السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يسري المملوك يكتشف كنوز الخط والحرف

يسري المملوك يكتشف كنوز الخط والحرف
30 سبتمبر 2007 23:37
يتعامل الفنان التشكيلي يسري المملوك مع الخطوط بإجلال، لأن وراء هذه الخطوط والحروف تاريخاً طويلاً تركته الفنون الاسلامية، مما يفرض عليه احترام هذا الإبداع وتوظيفه في أعمال تواصل مسيرة الفنون الاسلامية التي هي فنون انسانية ووراءها حضارة عظيمة· والفنان يسري المملوك خريج كلية الفنون الجميلة قسم تصوير، إلا أنه أدرك أهمية الخطوط والحروف العربية باعتبارها تمثل هوية واضحة وثقافة خاصة في عالم يؤمن بالعولمة ويسعى للقضاء على التنوع الثقافي، وقرر أن يتعمق في دراسة الخط العربي، وحصل على المركز الأول في دبلوم التخصص في الخط والتذهيب على مستوى مصر، ويقوم حاليا بتدريس الخط العربي بكلية الفنون الجميلة بجامعة الاسكندرية، وتحولت تجربته الفنية من رسم البورتريهات والمناظر الطبيعية الى تقديم أعمال فنية ترتبط بالخط العربي وكافة العناصر المستوحاة من الفنون الاسلامية· خصوصيات ويقول إن الفنون الاسلامية ازدهرت ازدهاراً عظيماً كواحدة من أروع فنون الحضارات الانسانية الكبرى، وكان تأثيرها بالغاً على امتداد العالم العربي والاسلامي، بل إن هذا التأثير تعدى الى أمم وحضارات أخرى؛ لتميز تلك الفنون بسحرها الخاص النابع من خصوصيتها وتفردها وثرائها وتنوعها، وعمق منطلقات الرؤى فيها من حيث الفكر والشكل، وتمثل ذلك في العديد من صور وأشكال الفن الاسلامي كعمارة المساجد وزخرفة المصاحف، والمخطوطات وما تحويه من رسوم نباتية وآدمية وحيوانية وغيرها من فنون النسيج والمنمنمات والعملات والتحف المعدنية والخشبية والخزفية والزجاجية، ولروعة الفنون الاسلامية وجمالها استلهمها العديد من فناني الغرب والمستشرقين وتأثروا بها في أعمالهم، والآن يمتلك الفنان المسلم المعاصر مخزونا تاريخيا وحضاريا وثقافيا وهو منفتح على الثقافات والفنون الأخرى يؤثر فيها ويتأثر بها فيتواصل مع تاريخه وثقافته مستلهما فنونه الاسلامية برؤى معاصرة· عمق الهوية وأكد الفنان يسري المملوك ان إيمانه بالتنوع الثقافي والبحث الدؤوب عن هوية عربية اسلامية واضحة كان سببا وراء دخوله بعمق في تجربته الفنية التي تستلهم الفنون الاسلامية وعناصرها برؤية عصرية، وكان ذلك من خلال الخط العربي الذي عكف على دراسته وتقديمه بلغة بصرية جمالية تتعامل مع الأحاسيس والمشاعر والقيم الانسانية الراقية، وكان ذلك في بدايات التجربة عن طريق تناول الخط الكلاسيكي ''النسخ والرقعة والثلث'' تشكيلياً، ثم تطورت التجربة من خلال المزج بين الخط وعناصر الفنون الاسلامية المختلفة كالزخارف والموتيفات· وقال انه حريص على الانطلاق نحو رؤى تشكيلية وإبداعية معاصرة مع الحفاظ على جماليات الخط العربي وروحه والشكل الجمالي للحرف، وقد تكون الجمل الموجودة في العمل الفني مقروءة أو غير مقروءة، والمهم أن تظهر قيمتها الجمالية ويحدث تفاعل بين الشكل والمكتوب، وقد يكون الحرف هو الملهم في العمل الفني، وقد يكون التصميم، ولكن يحدث التزاوج والتفاعل بين كافة عناصر العمل الفني· رمز الفن الإسلامي ويرى الفنان يسري المملوك أن الخط العربي عنصر اساسي في تجربته الفنية باعتباره أهم رمز للحضارة والفنون الاسلامية، ونجد ذلك واضحاً في المساجد والأسبلة والتحف، وكان من الضروري أن تبدأ التجربة الفنية الخاصة به ملتزمة بالقواعد، ولكن بمرور الوقت والخبرة والنضج بدأت التجربة تختلف وتحررت من القيود من ناحية شكل التصميم والبحث عن وسائط فنية مختلفة مثل الأعمال المركبة التي أنجزها، وشكّل الخط فيها عنصرا رئيسيا بالاضافة الى كافة العناصر الاسلامية التي استخدمت بشكل جديد وتم توظيفها في العمل وأعيدت صياغتها مرة أخرى لتكوّن في النهاية عملا فنيا يتضمن كافة القيم الجمالية· وأكد أن تنوع الخطوط العربية وتعددها يدل على الثراء الابداعي فيها، وبالممارسة والخبرة يمكن أن يقوم الفنان بدراسات متعمقة تؤدي الى توظيف جديد للخط العربي بعكس الخطاط الذي يلتزم بالقواعد المحددة، وإن كنا في عالمنا العربي والاسلامي نحتاج الى كل من الخطاط والفنان التشكيلي الذي يستلهم الخط العربي كقيمة رئيسية في أعماله· وبالنسبة لأعماله التي يقدمها -كفنان- لا تهمه المسميات بقدر ما تحتوي هذه الأعمال على خصوصية وتتحقق فيها العناصر الجمالية والتشكيلية والبصرية· ويقول الفنان يسري المملوك إنه بجوار الخط والكتابات يستخدم كافة عناصر الفنون الاسلامية وهي محملة برؤي دينية وفلسفية بحكم أن الفن الاسلامي فيه جمال متفرد وفلسفة وعمق وليس وليد لحظة محددة، ولهذا يجب على الفنان المعاصر أن يكون واعياً بقيمة هذه العناصر؛ لأن استخدامها كما هي لن يضيف اليها وإنما توظيفها داخل العمل الفني هو المهم ليحدث التكامل بينها وبين العناصر الأخرى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©