الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العشيق أنقذ الزوج القاتل

العشيق أنقذ الزوج القاتل
10 فبراير 2011 19:29
طالبت النيابة العامة بتطبيق أقصى عقوبة على الزوج لاتهامه بقتل زوجته بعد اعترافه تفصيلياً وقال إنه ذبحها لأنها خائنة، وحسب مواد الاتهام ووصف الجريمة فإن العقوبة هي السجن المؤبد مدة خمسة وعشرين عاماً. البداية عندما كان «صبحي» في عمله في نهاية اليوم وكان يستعد للعودة الى منزله لتناول الغداء مع زوجته وأبنائه كما اعتاد على مدى الأعوام الماضية، فقد تزوج منذ أكثر من سبع عشرة سنة وأنجب ثلاثة أطفال صغار أكبرهم في الثامنة من عمره لأنه تأخر في الإنجاب وعاش فترة حرمان طويلة من الأطفال هو وزوجته. لذا ارتبط «صبحي» بقوة بزوجته وأبنائه ويحاول أن يلبي كل مطالبهم مهما كلفه الأمر ولا يتوانى في تحقيق ما يريدون ولو استطاع أن يضعهم في قلبه أو في عينيه لفعل وما تردد لحظة. فوجئ بأن زوجته تتصل به على هاتفه المحمول تطلب منه أن يتأخر بعض الوقت لأنها مشغولة في تنظيف البيت وإعادة ترتيبه ولم تعد الطعام بعد، وعندما تأخرت في الاتصال به لتسمح له بالعودة اتصل بها فاذا بها تطلب منه أشياء ليسوا في حاجة عاجلة لها، ومع ذلك استجاب لها، غير أن المفاجآت لم تتوقف وعندما اقترب من الوصول الى البيت فوجئ ايضا بها تتصل به مرة أخرى وتطلب المزيد من أغراض المنزل التي يوجد منها الكثير ولم يستطع إقناعها بأن الجوع بلغ منه مبلغه بجانب التعب بعد عناء عمل يوم طويل فقدت اصرت على موقفها. لهجة زوجته غير المعتادة، فيها شيء جديد يدعو للشك وجعله غير مستريح لما يجري ولجأ للرفض أو التجاهل لأول مرة منذ أن ارتبط بها وعلى وجه الخصوص منذ أن رزقا بأول مولود وسارع الخطى، كما أن شيئا آخر لم يخطر بباله الى الآن وهو إن زوجته اتصلت من هاتف غريب لا يخصها، وحتى لا يحمل الأمور أكثر مما تحتمل قرر أن يعود ويرى بعينيه ويعرف الحقيقة وإن كان أحيانا لا يستطيع أن يقاوم الهواجس التي تتزاحم على رأسه. واصل المسير وهو لا يدري كيف وصل لدرجة انه صعد الى الطابق الذي يعلو بيته وعاد مرة أخرى وطرق الباب، وايضا على غير العادة تأخرت زوجته في فتح الباب وحتى لو كانت مشغولة كما أخبرته فلماذا لم يقم أحد أبنائه بفتحه؟ وأخيراً خرجت إليه وهي مرتبكة وبملابس النوم، في الداخل الوضع كله غير عادي ولا يبدو شيء مما أخبرته به بأنها كانت تنظف البيت فهذا لم يحدث كما أنها ليست مريضة وفي كامل زينتها، يبدو أن شكوكه في محلها لكن لا يجد دليلا يؤكدها. ضجيج وهرج ومرج خارج المنزل وصياح وتجمع من الجيران وتوجه أولا لاستيضاح الأمر فوجدهم يمسكون بشخص لا يعرفه وعندما أطل اليهم برأسه أخبروه على الفور بأن هذا الرجل الغريب خرج من بيته، وهنا لم يكن الأمر بحاجة إلى دليل على أن زوجته كانت في حالة تلبس بالخيانة، ومن دون تفكير أو روية انطلق يبحث عن أي شيء ليقتلها فصادفه المقص الكبير، وأمسك به وبكل قوة انهال عليها بالطعنات في جميع أنحاء جسدها لا يختار مكانا ولا عضوا دون الآخر، سالت دماؤها وتناثرت ولطخت كل الأثاث والأرض، وسقطت جثة هامدة. لكن الرجل