«أضواء الشارقة» يستعرض تطور الإمارة في عروض مبهرة

أصبح مهرجان أضواء الشارقة، يشكل حدثا استثنائيا تشهده الإمارة الباسمة سنويا، ليضاف بذلك لرصيد إنجازاتها الزاخرة على صعيد الفن والثقافة، فقد دقت ساعة الصفر مساء الخميس الماضي حين أطفأت الأضواء الاعتيادية في مباني القصباء لتنطلق في أجواء فاتنة تحبس الأنفاس، أول عروض مهرجان أضواء الشارقة 2012، بعد نجاحه في استقطاب أكثر من 90 ألف زائر العام الماضي. تميّز العرض الأول لمهرجان أضواء الشارقة الذي أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تفضل سموه بافتتاح فعالياته، بتناول سيرة تطور إمارة الشارقة على مدى أربعين عاما خلت، وتناول نمو مختلف قطاعات الإمارة ونجاحها في تحقيق تنمية مستدامة في كافة المجالات، كما تميز العرض الأول باستخدام تقنيات حديثة ثلاثية الأبعاد، حملت الحضور إلى تاريخ ليس ببعيد، من خلال تصاميم راقية أذهلت الجمهور، وبعدها انطلقت عروض المهرجان الأخرى في عدد من المواقع حول مدينة الشارقة، من ضمنها واجهة المجاز البحرية ومسجد المجاز، وواحة النخيل، والسوق المركزي ومبنى دار القضاء وغيرها من المواقع. حول مهرجان أهمية أضواء الشارقة قال محمد علي النومان رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة خلال حفل الافتتاح إن انطلاقة مهرجان أضواء الشارقة 2012، تأتي لتسلط الضوء من جديد على الحضارة المزدهرة لإمارة الشارقة، وتاريخها العريق وتراثها الأصيل، عبر مجموعة مذهلة من العروض الجمالية التي تبرز التناغم الفريد بين الإضاءة والألوان من جهة، وطاقة الحركة والتشكيل من جهة أخرى، من خلال لوحات فنية رائعة يرسم معالمها نخبة من أبرع الفنانين العالميين في أكثر من اثني عشر موقعاً من المواقع الرئيسة في الإمارة. إعجاب جماهيري جمعة راشد الطنيجي مواطن من الشارقة، قال عن المهرجان: حضرت مع عائلتي لنشهد انطلاقة المهرجان في القصباء، وهي إحدى أشهر الوجهات المعروفة في الشارقة كمكان عائلي حميم يجتذب المواطنين والمقيمين من كافة مناطق الدولة بالإضافة إلى السياح الأجانب. وأنا أعتبر أن تنظيم مهرجان أضواء الشارقة 2012 فعالية هامة تجتذب جميع أفراد المجتمع، فالكل يترقبها ويحاول الوصول إلى مواقع عروضها، بدليل أن لدي أصدقاء كثيرين في نطاق عملي في مختلف مناطق الدولة يسألوني باستمرار عن برامج وفعاليات المهرجان، كوني من مواطني إمارة الشارقة. أما المواطنة سمية أحمد، فتقول: هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها للمهرجان، حيث فاتتني عروض العام الماضي لأني كنت خارج الدولة للدراسة، ولكني عوضت الفرصة هذا العام فحضرت مع والدتي وأخواتي، والمهرجان رائع بحق بصورة تفوق الوصف، فقد توقعت أن تكون العروض جميلة، ولكني لم أكن أتخيل أبداً بأنها سوف تكون بهذا القدر من الجمال. في حين قال المواطن محفوظ الشحي من إمارة عجمان: هذه هي السنة الثانية التي أحضر فيها مهرجان أضواء الشارقة، ولكن مهرجان هذا العام أجمل وأشمل، فقد هيأت له هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، بشكل مميز وجميل، وأنا أثني على إقامة مثل هذه المهرجانات التي تسهم بالتأكيد في إضفاء رونق سياحي مميز على الشارقة