«عمومية» الاتحاد العربي تصوت اليوم على تأجيل الانتخابات لمدة عام

قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لكرة القدم في اجتماعها أمس برئاسة الأمير سلطان بن فهد وبحضور كل الأعضاء تقديم مقترح لتأجيل الانتخابات المقرر إجراؤها اليوم لمدة عام، وسيعرض هذا المقترح على الجمعية العمومية اليوم لإجراء التصويت عليه. وفي حالة الحصول على الأغلبية ولو بصوت واحد ستؤجل الانتخابـــات، وتبقـــي اللجنـة التنفيذيـــــة بنفـــس تشــــكيلتها الحاليــــة خـــلال هــذا العــام. ويتضمن المقترح أيضا تشكيل لجنة مشتركة من الجمعية العمومية واللجنة التنفيذية لتعديل النظام الأساسي للاتحاد ودراسة المقترحات المقدمة من الأعضاء والاتحادات، والتوصيات المرفوعة من اللجان المعاونة. ولم يستغرق اجتماع أمس الذي جري فيه الاتفاق على تلك البنود أكثر من ساعة بمقر الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الرياض. وترددت أحاديث أمس بقوة بأن الاجماع العربي على التأجيل اصطدم برغبة سعودية ليكون هذا التأجيل لمدة عامين، وبرغبة قطرية من محمد بن همام تحديدا بألا تتجاوز مدة التأجيل 6 أشهر، وبين الرغبتين استمرت المشاورات طوال ليلة أمس وتستمر صباح اليوم حتي موعد اجتماع الجمعية العمومية بقصر المؤتمرات في الواحدة ظهر اليوم. وكان أمس في الرياض يوما مثيرا بمعني الكلمة في قصر المؤتمرات ومبني الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ففي مقر اقامة الوفود بدأ اليوم مبكرا في العاشرة صباحا باجتماع سري لم يعلن عنه ولم يسمح بدخول الاعلاميين له، ولم يتحدث أي من أعضاء اللجنة التنفيذية عنه بعد خروجهم منه، واكتفوا بالقول فقط بأنه كان وديا تشاوريا. حضر الاجتماع أعضاء اللجنة التنفيذية مع عثمان السعد أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم، ومثل الامارات فيه غانم أحمد غانم عضو اللجنة التنفيذية والمرشح لعضوية الفترة المقبلة، وانفض هذا الاجتماع في الثانية عشرة بتوقيت الرياض، ليتوجه المجتمعون منه مباشرة إلي مبني الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة للقاء الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن فيصل بن فهد وهو نفس الوقت الذي بدأت تصل فيه الوفود. وأكدت مصادر رسمية من أعضاء اللجنة التنفيذية لـ»الاتحاد» أن «الغرض من تلك الاجتماعات الاتفاق على آلية لحشد الجهود من أجل تنقية الأجواء والحصول على أغلبية من الجمعية العمومية للاتحاد العربي لتأجيل الانتخابات»، ولكن تلك المصادر أكدت في نفس الوقت أن «مناقشات أمس الأول والرغبة في التأجيل خلالها بالاجتماع الرسمي للجنة التنفيذية كانت أكثر إيجابية عن مناقشات الأمس في الاجتماعات الودية والسرية، وأن احتمالات التأجيل أصبحت أقل مما كانت عليه أمس الأول». وبالعودة لأجواء الإثارة في قصر المؤتمرات حيث مقر إقامة الوفود، وصل محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومرشح الرئاسة لانتخابات الاتحاد العربي بشكل مفاجئ، وأبدي كل الأعضاء الموجودين في بهو القصر ترحيبا كبيرا به، وبدأت الاجتماعات الفردية والثنائية من أعضاء المكتب التنفيذي للتشاور معه حول ايجاد طريقة لحل يرضي كل الأطراف، حيث التقي به على حدة محمد روراوة عضو اللجنة التنفيذية رئيس الاتحاد الجزائري رئيس اتحاد شمال افريقيا، ثم التقي به سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري عضو اللجنة التنفيذية، ثم تواصلت اللقاء في الأوقات التي تخللت الاجتماعات التنسيقية، وبدا المشهد صعب على الجميع، فكل من يدخل في حوار مع بن همام يخرج مندهشا من صلابة الرجل وتمسكه بموقفه، وثقته الكبيرة بنفسه، وعلى الطرف الآخر وفي ردهة أخري من قصر المؤتمرات كان يتواجد عثمان السعد أمين عام الاتحاد العربي ليتلقي آخر الأخبار الصادرة عن لقاءات بن همام، ويجري اتصالاته التليفونية بالمعنيين. وفي سياق متصل قال حسين سعيد عضو اللجنة التنفيذية وممثل العراق: «الهدف من كل تلك المشاورات واللقاءات أمرين لا ثالث لهما هما إما تأجيل الانتخابات لمدة عامين أو لأي مدة يتم الاتفاق عليها، من أجل السعي لفض الاشتباك بين محمد بن همام والأمير سلطان فهد، أو علي الأقل إجراؤها في أجواء هادئة بعيدا عن الشحن والتوترات». من ناحيته أكد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم أن «كل الأطراف تسعي لازالة الحواجز النفسية بين الأمير سلطان وبن فهد ومحمد بن همام والتي رسختها التصريحات الاعلامية القوية على مدار الفترة السابقة، وفي حالة إزالة تلك الجواجز النفسية تكون كل الاحتمالات واردة بما فيها إجراء الانتخابات في أجواء هادئة». واضاف: «انا شخصيا مع التأجيل في الوقت الراهن، لأن الكرة العربية من صالحها أن يبقي الأمير سلطان بن فهد على رأس الاتحاد العربي، وأن يبقي محمد بن همام رئيسا للاتحاد الآسيوي وعضو اللجنة التنفيذية في الفيفا». وأكد أنه مع مجدي شمس الدين امين سر الاتحاد السوداني عضو اللجنة التنفيذية والدكتور معتصم جعفر نائب رئيس الاتحاد السوداني قدما اقتراحا في صيغة طلب مكتوب للأمير سلطان بن فهد بعد أخذ موافقات كل أعضاء اللجنة التنفيذية عليه، وفي حالة الحصول على أغلبية من الجمعية العمومية على هذا الطلب ولو بصوت واحد سيتم التأجيل، وكل مناقشات الأمس وصباح اليوم قبل الموعد المحدد للانتخابات تصب في مجملها في هذا الاتجاه من أجل الحصول على الأغلبية، وبالتالي فالموقف من الانتخابات سيظل غامضا للحظات الأخيرة».