انتخاب إياد السامرائي رئيساً للبرلمان العراقي

فاز رئيس كتلة جبهة التوافق في مجلس النواب العراقي (البرلمان) إياد السامرائي أمس بمنصب رئاسة البرلمان، مما يضع حدا لجدل دام أكثر من أربعة أشهر بعد استقالة سلفه محمود المشهداني· وأكد فور انتخابه أنه لن يسعى لإسقاط الحكومة العراقية الحالية، معلنا عزمه إجراء إصلاحات سياسية وتفعيل دور البرلمان· وأفاد مصدر مسؤول في مجلــــــس النـــواب أن الســــــامرائي حصل على 153 صوتا، فيما حصل منافسه مصطفى الهيتي من جبهة الحوار الوطني (11 مقعدا) على 34 صوتا· وأكد المصدر أن ''45 نائبا تركوا الأوراق بيضاء''· يشار إلى أن عدد أعضاء مجلس النواب العراقي يبلغ ،275 والسامرائي هو نائب الأمين العام للحزب الاسلامي، أكبر الأحزاب السنية الممثلة في الحكومة· وقال خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان ''جرت الانتخابات في جو ديمقراطي ونتمنى من الرئيس المنتخب أن يتعاون مع هيئة الرئاسة من أجل تفعيل العمل التشريعي والرقابي''· وأضاف بعد أن هنأ السامرائي ''خرجنا من مشكلة معقدة دامت شهورا وتمت تسويتها ديمقراطيا''· وكان الحزب الاسلامي بتأييد من التحالف الكردستاني والمجلس الاسلامي العراقي الاعلى، يصر على اختيار رئيس للمجلس من نوابه في البرلمان فيما كانت كتل اخرى تعارض ذلك مؤكدة ان منصب الرئيس يعود الى العرب السنة وليس حصريا لجبهة التوافق· وقال السامرائي في مؤتمر صحفي بعد رفع الجلسة ''نشكر الذين ساهموا في تعزيز العملية الديمقراطية''، مضيفا ''نحن بحاجة إلى عملية إصلاح في مجلس النواب وسوف نقوم بالتعاون مع هيئة الرئاسة والكتل البرلمانية واللجان على تطوير المجلس، تحقيقا للمهمات التي أناطها الدستور بالمجلس''· وتابع ''سنعمل على تفعيل الدور التشريعي والرقابي، وكذلك الهيئات المستقلة المرتبطة بالبرلمان، كما سنعمل على تشريع قانون النفط والغاز والموارد المائية''· وردا على سؤال حول سعيه لإسقاط حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي حال تسلم المنصب، قال السامرائي ''لم يكن في برنامجي أو برنامج الحزب الاسلامي إسقاط حكومة المالكي''· لكنه أكد أنه مزمع تفعيل دور وأداء الهيئات المرتبطة بالمجلس بما فيها هيئة النزاهة وهيئة المفتشين لمراقبة دوره وأدائه· وقال إن البعض يعتقد أن الأداء الرقابي هو إضعاف للسلطة التنفيذية ولكن الدور الرقابي هو مكمل لعمل الحكومة وليس ضدها· وقدم المشهداني استقالته في ديسمبر الماضي بعد أن قام بإهانة عدد من النواب في فورة غضب· وطالب الحزب الاسلامي أكبر الأحزاب السنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بأن يتولى إياد السامرائي المنصب الأمر الذي كانت ترفضه تيارات سياسية سنية عدة· وفشل البرلمان في انتخاب رئيس له خلفا للمشهداني خلال جلسات متكررة في السابق لعدم حصول أحد المرشحين على نصف أصوات الأعضاء زائد واحد· والسامرائي هو مهندس من مواليد عام 1946 في منطقة الأعظمية وسط بغداد وفيها أكمل دراسته الابتدائية والثانوية، ودخل الى كلية الهندسة بجامعة بغداد وتخصص في قسم الهندسة الميكانيكية ليتخرج عام ·1970 دخل ضمن صفوف العمل الاسلامي منذ عام ،1962 وأنشأ في الثمانينات العديد من التنظيمات الشبابية السياسية المعارضة والتي تسببت لاحقا في مغادرته وطنه لأسباب أمنية· انتقل الى بريطانيا عام 1995 ليمكث فيها حتى اجتياح العراق عام ·2003 وشغل عددا من المناصب القيادية في الحزب الاسلامي العراقي (تنظيم الخارج) وانتخب عام 2001 أمينا عاما له· ولدى عودته الى العراق شغل منصب نائب الأمين العام للحزب، ثم عضوا في البرلمان·