الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المرئي والمسموع.. تجليات الخط ومعارج الزخرفة

المرئي والمسموع.. تجليات الخط ومعارج الزخرفة
2 أكتوبر 2007 02:02
شهد معرض المرئي والمسموع الذي افتتح دورته العاشرة الاربعاء الماضي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في معهد الشارقة للفنون حضورا مكثفا على صعيد المشاركات (44 فنانا وخطاطا)، كما على صعيد الخريطة البصرية للمعروضات، حيث امتدت هذه الخريطة على مساحة خصبة ومتنوعة احتضنت برامج وتفرعات عدة منها: معرض صور الفنانة النمساوية جينوفيفا كريشبوم والخاص بسنوات نمو مسجد الشيخ زايد، ومعرض ''أقلام وأوزان'' للفنان محمد النوري، ومعرض ''حديقة النور'' المشترك للفنانين عبدالرحيم سالم وباسم الساير، بالإضافة للمعروضات الطينية والخزفية للفنان وسام حداد، كما احتوى المعرض على مشاركات لفنانين معروفين ومكرسين في ساحة الخط والزخرفة، وآخرين جدد تتلمذوا على أيادي من سبقوهم، وسلكوا مسارهم الخاص خلف نداء الموهبة والتفرد· مسجد الشيخ زايد ·· لحظات لا تتكرر يلتفت الداخل لمعرض ''المرئي والمسموع'' أول ما يلتفت إلى الأنصاب الكبيرة للصور ذات التفاصيل والإيقاعات الإنشائية، وهي الصور التي التقطتها الفنانة النمساوية (جينو فيفا ) لمسجد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتبدأ ولادة اللقطة في هذه الصور مع لحظة إنجاز الزخارف الإسلامية فيه، وهو ما جذب اهتمام المصورة لهذه اللحظات التي لا تتكرر في موقع بناء المسجد، فهذه الزخارف تحتاج إلى الدقة العالية في التنفيذ بجانب الإلمام بقيمة المواد المستخدمة، ورصد الطرق التي تعكس خبرة المشتغلين بها، الأمر الذي يجعل تثبيت هذه اللحظات في صور فوتوغرافية أمرا بالغ الأهمية كعمل إبداعي· لأنها تقتنص مراحل عمل الزخارف الفنية التي سيغدو الرجوع إليها مستحيلا· وصرحت الفنانة في سياق المعرض : '' حمل عملي عنوان (الروح على سجيتها) ، وهو ليس توثيقا معماريا لمسجد المرحوم الشيخ زايد، بل لقطات تصويرية لوجهات عشوائية توضح عظمة وضخامة مسجد القرن ال21 المميزة مقارنة بالطفرة العمرانية في الإمارات'' أقلام وأوزان أقلام وأوزان هو عنوان المعرض الفردي للفنان محمد النوري، ضمن خيمة المعرض العام للمرئي والمسموع، والنوري من الخطاطين المعروفين وله إسهامات ومشاركات كثيرة داخل الدولة وخارجها، ويقدم الفنان في هذا المعرض إثنين وعشرين عملا في فنون الخط العربي، مستخدما التقنيات المتعددة والمقاسات المختلفة في لوحات هي بالإضافة للجماليات التشكيلية للحرف العربي والألوان المستخدمة في تنفيذها، تمتاز بالحرفية العالية لدى الفنان الذي تمكن من السيطرة على أدواته، وتملكها لكي تصبح طيعة ليشكلها كما يريد ولتعطي في النهاية شكلا من أشكال الفنون الإسلامية التي درسها وطور فيها وأجاد ونال من خلالها العديد من الشهادات والتقدير· وكما تضيف مدونة المعرض فإن مثل هذه الإسهامات الحروفية تساعد على نشر الخط العربي وخلق رؤية جمالية لما يحويه الخط من إمكانيات فنية تشكيلية متعددة، تتعانق وتتخاصر مع روحانية الشهر الفضيل· حديقة النور في تعاون فني وجمالي مشترك بين عبدالرحيم سالم، وباسم الساير، يأخذ معرض (حديقة النور) حيزه الهام في الحاضرة الفنية'' للمرئي والمسموع'' كونه معرضا يزاوج بين تشكيلات الضوء واللون والإيقاعات السارحة في لجة الأزمان وفتنة الأرواح، وكما تقول مدونة معرض (حديقة النور) فإن : '' العنوان يشير إلى هذا التنوع الكبير والمعاني التي تنسجم مع بعضها بعضا، عاكسة جوانيتها الكاملة وأبعادها اللونية الشاملة، هناك حيث يبدو التشظي موحدا، والتعاكس نغما، والتعداد مزاجا واحدا، بالمقابل ينتصب النور في قلب المعادلة لأنه قادم من شعاع الأزل والشموس الساطعة، والنور مرآة الحق وسريانه في أعيان الموجودات والمرئيات، فبدون النور لا طريق، وبدون الضياء لا عتمة، وبدون الظلام لا ضياء، وبدون الشعاع لا تزدهي الأحوال بالأنوار، ولا يفيض الظاهر بالباطن، ولا تستقيم مدارج الأفلاك في معارج الأكوان· وعلى هذا الدرب ووفق هذه المفاهيم ساهم الفنانان عبدالرحيم سالم وباسم الساير في ترجمة المفهوم والتعبير عن أشواق صوفية وعرفانية، فكان الحامل الفني المختار أعمالا بنائية مفاهيمية تتبلور من خلال الرسم والتكوين البصري الراكز في أساس الأبعاد الثلاثة الفيزيائية· ابن خلدون مادة '' المرئي والمسموع'' مجتثة من إحدى مدونات ابن خلدون التي يقول فيها : '' وأما المرئيات والمسموعات فالملائم فيها التناسب مع الأوضاع في أشكالها وكيفيتها، فهو أنسب عند النفس واشد ملاءمة لها، فإذا كان المرئي متناسبا مع أشكاله وتخاطيطه الذي له بحسب مادته بحيث لا يخرج عما تقتضيه مادته الخاصة من كمال المناسبة والوضع، وذلك هو معنى الجمال والحسن في كل مدرك، كان حينئذ مناسبا للنفس المدركة فتلتذ بإدراك ملائمها'' فاللذة التي يشير إليها إبن خلدون هي لذة الروح في تماسها مع مطلق الحرف العربي وما يجاوره من زخرفة ورقش وتجريد وتأويل وإعمال للذوق والتبصر والإيغال والولوج، وهو بذلك يقفز من منصة الظاهر كي يذوب في الخفي والمستور واللامرئي·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©