بحيث يجتذب الكثير من الناس والسياح لزيارتها. أما اللبناني عبد الناصر فأوضح أنه مقيم في الشارقة منذ أربعة عشر عاما، ويمكن القول إنه عايش الكثير من مسار تطورها على صعيد احتضانها للثقافة والإبداع والفنون، كما شهد الكثير من نهضتها وتطورها على جميع الأصعدة، وهذه هي السنة الثانية التي يحضر فيها مهرجان أضواء الشارقة، ووصفه بأنه مهرجان مميز ويشكل مشروعا سياحيا وترفيهيا رائعا لإمارة الشارقة، ويجزم أن مثل هذه المشاريع الفريدة من نوعها قادرة على استقطاب جميع السياح، خاصة أن الشارقة من المدن السياحية الجميلة. أما الشاب إبراهيم أحمد عبد الخالق، مواطن من إمارة الشارقة فقال إنه حضر خصيصا لمشاهدة انطلاقة فعاليات مهرجان أضواء الشارقة في القصباء مع إخوته الثلاثة أحمد وعبد اللطيف ويوسف، وابن أخته عبد الرحمن، وهم يشهدون المهرجان للسنة الثانية، لكن عروض هذا العام جاءت مذهلة بحق، حيث شهدت تطويرا كبيرا على مستوى جمال الإضاءة وتقنية العرض والموسيقى الجميلة المصاحبة لها، لهذا قرروا مشاهدة مختلف العروض وزيارة كافة مواقع المهرجان في الأيام المقبلة. أحمد عمر سعيد مواطن سوداني مقيم بالشارقة أشار إلى أن القصباء المتنفس المفضل له ولعائلته لقضاء أمتع وأجمل الأوقات على مدار العام، وهو حضر اليوم دون تخطيط مسبق لحضور المهرجان، ولفت نظره هذه الحشود الكبيرة من الناس، لذلك يجدها فرصة أن يشهد مع عائلته فعاليات افتتاح مهرجان أضواء الشارقة التي كانت فاتنة ومميزة بكل معنى الكلمة. فن الرسم بالضوء يكتسب مهرجان أضواء الشارقة أهميته الفنية والإبداعية، انطلاقا من تجسيده لفن الرسم بالضوء، حيث تلتقي الأضواء والألوان الساحرة مع الموسيقى الفاتنة في تناغم فريد، يرسم لوحات من الإبداع الفني الأخاذ، لتنقل إمارة الشارقة عبر هذا الحدث المميز على خارطة الشرق الأوسط رسالة إلى العالم كله، حاملة إليه سحر المكان وروعة العمارة الإسلامية وعبق التراث الذي يميز إمارة الشارقة كعاصمة راقية من عواصم الثقافة العربية والإسلامية. عروض ومن المقرر أن تمتد فترة إقامة المهرجان المهرجان لمدة تسعة أيام، حتى السابع عشر من الشهر الجاري، حيث تتوزع العروض على اثني عشر معلماً من أبرز معالم الشارقة، وهي القصباء الواجهات الداخلية والواجهة الخارجية قرب المسجد، وواجهة المجاز المائية وواجهة واحة النخيل، ومسجد المجاز والميل الذهبي وميدان الثقافة، ومجمع دار القضاء، والمجلس الاستشاري وميدان الكويت، ومطار الشارقة الدولي، وحصن الشارقة والسوق المركزي، حيث تم استقطاب فنانين جدد هذا العام لعرض مهاراتهم على أبرز معالم الشارقة، كما ستقدم كافة العروض تقنيات جديدة، في حين ستُقدم عروضاً ثلاثية الأبعاد في بعض المواقع. ويساهم هذا المهرجان في تعزيز مكانة الشارقة على خارطة سياحة المهرجانات، حيث يُعد واحداً من أبرز المهرجانات التي تُنظم في الإمارة على مدار العام، وقد استقطبت الإمارة هذا الحدث العام الماضي لأول مرة في الشرق الأوسط مسجلة حضور عشرات آلاف الزوار من كافة مدن الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والمنطقة ومختلف سياح العالم، وهو الأمر الذي يؤكد نمو القطاع السياحي بالإمارة بشكل مستديم وملحوظ.