الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد راشد يحقق مخطوطَ متصوفٍ يمنيٍّ زار رأس الخيمة في القرن الثامن عشر

أحمد راشد يحقق مخطوطَ متصوفٍ يمنيٍّ زار رأس الخيمة في القرن الثامن عشر
2 أكتوبر 2007 02:03
صدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب بعنوان ''رحلة إلى الصير''، وهو عبارة عن مخطوط حققه وقدم له الشاعر والباحث احمد راشد ثاني، ويتناول الكتاب زيارات قام بها المتصوف اليمني علوي بن أحمد بن حسن الحداد إلى الصير (الاسم القديم لإمارة رأس الخيمة) في القرن الثامن عشر الميلادي، وكذلك منظومات لساكن الصير الشاعر محمد بن صالح المنتفقي· ويقول احمد راشد في مقدمته لهذا الكتاب الذي أهداه إلى الراحلين الإعلامي محمود يوسف، والأديب جمعة الفيروز: في عام 1996 وبينما كنت ضمن وفد من المجمع الثقافي في زيارة إلى صنعاء، عثرت في مكتبة منزل الأستاذ عبدالله الحبشي على بضع صفحات وردت فيها مفردة '' الصير''· وبعد أن عُدت وقرأت تلك الصفحات تبين لي أنها انطباعات ومذكرات دوّنها متصوف يمني عن زيارته إلى الصير في أواخر القرن الثامن عشر، فحرصت على جمع كل ما يتعلق بهذا المتصوف وأسرته· وقبل هذا، الحصول على نسخة كاملة من المخطوطة التي وردت فيها تلك المذكرات· فما كان من الأستاذ الحبشي، إلا أن أمدّني بكل العون؛ وبعونه توفر لديّ العديد من الكتب والمخطوطات والأوراق· وبقدر ما فوجئت ودهشت باكتشافي لمخطوط علوي الحداد، بقدر ما كان عثوري على منظومات لمحمد بن صالح المنتفقي مبهجاً ومشجعاً على إعداد هذا الكتاب· كما قادتنا إشارات واردة في بعض الكتب المعنية بالموسيقى والفنون في الخليج، إلى تتبع خيط حضور للفرقة الصوفية العلوية عند البحارة في المنطقة، وعلى الأخص في فن الصوت، فالأمر أكثر تعقيداً من رحلة قام بها متصوف حضرمي إلى رأس الخيمة· الكتاب وقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، يحتوي الفصل الأول الذي عنون بـ''متصوفة في الصير'' نبذة عن الطريقة الصوفية الحدادية ومشايخها وأتباعها، على الأخص في رأس الخيمة، كما يضم هذا الفصل المذكرات التي دونها علوي الحداد عن زيارته ''لجو عمان'' والصير، ثم مجموعة من الاستخلاصات تضمنتها فقرة بعنوان ''قبر السيد حسن'' حاول الكتاب من خلالها تقدير أهمية تلك المذكرات من الناحية التاريخية والثقافية· وفي الفصل الثاني تطرق الكتاب إلى النظم عند الفرقة الصوفية الحدادية وخصوصاً المنظومات المنسوبة إلى زين العابدين الحداد المدفون في الجزيرة الحمراء برأس الخيمة، أوالقصائد التي طالما غناها له فنانو الصوت في الخليج؛ وبما أن هذه القصائد تنتسب إلى ما يسمى بالشعر الحميني، عرج الكتاب- كما يقول محققه احمد راشد- على الصلة بين الشعر الحميني وفن الصوت في الخليج· أما في الفصل الثالث والأخير فكرّس للشاعر محمد بن صالح المنتفقي، ويضم إضافة إلى معلومات عن الشاعر وقصائده، المنظومات التي عثر عليها في مخطوطة علوي الحداد مع منظومتين أخريين نسبتا إليه، وقد توفر لهذا الفصل أن يراجعه الدكتور علي بن تميم الأستاذ المساعد في جامعة الإمارات- كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية- وحدة الثقافة والتراث· حقبة مجهولة ويقول احمد راشد في مقدمة كتابه أيضاً: إن هذا الكتاب يكشف عن حقبة مجهولة من التاريخ الثقافي لهذه المنطقة، تحتاج إلى مزيد من الجهد في البحث والتحقيق والدراسة، فالأوراق التي تركها الحداد ليست الوحيدة التي تكشف وتوثق الجوانب المختلفة من الحياة في الجزيرة العربية، فلاشك أن المخطوطات العُمانية واليمانية وغيرها، والتي لم يمسها أحد بعد، تحتوي على ما هو مهم ومثير وخفي عن تاريخ وثقافة هذه المنطقة والذي دون من خلال النظرة الخاصة لأبنائها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©