اقتصاديون: أبوظبي أقل الأسواق العقارية في المنطقة تأثراً بالأزمة العالمية

أكد مشاركون في معرض سيتي سكيب أبوظبي 2009 أن سوق العقارات بالإمارة، كان أحد أقل أسواق المنطقة تأثرا بتداعيات الأزمة المالية العالمية، مؤكدين أن استمرار الحكومة في اطلاق المشاريع التنموية واستمرار شركات التطوير العقاري في تنفيذ مشاريعها يعدان من أهم المميزات التي امتازت بها السوق خلال الأشهر القليلة الماضية· وشددوا على أن مضي الإمارة في تطبيق خططها الاستراتيجية الممتدة حتى العام ،2030 كان له دور مهم في تخفيف آثار الأزمة، خصوصا أن المباني السكنية التي يتم تنفيذها تأتي وفق خطط واستراتيجيات تحدد الاحتياجات الحالية والمستقبلية من المباني السكنية والتجارية والمرافق المختلفة للإمارة· وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر'' إن تداعيات الأزمة المالية العالمية ''كانت محدودة جدا''، مشيرا الى أن التوجه العمراني للإمارة يسير وفق خطة أبوظبي ·2030 وتابع الجابر أن خطة أبوظبي المستقبلية (2030) تستهدف تطوير البنى التحتية بالإمارة وتجهيزاتها، مضيفا أن تطور المشاريع الجاري تنفيذها مرتبط باستراتيجية مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الذي يعمل على وضع خطط متوازنة ومناسبة للتطور المستقبلي والاحتياجات المتوقعة في إمارة أبوظبي· ويعمل مجلس التخطيط العمراني على اطلاق عدد من المشاريع التنموية الجديدة في الوقت الراهن، حيث كشف أمس الأول عن مشروع ''العاصمة الجديدة'' والذي يعد أحد أبرز المشاريع الجديدة وسيتم طرح مناقصات لإنجازه خلال أشهر، الى جانب مشاريع جديدة يجري العمل على تنفيذها مثل مشروع مدينة خليفة، ومشروع تطوير منطقتي الشهامة والباهية· وكان القطاع العقاري في أبوظبي شهد نشاطا قويا خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصا بعد السماح بالتملك الأجنبي للعقارات واطلاق عدد من المشاريع الاستراتيجية التي اطلقتها مجموعة من شركات التطوير العقاري الرئيسية بالإمارة· وشهدت عمليات البيع والشراء نشاطا كبيرا بلغت ذروتها العام الماضي، مدعومة بنقص المعروض من الوحدات السكنية في أبوظبي والذي قدرته غرفة التجارة والصناعة في الإمارة بنحو 28 ألف وحدة سكنية، قبل أن يشهد الاقتصاد العالمي تداعيات سلبية ناتجة عن أزمة السيولة المالية العالمية التي ضربت الاقتصاد العالمي في مختلف أنحاء العالم وادت الى تراجع الاستثمارات وتأثيرات قوية على الأسواق المالية واسواق العقارات في العالم· واكد عمير سعود بن عرار الظاهري رئيس مجلس ادارة شركة ''مدائن'' القابضة، أن سوق العقارات في أبوظبي لا تزال في وضع جيد بالرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية، مشيرا الى أن الحكومة مستمرة في اطلاق مشاريعها، كما أن أعمال الشركات مستمرة ولم تتوقف، مضيفا أن هذا الوضع يؤكد ان ابوظبي في حالة جيدة مقارنة بالكثير من المدن والاسواق الاخرى بالمنطقة· وقال الظاهري إنه رغم أن سوق العقارات في إمارة دبي كانت أكثر تأثرا، فأنها من المتوقع أن تشهد تحسنا خلال الفترة المقبلة بشرط توافر السيولة المالية من المؤسسات المالية والمصرفية لتمويل المشاريع''· وفيما يتعلق بثقة المستثمرين في الاستثمار العقاري، اشار الى ان مستوى الثقة حاليا يعد افضل مما كان عليه اواخر العام الماضي، حيث كانت هناك الكثير من التخوفات من المستقبل، لافتا الى ان ''الكثير من المستثمرين يرغبون في دخول السوق لكن المشكلة تتمثل في توفير التمويلات العقارية من البنوك''· وأكد الظاهري أن هناك عدة عوامل من شأنها أن تدعم السوق خلال الفترة المقبلة أهمها، توفير تسهيلات اكبر من جانب البنوك للقطاع العقاري، اضافة الى البحث عن حلول مناسبة للمستثمرين الاجانب فيما يتعلق بأنظمة الاقامة، حيث يمثل هؤلاء شريحة كبيرة من المستثمرين في القطاع العقاري بالدولة، ومن الضروري توفير تسهيلات زكبر لاقامتهم بالدولة· وبالرغم من تأثر اقتصاد الدولة بتداعيات الأزمة المالية، فان قطاع العقارات في أبوظبي على وجه التحديد يعد من اقل اسواق العقارات بالمنطقة تأثرا بالازمة، في ظل الاوضاع الداخلية بالسوق ومعدلات العرض والطلب، الى جانب الخطوات التي اتخذتها الحكومة لدعم قطاع الانشاءات وضخ سيولة في مالية في القطاع المصرفي لمساندته في انجاز المشاريع التنموية المختلفة، اضافة الى خطة أبوظبي 2030 التي تستهدف تحقيق معدلات نمو مدروسة في مختلف القطاعات التنموية· وقال بونيت سينج المدير التنفيذي للمشاريع في شركة شير وودز وهي شركة وساطة عقارية، إن زيادة المعروض من المشاريع العقارية في أبوظبي بما يتناسب مع الطلب سيسهم في تحسين اوضاع السوق وتوفير الاحتياجات لمختلف الشرائح من السكان، مشيرا الى اهمية استمرار كافة المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا نظرا لاستمرار النقص في المعروض حتى الآن· واضاف ان تأثيرات الأزمة تعد بسيطة بالنسبة لحجم مبيعات المشاريع العقارية مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت معدلات الطلب في العام الماضي أكبر مما هي عليه حاليا بسبب قلة المعروض من الوحدات السكنية· وأشار الى أن تركيز المستثمرين في السوق العقاري خلال الفترة الحالية، ينصب على عمليات اعادة البيع، مشيرا الى ان هذا النوع من الاستثمار يشهد نشاطا جيدا في الفترة الحالية· وقال جيمس برينجل المدير التنفيذي لإدارة التطوير في شركة التطوير والاستثمار إن جميع المشاريع التي تعمل عليها الشركة من متاحف وفنادق وجزر تسير حسب الجدول المحدد لها ولن يحصل أي تأخير فيها رغم الأزمة المالية العالمية·