الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوروبا تبحث عدة خيارات لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي

أوروبا تبحث عدة خيارات لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي
11 فبراير 2012
يعكف اتحاد الشركات المشاركة في مشروع “نابوكو”، أحد أكبر المشروعات طموحاً في أوروبا، على دراسة طرق تقليص المشروع بعد أن اتخذت تركيا وأذربيجان مؤخراً بعض الإجراءات التي شككت في جدوى المشروع العملية. تأتي إعادة تقييم المشروع في وقت يستعد اتحاد شركات تقوده “بي بي” لاختيار مسار آخر لضخ غاز من أذربيجان إلى الأسواق الأوروبية، فيما يعتبر خط نابوكو أحد الخطوط المرشحة لذلك. كان قد تم الترويج لخط أنابيب نابوكو (الذي سمي على اسم أوبرا فيردجي) منذ 10 سنوات كوسيلة لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على استيراد الطاقة من روسيا وذلك من خلال تصدير الغاز من حوض بحر قزوين إلى قلب أوروبا عبر مسار جنوبي جديد. غير أن سعر تكلفته البالغ 8 مليارات يورو يعتبر عالياً وحتى الآن لم يقرر مستثمروه بما يشمل شركة “او ام في” النمساوية وشركة خدمات المنافع العامة الألمانية “آر دبليو إي” إبرام أية عقود إمداد، بل إن بعض المنتقدين يعتقدون أن ما لدى الشركاء من غاز لن يكفي أبداً لملء خط الأنابيب. وقال إليو روجري. رئيس تنفيذي مشروع خط أنابيب آخر منافس يربط بين تركيا واليونان وإيطاليا يسمى مشروع “آي تي جي آي”،: “ليس من المعقول أن تبنى خطة مشروع مرتكزة على مجرد أمنيات”. وأضاف: “يتطلع المقرضون إلى أن يشهدوا عقود توريد غاز من أذربيجان والعراق وتركيا”. يعتمد مشروع “نابوكو” على حقل غاز ضخم في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين يسمى حقل شاه دنيز، وينفق حالياً اتحاد من شركات منتجة للنفط يشمل “بي بي” و”ستاتويل” و”توتال” وشركة “سوكار” للطاقة المملوكة لدولة أذربيجان ما قد يصل إلى 22 مليار دولار في تطوير المرحلة الثانية من الحقل التي ينتظر أن تنتج 16 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً اعتباراً من 2017. ومن المخطط تصدير نحو 6 مليارات متر مكعب غاز سنوياً من ذلك الحجم إلى تركيا وتصدير الباقي إلى أوروبا، وسيكون لخط أنابيب نابوكو سعة زائدة ابتدائية تبلغ 31 مليار متر مكعب. وخلال العام الماضي، طرح شركاء حقل شاه دنيز عطاء لانتقاء خيار نقل غاز الحقل إلى أوروبا، وبناء على ذلك تقدمت ثلاثة مشاريع خطوط أنابيب بعروضها النهائية وهي خط نابوكو والخط الواصل بين تركيا واليونان وإيطاليا “آي تي جي آي” وخط يمر عبر البحر الأدرياتيكي يسمى خط أنابيب “تاب”، وكان يفترض لشركة “بي بي” وشركائها أن تختار الفائز بالعطاء بحلول نهاية 2011، ولكن القرار تأجل إلى الربع الأول من هذا العام. غير أن نتيجة العرض خلال الأشهر القليلة الماضية أضحت أكثر تذبذباً، ذلك أنه في أواخر العام الماضي أدخلت تركيا وأذربيجان متغيراً جديداً في المعادلة حين قاما بإطلاق مشروع خط أنابيب غاز عبر الأناضول يسمى خط تاناب المنتظر أن يمتد من حدود تركيا الشرقية مع أذربيجان إلى حدودها الغربية مع بلغاريا ليكون فعلياً نسخة من قطاع نابوكو التركي. وسيكون في وسع خط أنابيب “تاناب”،الذي تدعمه الولايات المتحدة، نقل إمدادات من المرحلة الثانية من حقل شاه دنيز وسيمكن توسعه لاستيعاب المزيد من إنتاج أذربيجان مستقبلاً. كما قامت بي بي بطرح حلها المتمثل في خط أنابيب جنوب شرقي أوروبا المخطط أن يبدأ في غربي تركيا ويعبر بلغاريا ورومانيا ليصل إلى حدود المجر