استقبال فاتر.. وتجاوب محدود

بالرغم من أن التجربة مازالت تتلمس خطواتها الأولى، ومن الصعب إصدار أحكام قاطعة إلا إن قرار السماح بمشاركة أبناء الوافدين في مسابقات المرحل السنية على ما يبدو لا يحظى بحماس الأندية على أرض الواقع حتى الآن· هذه الحقيقة خرجنا بها من خلال الاستطلاع الذي أجراه '' الاتحاد الرياضي '' بعد متابعة انطلاقة مسابقات المراحل السنية والتي كانت أبرز ملامحها عزوف عدد كبير من الأندية عن الاستفادة من حق تسجيل خمسة لاعبين والاكتفاء بتسجيل لاعب واحد· علاوة على استغراب معظم الأندية عن الأسباب التي تدفع الاتحاد حتى الآن بعدم تطبيق قرار السماح بمشاركة أبناء المواطنات وهو الأمر الذي يراه الكثير من الأندية كان أولى بالتطبيق من منطلق أن ابن المواطنة في المستقبل يمكن أن يصل إلى الفريق الأول والمنتخب وهو الأمر الذي لا يتوفر لأبناء الوافدين· والمعنى الذي نستشفه من مختلف الآراء ، أن وجود أبناء الوافدين قد يزيد نسبيا من قوة المنافسة والاحتكاك لكن فوائده على المدى الطويل غير مضمونة لأن الأندية لن تستفيد من هذه الفئة عندما تكبر· أصل القصة تعود إلى القرار الذي أصدره اتحاد كرة القدم في نهاية الموسم الماضي بمشاركة اللاعبين الوافدين من سن 13 إلى 18 سنة في مسابقات المراحل السنية للموسم الرياضي 2007/2008 واستجابت بعض الأندية لقرار الاتحاد بتسجيل عدد من اللاعبين الوافدين ضمن كشوفاتها في هذا الموسم، وعزفت أندية أخرى عن الاستعانة بهم· ورغم صعوبة الحكم على التجربة بحكم أنها لا تزال في بدايتها إلا أننا ارتأينا في '' الاتحاد الرياضي '' ان نأخذ آراء الميدان الرياضي المتمثل في عدد من الإداريين والفنيين إضافة الى رأي اللجنة الفنية باتحاد كرة القدم باعتبارها صاحبة الفكرة· وعلى أرض الواقع اكتشفنا من خلال متابعتنا للاندية ولقوائم اللاعبين المسجلين بأن عملية تسجيل اللاعبين الوافدين متواضعة حتى الآن حيث لم يتم تسجيل سوى 33 لاعباً فقط، وهو رقم صغير جداً، هذا اذا ما علمنا بأنه يحق لكل ناد مشارك في كل مرحلة من المسابقات السنية تسجيل 5 لاعبين، وبحسبة بسيطة نجد بأنه يتعين تسجيل 565 لاعبا في مسابقات المراحل السنية، وهذا يعني أن تسجيل اللاعبين الوافدين لا يزيد عن نسبة 5% وهي نسبة ضعيفة جداً بكل المقاييس· نص قرار المشاركة رفعت لجنة المسابقات في جلستها المنعقدة بتاريخ 28/2/2007 توصيتها لمجلس ادارة الاتحاد بالموافقة على مشاركة الوافدين في مسابقات المراحل السنية للموسم الرياضي 2007/،2008 واعتمد مجلس الادارة هذه التوصية، وقد جاءت شروط مشاركة الوافدين في مسابقات المراحل السنية حسب التعميم السنوي الصادر من لجنة المسابقات على النحو التالي: وجود اقامة سارية المفعول· ألا يكون مسجلا في أي ناد خارج الدولة· موافقة ولي الأمر وتوقيعه على استمارة التسجيل· السماح لكل ناد بتسجيل 5 لاعبين وافدين في كل مرحلة· مشاركة لاعبين اثنين فقط في الملعب· لا يؤثر عدد اللاعبين الوافدين المسجلين على العدد المسموح به للاعبين المواطنين لكل ناد· موسى عباس: أنصف أبناء الوافدين وتجاهل حملة الجوازات الدكتور موسى عباس مدير اللجنة الوطنية وصاحب تجربة طويلة في المرحلة السنية يؤكد على ايجابية القرار بالنسبة لمسابقات المراحل السنية ويعتبره إثراء للفرق المتنافسة والمسابقة بشكل عام· لكنه في نفس الوقت يعتبر أن قرار مشاركة الوافدين جاء على حساب أبناء المواطنات وحاملي جوازات سفر الدولة، حيث تزخر أندية الدولة بالعديد من اللاعبين الموهوبين الذين ينتمون للفئتين ويرى، موسى عباس بأن مشاركة ابناء المواطنات وحاملي جوازات سفر الدولة