الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفساد بين الناس

الإفساد بين الناس
1 أكتوبر 2007 22:34

من السلوكيات التي يرفضها الاسلام ويحذر منها أشد التحذير الوقيعة وإفساد العلاقات بين الناس، مثل الإفساد بين الاصدقاء أو الإخوة المتحابين في الله أو بين الرجل وزوجته وهو سلوك مخالف للمنهج السوي الذي يجب أن يسير عليه المسلم· ويقول الدكتور عبدالفتاح عاشور -أستاذ التفسير بجامعة الأزهر: المفسدون من شرار الناس، وقد قال الله تعالى في سورة المائدة (والله لا يحب المفسدين)، والاصلاح بين المتخاصمين من صفات المؤمنين الصادقين كما جاء في سورة الأنفال (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)· والشأن في المسلم أن يكون وسيلة للإصلاح بين الناس وفض الخصومات وله على ذلك أجر كبير· وعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب: ''ألا أدلك على تجارة؟'' قال: بلى· قال: ''صل بين الناس اذا تفاسدوا وقرب بينهم اذا تباعدوا''، وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟'' قالوا: بلى· قال: ''إصلاح ذات البين، فإن فساد البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين''· الإصلاح ويضيف الدكتور عبدالفتاح أن الاسلام يخاطب المسلمين باسم الأخوة التي تجمعهم أن يصلحوا بين المتخاصمين والمتقاتلين بالعدل والحق ويقول الله تعالى في سورة الحجرات: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين· إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)· وأكد أن الإفساد بين الناس يتناقض مع المبادئ الاسلامية التي تهدف الى بناء مجتمع متماسك متعاون على فعل الخير ودفع الشر، ولذلك كان المفرقون بين الناس والأحباب والأصحاب من شرار الناس· والإصلاح بين الناس مبعث الأمن والاستقرار ومنبع الألفة والمحبة ومصدر الهدوء والطمأنينة وسلامة البيوت من الخراب، وهو المبقي على كيان الأسر والأموال، وبه تحقن الدماء وتحفظ الأرواح وتصان الكرامات· ومن عناية الاسلام ببناء الأسرة المسلمة على المودة والمحبة انه حرم إفساد المرأة على زوجها والإيقاع بينهما، واعتبر الذي يفعل ذلك خارجاً على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: ''ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده''· ولذلك شرع الاسلام اللجوء الى حكمين صالحين من أسرتي الرجل والمرأة لإنهاء ما بينهما من شقاق فإذا كانت نية الحكمين صالحة وكان قصدهما خالصا وفقهما الله تعالى لنجاح مهمتهما كما جاء في قوله تعالى في سورة النساء (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما)· توحيد الكلمة ومن حرص الاسلام على توحيد كلمة المسلمين وجمع صفوفهم ونقاء نفوسهم أنه أجاز الكذب في حالات الإصلاح بين المتخاصمين مع أن الكذب حرام وممقوت، إلا أن فساد ذات البين أبغض من الكذب· وعن أم كلثوم -رضي الله عنها- قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في حالات الرجل يقول القول يريد به الاصلاح والرجل يقول القول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها· ومعنى أن يحدث الرجل امرأته والمرأة تحدث زوجها أن على الرجل أن يظهر لزوجته انه يحبها وهي كذلك تقول لزوجها مثل ذلك حتى ولو لم يكن بينهما حب، فليس ذلك من النفاق أو الكذب ولكن من أجل إبقاء المودة والمحبة بينهما·

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©