الشرقية. هذا في الوقت الذي يصر مساهمو نابوكو على أنهم لايزالون متمسكين بالمشروع رغم المخاطرة، وقال ستيفان جوديش رئيس تنفيذي شركة آر دبليو إي للتوريد والتجارة ذراع خطوط أنابيب مؤسسة المنافع العامة الألمانية: “نعتقد أن خط أنابيب نابوكو عملي، والذي يثبت ذلك أننا ببساطة لم نتخذ قراراً لصالح أي خط أنابيب آخر”، وأضاف: “أن نابوكو يعتبر الأساس الأفضل لحل وسط يحقق جميع المصالح في إطار واحد”. وأكد جوديش أنه ليس لدى شركة “آر دبليو إي” أي نية للانسحاب من مشروع نابوكو ولكنه أقر بأن التصريح بمشروع تاناب خلق “وضعاً جديداً”. وقال مصدر وثيق الصلة باتحاد شركات “نابوكو” أنه في مقدور الشركاء طرح نسخة مخفضة من خط الأنابيب تسمى مؤقتاً “نابوكو غرب” يمكن أن تشكل امتداداً لخط أنابيب تاناب وينتظر أن تتكلف أقل من المشروع الكامل بنسبة 60 في المئة. ولعل هذا الحل يناسب “آر دبليو اي” المثقلة بتكلفة خروج ألمانيا من الطاقة النووية والتي تعكف على بيع بعض أصولها من أجل خفض ديونها والحفاظ على تصنيفها الائتماني. وقال جوديش إن شركة “آر دبليو اي” تقدر الفرصة التي خلفها مشروع تاناب والتي ستعمل على خفض حصة الشركة في الاستثمار في نابوكو. غير أن العديد من المحللين يرى أنه من الممكن أن ينسحب شركاء شاه دنيز كليةً من مشروع نابوكو وأن يختاروا بدلاً منه خليطاً من “تاباب” و”اي تي جي اي” و”تاب أو” خط أنابيب “بي بي” جنوب شرقي أوروبا. وقال القائمون على مشروع “تاب”، الذي تدعمه كل من “ستاتويل” النرويجية و”ايون روهرجاز” الألمانية و”إي جي إل” السويسرية، إن ميزته تكمن في إمكانية زيادة سعته لاستيعاب مزيد من الغاز من مصادر أخرى كيفما ووقتما يصبح ذلك متاحاً. وقال مايكل هوفمان، رئيس الشؤون الخارجية في مشروع “تاب”،: “سيتيح خط أنابيب تاب لأذربيجان أن تنقل كل غاز المرحلة الثانية من حقل شاه دنيز إلى السوق، ولكن يمكن أيضاً أن يطور ليتيح أحجاماً أخرى من أذربيجان أو العراق وتركمنستان مستقبلاً، وفي وسع هذا المشروع أن يفي بذلك على نحو أكثر كفاءة اقتصادية من مشروع نابوكو”. أما القائمون على مشروع خط أنابيب اي تي جي آي الذي تدعمه كل من شركة أديسون الإيطالية وشركة ديسفا للغاز اليونانية فإنهم يعتقدون أن صغر حجم هذا المشروع يعد حافزاً لمن يريد الاستثمار فيه، إلى ذلك قال روجري: “فيما بين الآن وعام 2020 لا تحتاج أوروبا هذا القدر الإضافي من الغاز، ولذلك فإن مشروعاً متوسط الحجم يخدم جنوبي أوروبا والبلقان يعد صفقة رابحة”. وأيد الاتحاد الأوروبي مشروع نابوكو منذ البداية لأنه كان يقترح مساراً مثالياً لنقل أحجام هائلة من الغاز من أذربيجان ومنطقة بحر قزوين عموماً والشرق الأوسط بما يشمل تركمانستان والعراق. فإذا قرر اتحاد شركات حقل شاه دنيز اختيار خط أنابيب أصغر، فإن من شأن ذلك القضاء على الخيار الأكثر طموحاً. وأكد جونثر اوتينجر، مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي، على أنه أياً كان خط الأنابيب الذي يتم اختياره، فإنه يجب أن تكون هناك آليات لنقل الغاز من تركمانستان إلى أوروبا. ويؤكد مشروعان منافسان لـ”نابوكو” هما مشروع خط الأنابيب الواصل بين تركيا واليونان وإيطاليا “آي تي جي آي” ومشروع خط الأنابيب عبر البحر الادرياتيكي “تاب” أن في مقدورهما التوسع لاستيعاب أحجام إضافية من الغاز من تركمانستان ومناطق أخري. غير أن بعض المحللين يقول إن خط أنابيب نابوكو فقط هو الكفيل بنقل الكميات الهائلة من غاز بحر قزوين والشرق الأوسط. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©