الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طالبان باكستان».. وهنت لكنها لم تمت

13 مارس 2010 00:28
ربما تكون حملة إسلام آباد التي لم يسبق لها مثيل ضد حركة طالبان الباكستانية قد أضعفت المتشددين لكن الحركة المسلحة ما زالت تمثل تهديدا للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والتي تفتقر للشعبية. المخاطر جمة وباكستان التي تمتلك قدرة نووية تتجاذبها اتجاهات متعددة. وتريد واشنطن من الجيش الباكستاني ملاحقة جماعات طالبان الأفغانية التي تعبر الحدود لمهاجمة القوات الأميركية في أفغانستان. لكن باكستان تقع تحت ضغوط بالفعل في مواجهة متشدديها الذين لهم تاريخ يظهر قدرتهم على التعافي وقد بدأوا تنفيذ تفجيرات انتحارية مجددا بعد فترة من الهدوء النسبي. وقال خادم حسين الباحث بمعهد أرايانا للأبحاث الإقليمية “يبدو لي أن هذا تقهقر تكتيكي والكيان وشبكة المتشددين ما زالا قائمين”. وأضاف “هناك هدوء نسبي في هجمات المتشددين لكن هناك علامة استفهام بشأن إلى أي مدى سيستمر هذا الهدوء”. وتستنزف المعركة اقتصاد باكستان المتباطئ والذي يعاني بالفعل بسبب انقطاع الكهرباء المزمن والمحروم من الاستثمارات الأجنبية. ويتباهى المسؤولون الباكستانيون بالنجاحات الكبيرة على الرغم من أن المتشددين أظهروا أنهم سيهاجمون جميع أنواع الأهداف بدءا من مباراة للكرة الطائرة إلى مقر الجيش القوي لزعزعة استقرار البلاد. وقال فياض تورو المسؤول البارز بوزارة الداخلية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي “أصبناهم بهزة وهم يفزعون في حالة هرج ومرج. إنهم يتقهقرون”. . لكن مسؤولين يعترفون بأن طالبان عادة ما تختفي خلال الهجمات وتعود أحيانا للمناطق التي تسيطر عليها الدولة. على سبيل المثال فروا من هجوم في وزيرستان الجنوبية وأعادوا تنظيم صفوفهم في مناطق قبلية أخرى للبشتون مثل وزيرستان الشمالية. وهذا نمط مألوف. وشن الجيش حملة قبل عام لإخلاء وادي سوات من عناصر طالبان والذي انطلق منه المتشددون نحو العاصمة إسلام آباد. ومن حسن حظ الجيش الباكستاني بدأت الجماهير تدعم الدولة في المعركة. وكان هذا لشعورهم بالغضب من التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية الذي تطبقه طالبان في الحكم. لكن حملة سوات أثارت مخاوف أيضا من أن المتشددين سيفرون ببساطة إلى منطقة مانسيهرا إلى الشرق مباشرة. واقتحم من يشتبه أنهم متشددون مكتبا لوكالة إغاثة مسيحية مقرها الولايات المتحدة قرب مانسيهرا يوم الأربعاء وقتلوا 6 عمال إغاثة باكستانيين اختاروهم ثم فجروا المبنى. وربما لا يشعر المسؤولون الباكستانيون في أعماقهم بنفس القدر من الثقة الذي يوحي به تباهيهم حتى في بيشاور وهي مدينة رئيسية على الطريق الى أفغانستان حيث شددت إجراءات الأمن فيما كثرت نقاط التفتيش. وقال مسؤول أمني بارز مشارك في الحملة ضد طالبان “حققنا الهدوء لبيشاور بعض الشيء لكن همنا الرئيسي الآن هو أنهم ربما يديرون خلايا كامنة في المناطق الجنوبية والشرقية من الإقليم”. ومن شأن شن طالبان حملة جديدة بعد أن نفذت تفجيرا انتحاريا أسفر عن مقتل 13 شخصا في وحدة مخابرات تابعة للشرطة بمدينة لاهور بشرق البلاد يوم الأربعاء أن يجدد الضغط على الرئيس الضعيف آصف علي زرداري والذي لا يستطيع تحمل أي أزمات سياسية جديدة. ويعتقد على نطاق واسع أن حكيم الله محسود زعيم طالبان الباكستانية قتل في هجوم صاروخي بطائرة أميركية بلا طيار في يناير في ضربة كبيرة لطالبان. غير أن محللين يقولون إن طالبان قادرة على أن تفرز القائد تلو الآخر. لكن فرض حصار شامل على جميع الجماعات الأفغانية المتشددة سيفتح جبهات جديدة ويرجح أن يؤدي الى وقوع مزيد من الخسائر في أرواح الباكستانيين. وقال مسؤول أمني بارز “لا يمكن أن نتحمل القيام بالأمور بتعجل. يجب أن نتحرك بالسرعة المناسبة لنا. وفي حين أننا نعزز مكاسبنا في وزيرستان الجنوبية وسوات فإننا لا نستطيع التوجه إلى وزيرستان الشمالية مباشرة”.
المصدر: بيشاور، باكستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©