تركيا تحيي الذكرى 800 لمولد جلال الدين الرومي

أحيت تركيا في احتفالات ضخمة بمدينة قونية الليلة قبل الماضية الذكرى الـ800 لمولد العالم الصوفي جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة الملوية التي انتشرت من الدولة العثمانية إلى دول عدة في حوض البحر المتوسط ودول البلقان وشرق أوروبا· وذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية أن هذا الشاعر والعالم الصوفي كان على مدى سنوات عدة الأكثر شعبية في أميركا· فترجمات أشعار مولانا جلال الدين الرومي، المعروف اختصاراً بالرومي، منتشرة على نطاق واسع وغناها نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا· والجذاب في تلك الأشعار تعظيمه لقوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص· هذا على الرغم من تأكيد العلماء أن الرومي كان يقصد العشق الإلهي بين الرب والناس وليس الحب بمعناه الأرضي· وقد ولد جلال الدين الرومي، الذي حلت الذكرى الثمانمئة لميلاده أمس الأول في عام 1207 ميلادية في بلخ بوسط آسيا، وهي الآن جزء من أفغانستان، التي منعت خلال حكم ''طالبان'' أشعار وموسيقى هذه الطريقة الصوفية· وفي منطقة تحوي أطلالاً من الطوب والطمي تبرز بقايا للخانقاه - مدرسة دينية أو كًتّاب - حيث كان والد الرومي يعلم التلاميذ، وحيث يعتقد أن الصبي الصغير نفسه تعلم، وهي واقعة خارج سور المدينة المبني من الطمي وربما تبعد أمتاراً عن مكان مولده· وهو مكان هادئ كئيب، تآكل بناؤه وأطبقت عليه الأحراش والعشب البري· يقول عالم الآثار الأفغاني الشاب رضا حسيني إنه بينما كان جلال الدين الرومي يشق سني الصبا، سويت بلخ بالأرض على يد الغزاة من جيوش القائد المغولي جنكيز خان· وكان الرومي قد فر مع عائلته، قبل الغزو، التي استقرت في قونيه وموقعها الآن في تركيا· وبعد مقتل أعز أصدقائه، درويش فارسي سواح يدعى شمس التبريزي، حلت الكآبة على الرومي لسنوات، لكنه فيما بعد كتب أعظم أعماله الشعرية، ديوان المثناوي· يقول عبد القدير مصباح، المختص بشؤون الثقافة في الحكومة الإقليمية في بلخ، إن لدى الرومي قبولاً عالمياً بسبب مقولاته عن الحب والتسامح، فحين يقرأ عالم الدين ديوان المثناوي، يفسره دينيا· وحين يقرأه علماء الاجتماع يقولون كم كان الرومي عالم اجتماع قدير· وحين يدرسه الناس في الغرب يرونه مشبعاً بالعواطف الإنسانية''· وفي مدينة مزار شريف شمال البلاد تعيش فرقة من ثمانية عازفين صوفيين يعشقون شعر جلال الدين الرومي·