1 أكتوبر 2007 03:00
لقي 12 من جنود الاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور مصرعهم وأصيب 25 آخرون في هجوم شنه مسلحون على قافلة عسكرية تابعة لقوات حفظ السلام·فيما اعتبر 33 جنديا في عداد المفقودين·وبينما تبادل الجيش السوداني وحركات التمرد الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم، اعلن مفوض السلام والأمن في الاتحاد الافريقي سعيد جينيت ان الاتحاد يدين بشدة ''الهجوم المتعمد'' الذي وقع في دارفور، وينظر في فرض عقوبات على المسؤولين·
وقال جينيت خلال مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان الاتحاد ''يدين بأشد العبارات هذا الهجوم الذي لم يأت ردا على اي استفزاز وعلى المجموعة المسؤولة عن هذا الهجوم ان تتحمل المسؤولية كاملة''· واوضح ان الهجوم وقع في مخيم تشرف عليه ''سرية من نيجيريا''· وأكد ان الاتحاد الافريقي ''سيستخلص كل العبر من هذا العمل على الصعيدين القانوني والسياسي واذا كان جريمة حرب، فعلى المسؤولين ان يمثلوا'' امام القضاء· وقد أكد متحدث باسم الاتحاد الأفريقي النبأ، واعترف بسقوط القتلى والجرحى في الهجوم الذي وصف بأنه الأعنف منذ نشر قوات الاتحاد البالغ عددها سبعة آلاف جندي في دارفور قبل ثلاث سنوات·
يأتي ذلك بينما تتواصل الاتصالات التي تقوم بها الأمم المتحدة للترتيب لمؤتمر طرابلس بشأن دارفور والمقرر في أكتوبرالمقبل· كما ينتظر أن يتم بحث ترتيبات نشر قوات مشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور تطبيقا لقرار من مجلس الأمن·
ودان رئيس البعثة الافريقية في السودان رودولف ادادا بشدة في بيان الهجوم الذي وقع امس الاول في منطقة حسكنيتة في جنوب دارفور وقامت به عناصر مسلحة لم يتم تحديد هويتها بعد· وقال رئيس بعثة الافريقية انه ''مصدوم'' بهذا الهجوم متهما مرتكبيه بأنهم ''ليست لديهم اي رغبة في السلام او اي اهتمام بمعاناة شعب دارفور الذي يدعون تمثيله''· وأكد البيان مقتل الجنود مشيرا الى ان 50 جنديا في عداد المفقودين· وحسب بيان ادادا، نفذ الهجوم رجال مدججون بالسلاح وصلوا على متن 30 سيارة ونجحوا في اقتحام قاعدة القوة الافريقية· ووفقا لشهود العيان فإن نحو ألفي مقاتل من المتمردين هاجموا المعسكر ونهبوا كل الاسلحة والذخيرة التي كان بمقدورهم الحصول عليها وأشعلوا النيران في باقي العربات·
وأجرى أدادا سلسلة اتصالات مع المسؤولين السودانيين بعد وقوع الهجوم ووصل قائد القوة الافريقية الجنرال النيجيري مارتن اجاوي امس الى حسكنيتة لمتابعة التحقيق والاشراف على عملية نقل الجرحى· وقال اجاوي في بيان ان ''المجموعات المتمردة المتورطة في اعمال العنف هذه وترتكب هذه المجازر تنسف مصداقيتها في المفاوضات''· واضاف انه ''من المؤسف ان تقع هذه الاعمال قبل بضعة اسابيع من محادثات السلام في طرابلس''·
لكن عبد العزيز النور عاشر قائد حركة العدل والمساواة في المنطقة قال لرويترز إنهم نقلوا قواتهم خارج هسكنيتة قبل اربعة ايام لعمليات اخرى وألقى باللائمة على الحكومة· وأضاف ''هناك اعتداء من القوات المسلحة السودانية من ثلاثة اتجاهات على هسكنيتة والهجوم نفذه الجيش السوداني··· ليس لنا قوات هناك''·
وجرى الهجوم قبل وصول رئيس الأساقفة الجنوب أفريقي ديزموند توتو إلى السودان· وسيقوم توتو وبصحبته فريق من الشخصيات بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وجارسا ميشيل وهي زوجة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا بتقديم مقترحات لإحلال السلام والمبعوث الدولي السابق الأخضر الابراهيمي·
وفي القاهرة، دان وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط الهجوم على قوة الاتحاد الافريقي· واعتبر ان هذا الهجوم يؤكد الحاجة الى اسراع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بإرسال القوة المختلطة الى اقليم دارفور بأسرع وقت ممكن· وأضاف أن مصر طرحت أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على كافة المستويات رغبتها في المشاركة في هذه القوة ولكنها تطالب أيضا بأن تكون المشاركة المصرية في إطار قوة مصرية متكاملة·
كما دانت فرنسا الهجوم مجددة ''دعمها'' للاتحاد الافريقي، في بيان صادر عن وزير الخارجية برنار كوشنير· وقال كوشنير ان ''فرنسا تدين بأشد الحزم الهجوم الذي استهدف معسكر البعثة الافريقية وسقط ضحيته جنود من الاتحاد الافريقي''· وتابع البيان ان ''فرنسا تؤكد مجددا ثقتها ودعمها للاتحاد الافريقي في المهمة الصعبة التي يضطلع بها اليوم في دارفور باسم المجموعة الدولية''· ودعا ''اطراف النزاع الى ضبط النفس في انتظار بدء مفاوضات في طرابلس·
المصدر: عواصم
عدد اليوم
