافرين حاملي بطاقات (من 1 إلى 20) من أصحاب الاقامات والتأشيرات والطلبة، بواقع 30 حافلة· ويفتح المعبر أمام سفر المرضى وأصحاب الإقامات الصالحة في مصر أو الخارج، وللطلبة المقيدين عامي 2008 أو 2009 وأصحاب التأشيرات· وقال مصدر مصري مسؤول من داخل معبر رفح، إنه منذ الساعة التاسعة من صباح السبت وحتى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي دخل العشرات من الفلسطينيين من المرضى وحملة الاقامات والطلاب إلى الأراضي المصرية، بالإضافة إلى 25 طناً من الأدوية·ويشار إلى أن معبر رفح مغلق منذ منتصف يونيو 2007 إثر سيطرة حركة ''حماس'' على الأوضاع في غزة·