في ظل هذا الهول نسي أهم شيء في حياته وعاش من أجله كل عمره، وهم أولاده ولم يلتفت اليهم حتى سمع صرخاتهم وبكاءههم، وهنا كانت المفاجأة الكبرى أن باب الغرفة مغلق عليهم وعندما فتحه بالمفتاح الذي كان به، وجدهم في حالة اعياء شديد من البكاء وأخبروه بأن أمهم أغلفت الباب عليهم بحجة أنها ستقوم بتنظيف المنزل، وازداد فزعهم عندما وقعت عيونهم على مشهد الدم وأمهم غارقة فيه، وحتى الآن لا يدركون ما حدث ولا سببه. ألقي القبض على الزوج الذي راح يعترف أمام النيابة في التحقيقات، ووصف ما حدث معه طوال اليوم وما أدى في النهاية لتحوله إلى مجرم رغم انفه في لحظة وكيف ضيعت مستقبله وتسببت في تشتيت أسرته وتشريد الصغار. وقال إنه يكبر زوجته بحوالي ثلاث سنوات فهو في الأربعين وهي في السابعة والثلاثين، وحين ارتبط بها لم يكن يعرفها ولا تعرفه وانما تم ترشيحها له من بعض اقاربه، واستطاعت أن تخدعه وتطعنه في شرفه كل هذه السنين وما كان يمكنه التريث ولا بديل أمامه ولو عادت الى الحياة ما تردد وما اتخذ قرارا غير قتلها. وفجر الصغار مفاجأة لم تكن في الحسبان بان رجلا غريبا كان يزورهم في منزلهم بين الحين والآخر لا يعرفون صلتهم به وأن أمهم كانت تقوم بحبسهم في غرفتهم كلما زارهم بحجة أن هذا من الأدب، ولا يعرفون ما يدري. أحيل «صبحي» إلى المحاكمة أمام محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد، وكان من الطبيعي ان يتم استدعاء هذا الرجل الغامض الذي كان سبباً رئيسياً في هذه الجريمة الكبرى التي تحتوي في نفس الوقت على عدة جرائم متداخلة، واذا به يضيف مزيداً من المفاجآت ويقرر أنه كان على علاقة بالزوجة منذ سنوات ويتردد عليها في بيتها أثناء غياب زوجها وفي يوم الحادث اتصل بها في وقت متزامن مع عودة زوجها فدبر معها مسألة اختلاق طلب المزيد من الاحتياجات لتعطيله وتأخيره عن العودة إلى المنزل وأنها اتصلت بزوجها من هاتفه، في الوقت الذي حبست فيه أولادها، لكن فوجئا بالزوج يعود على غير المتوقع فقفز العشيق من النافذة بالطابق الثاني إلا أن الجيران امسكوا به وسلموه للشرطة. المحكمة بدأت نظر القضية واستمعت مرة أخرى لأقوال الزوج القاتل والعاشق الذي دمر الأسرة، وأعاد كل منهما أقواله واستمعت ايضا لأقوال الأطفال والجيران كشهود، وبعدها استمعت لمرافعة النيابة العامة التي طالبت بتوقيع أقصى عقوبة حسب القانون ومواد الاتهام، ثم استمعت لمرافعة دفاع المتهم الذي فند الاتهامات، وقال إن الزوج لم يكن يعلم بخيانة زوجته وانما فوجئ بها ولم يكن هناك سبق إصرار ولا ترصد، وانما الجريمة وقتية في لحظة مباغته فلا يمكن لرجل أن يكتشف خيانة زوجته ويبقى لديه حتى بعض العقل ليفكر، وها هو العاشق يقدم الدليل على ذلك. المحكمة رأت أن تأخذ برأي المحامي وتستند للأدلة القولية والفنية ومنها أن الزوج لم يعد أداة الجريمة من قبل ولم يكن يعتزم ارتكابها من الأصل، بل كان يحب زوجته وأبناءه ولم يكن هناك ثمة خلافات تذكر لذلك قضت بالنزول بالعقوبة من حدها الأقصى إلى الحد الأدنى وحكمت بحبسه ثلاث سنوات فقط.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©