له فائدة اكثر من مشاركة الوافدين على اعتبار انهم يستطيعون تمثيل الدولة في المحافل الخارجية دون الحاجة الى الحصول على جنسية الدولة· كما أن مشاركتهم لها ابعاد اجتماعية نظرا لتساؤل العديد منهم عن السبب في عدم قدرتهم على اللعب في الدولة التي ولدوا وعاشوا فيها حيث لا يعرفون وطنا غير الإمارات· ويقترح موسى عباس أن يتم السماح لهم بالمشاركة الى جانب الوافدين، ولا مانع من تقنين القرار بحيث يتم تقليص عدد الوافدين من خمسة لاعبين الى اثنين وإضافة ثلاثة لاعبين يمثلون فئتي ابناء المواطنات وحاملي جوازات السفر بحيث لا يتعدى العدد المسموح به لكل فريق سواء كان 5 لاعبين او اكثر، والفائدة في النهاية ستعم الاندية والمنتخبات الوطنـــية· عبيد مبارك: لا تتعجلوا بالأحكام والقرار يهدف إلى توسيع القاعدة يرى عبيد مبارك سكرتير لجنة المنتخبات واللجنة الفنية أن قرار مشاركة الوافدين في مسابقات المراحل السنية لا يمكن الحكم عليه لحداثته خصوصا أن التجربة حديثة جداً، والتقويم لابد ان يأتي بعد نهاية الموسم· وبرر عبيد القرار بأن اللجنة الفنية ترى بتوسيع قاعدة التنافس على مستوى المراحل السنية وذلك من منطلق وجود لاعبين وافدين بمستويات عالية، وهذا الأمر يحتم على اللاعب المواطن الذي لم يجد منافسة على مركزه الذي يلعب فيه أن يسعى الى تطوير مستواه كي يحافظ على وجوده في هذه التشكيلة الأساسية· وكلما زادت قاعدة التنافس في الأندية ارتفعت مستويات اللاعبين المواطنين، وبالتالي المستفيد الأول من ذلك المنتخبات الوطنية، ويأمل عبيد مبارك بأن تكون التجربة ناجحة وتحقق الهدف المنشود خصوصا فيما يتعلق بمنتخبات المراحل السنية· إحباط لدى أبناء المواطنات وحاملي جوازات السفر أدى قرار مشاركة اللاعب الوافد وعدم مشاركة أبناء المواطنات وحاملي جوازات سفر الدولة إلى حالة من الإحباط الشديد حيث انقطع العديد منهم عن الأندية وذلك بعد شعورهم على عدم قدرتهم المشاركة مع الأندية التي قضوا سنوات طويلة معهم، واستغربوا من قرار مشاركة الوافد بالرغم من عدم قدرة الوافد على اللعب للمنتخبات الوطنية في الدولة، وخير مثال على ذلك اللاعب عادل علي الذي حصل في العام الماضي على لقب احسن لاعب في بطولة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد للمدارس· ويتساءل عادل الذي يبلغ التاسعة عشرة من العمر متى يمكنه المشاركة في البطولات الرسمية علما بأنه يحمل جواز سفر الدولة ويتدرب مع نادي النصر منذ 10 اعوام لكنه انقطع عن التدريبات في هذا الموسم، ويشاركه نفس الشعور شقيقه حسن الذي يبلغ من العمر 14 عاما وشارك في الموسم الماضي في بطولة نادي العين تحت 13 سنة لكنه لا يمكنه المشاركة في هذا الموسم بسبب لوائح الاتحاد· حالة عادل وشقيقه ليست مثالا وحيدا بل هناك العديد من الحالات في عدد من الاندية تنتظر قرار المشاركة، والقرار الاول والأخير بيد ادارة الاتحاد· وعلم '' الاتحاد الرياضي '' بأن بعض الأندية كانت قد شرعت في توقيع عقود مع اللاعبين الموهوبين تحسبا لقرار مشاركتهم إلا أن هذه الأندية تفاجأت بالقرار الذي لم يسمح لهم بالمشاركة ومن هذه الأندية النصر والشباب· إداري دبا الفجيرة: القرار لم يتم الرجوع فيه للأندية واستغرب وليد الضنحاني اداري فريق 18 سنة في دبا الفجيرة عدم الأخذ برأي الأندية في هذا القرار حيث لم يقم اتحاد الكرة بتوضيح اهداف هذا القرار للاندية المنطوية تحت لوائه، كما يرى بأن قرار مشاركة الوافدين فيه ظلم للاعبين المواطنين حيث إن مشاركتهم ستكون على حساب لاعبين مواطنين ربما يتطور مستواهم بعد فترة، كما اضاف بأن وجود الوافدين سيثقل كاهل الاندية