الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية: قوة الردع النووي

10 ابريل 2016 23:53
كشفت كوريا الشمالية النقاب عما قالت إنه محرك مصمم محلياً لصاروخ باليستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، ويُعتبر الأحدث ضمن سلسلة من التهديدات الصادرة عن نظام كيم جونج أون. إعلان السبت، الذي صدر عن «وكالة الأنباء المركزية الكورية»، لم يتسن التحقق منه، لكن محللين قالوا إن إعلانات بيونج يانج المتتالية وافتخارها المستمر بالتطور العسكري الذي تحققه يبعث برسالة واضحة للولايات المتحدة. وفي هذا السياق، يقول جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا في مركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار النووي في مونتري، كاليفورنيا: «بالنظر إلى كل الصواريخ التي يقومون بصناعتها، فإن مدى أسلحتهم ما انفك يتزايد، وقريباً سيصبحون قادرين على إطلاق مزيد من الصواريخ إلى مناطق أبعد». وأضاف: «يبدو أنهم ضاقوا ذرعاً بسخريتنا منهم، وسيسعون الآن لإجبارنا على تقبل (الوضع الجديد)». وكانت كوريا الشمالية قد كشفت مؤخراً عن صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز «كي إن 08»، يعرف أيضاً باسم «رودونج سي»، لكن بمحركات يبدو شكلها مختلفاً عن تلك التي استعملت في عمليات الإطلاق الأخيرة، ما جعل العلماء النوويين في حيرة من أمرهم. لكن يوم السبت، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية أن كوريا الشمالية أجرت اختباراً ناجحاً، تحت إشراف كيم، لمحرك جديد «محلي التصميم» في موقع «سوها» لإطلاق الصواريخ بالقرب من الساحل الغربي للبلاد. وقالت الوكالة: «لقد قال الرفيق المحبوب كيم جونج أون إننا بتنا الآن أكثر قوة من أي وقت مضى على تركيب رأس نووية على صاروخ باليستي جديد عابر للقارات يستطيع الوصول إلى وكر الشر في الولايات المتحدة وعبر العالم بأسره». وكانت تقديرات سابقة لقوة كوريا الشمالية النارية تشير إلى أن كوريا الشمالية قادرة بالكاد على بلوغ أراضي الولايات المتحدة، لكنها إذا نجحت في صنع محرك بقوة 80 طناً - مثلما قالت وزارة الخزانة مؤخراً في عقوبات ضد بيونج يانج - فإن ذلك يعني أنه سيصبح من السهل عليها نسبياً بلوغ أراضي الولايات المتحدة، كما يقول بعض العلماء. ومنذ أن أجرت كوريا الشمالية اختبارها النووي الخامس في يناير الماضي، أعلن نظام كيم بغير قليل من التفاخر عن تحقيق عدد من القفزات التقنية والتكنولوجية، من قاذفات صواريخ متحركة ومحركات صواريخ تشتغل بالوقود الصلب، إلى اكتساب القدرة على صنع رأس نووية صغيرة بما يكفي لتركيبها على متن صاروخ. بيد أن هذا التطور الذي حققته كوريا الشمالية رافقته سلسلة من التهديدات بتفجير مدينة نيويورك والبيت الأبيض والبيت الأزرق (القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية). ورغم أن كوريا الشمالية أجرت سلسلة من عمليات الإطلاق، فإنها لم تُظهر بعد قدرة على إطلاق صاروخ مزود برأس نووية وإصابة هدفه بنجاح. لكنه أمر يرقى من دون شك إلى عملية انتحار، بالنظر للرد الذي سيثيره ذلك من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. غير أن عدداً متزايداً من القيادات العسكرية والعلماء يقولون إنه إذا كانت كوريا الشمالية لا تمتلك هذه القدرة بعد، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن تصبح قادرة على القيام بذلك. وكان مسؤولون حكوميون كوريون جنوبيون أعلنوا هذا الأسبوع أنهم يعتقدون أن كوريا الشمالية باتت تتقن الآن هذه التكنولوجيا، وهو رأي يشاطره كل من الجنرال كُرتس سكابروتي، قائد القوات الأميركية في كوريا، والأدميرال ويليام كورتني، رئيس القيادة الشمالية الأميركية. وفي هذا الإطار، قال كورتني في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الشهر الماضي: «تقديري أنهم يمتلكون القدرة على وضع صاروخ باليستي عابر للقارات في الفضاء وبلوغ أراضي الولايات المتحدة وكندا». ويأتي تباهي كوريا الشمالية في وقت حساس في شبه الجزيرة الكورية، حيث تجري الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية مشتركة تنظر إليها بيونج يانج، باعتبارها ذريعة للغزو وتستمر حتى نهاية هذا الشهر، بينما تستعد كوريا الشمالية لعقد أول مؤتمر لحزب العمال منذ 36 عاماً. ويعمل النظام حالياً على التحضير لاجتماع الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن يحاول كيم تعزيز شرعيته، باعتباره الزعيم الكوري الشمالي الشاب المنتمي للجيل الثالث. ولا شك في أن التباهي برادع نووي قوي يمثل طريقة مناسبة للقيام بذلك. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©