الضعيفة ماديا حيث يحتاج هؤلاء اللاعبون إلى صرف مادي أسوة باللاعبين المواطنين· واستبعد وليد الاستعانة بأي لاعب وافد في الفترة الحالية الا اذا كان هذا اللاعب موهوبا بمعنى الكلمة ولا يمكن التفريط به· كما تطرق الضنحاني الى أهمية مشاركة أبناء المواطنات في مسابقات المراحل السنية خصوصا وان العديد منهم يتدربون منذ سنوات طويلة في العديد من الأندية ويستحقون المشاركة مع زملائهم ويمكن الاستفادة منهم في حال بروز عدد منهم في مختلف المسابقات· المشرف الإداري لقطاع الناشئين في الشباب: مستقبل غير مضمون يعتقد نبيل فكري المشرف الإداري لقطاع الناشئين في نادي الشباب بأن هذا القرار فيه الكثير من الضبابية للمستقبل المنظور، وذلك لأن القرار لم يحدد عدد السنوات التي سيؤخذ بها في تطبيق مشاركة الوافدين، وما هو مصير اللاعب الوافد الذي سيشارك ويتدرج في اللعب من مرحلة 13 سنة الى 18 سنة· هل سيتم تجنسيه في حالة بروزه أم ماذا؟· وطرح نبيل فكري مسألة عدم مشاركة أبناء المواطنات وحاملي جوازات سفر الدولة وذلك من منطلق قدرتهم على اللعب للمنتخبات الوطنية السنية بجواز السفر فقط، هذا إذا ما اخذنا بعين الاعتبار وجود اعداد كبيرة من هذه الفئة تتمتع بموهبة تؤهلها للعب مع المنتخبات الوطنية، وطالب فكري اتحاد الكرة النظر بعين الاعتبار الى هذه الفئة التي ستضيف الكثير إلى الأندية والمنتخبات في حالة مشاركتها في المسابقات المحلية· الظهور الأول مخيب للآمال في الأسبوع الماضي انطلقت مسابقات المراحل السنية من خلال إقامة 13 مباراة على مستوى دوري الشباب و5 مباريات على مستوى دوري الناشئين، ولم يشارك في 18 مباراة أقيمت سوى لاعبين اثنين فقط، حيث شارك احدهما مع فريق الشباب ضد الوصل في دوري الشباب، والآخر مع النصر ضد الوصل في دوري الناشئين، وان اللاعبين الاثنين لم يشاركا في المباراة كلاعبين أساسيين· الجزيرة الحمراء في الطليعة بـ 7 لاعبين من مفارقات تسجيل اللاعبين الوافدين حتى الآن محدودية تسجيلهم من قبل الاندية الكبيرة في الوقت الذي يعتبر نادي الجزيرة الحمراء النادي الأكثر تسجيلا للاعبين الوافدين حيث قام بتسجيل 7 لاعبين في المراحل السنية المختلفة، ثم نادي الاتحاد الذي قام بتسجيل 5 لاعبين، ويأتي بعدهما نادي الشباب الذي قام بتسجيل 4 لاعبين، ثم الذيد 3 لاعبين، ثم عجمان والجزيرة لاعبين اثنين، وقامت فرق النصر والعين والوحدة والحمرية ورأس الخيمة وحتا بتسجيل لاعب واحد فقط حتى الآن· مهند يتساءل: وُلِدت في الإمارات ·· لماذا لا ألعب فيها ؟ مهند فايز من أصل فلسطيني لاعب فريق 16 سنة بنادي النصر ، يتدرب في النادي منذ سبع سنوات تقريباً شارك في أول مباراة رسمية قبل أيام ضد الوصل· مهند ابدى سعادته التامة بالمشاركة الأولى له مع فريقه بعد سنوات طويلة لم يستطع فيها اللعب للنصر بسبب اللوائح التي تمنع مشاركة الوافدين في المسابقات الرياضية، وأشار بأن هذا القرار فيه إنصاف للاعبين الوافدين خصوصا الذين ولدوا في الدولة ويعيشون فيها منذ فترة طويلة، وتمنى أن تكون مشاركة الوافدين فعالة ويتم الاستفادة منهم بأكبر شكل ممكن· مدرب 14 سنة في النصر: سياسة النادي تحدد الموقف أكد البرازيلي دييجو مدرب فريق 14 سنة في نادي النصر بأن قرار مشاركة الوافدين يخضع في المقام الاول لسياسة النادي ومدى رغبته في مشاركة الوافدين، حيث اشار بوجود عدد من اللاعبين الجيدين الذين يتدربون حاليا مع الفريق وعلى ضوء مستواهم الفني سيرفع تقرير لمدير قطاع الناشئين للنظر في إمكانية مشاركتهم من عدمها مع الفريق مع اعترافه بأن تركيزه الاول ينصب حاليا على اللاعبين المواطنين·