بوش يدعو عباس إلى محادثات في أميركا

أكّد مسؤول أميركي أمس أنّ الرئيس الأميركي جورج بوش دعا نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى زيارة البيت الأبيض في بداية مايو بهدف البحث في إعطاء دفع للمحادثات حول السلام في الشرق الأوسط· وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي غوردن جوندرو: إن هذه المبادرة تشكّل جزءاً من الجهود الهادفة إلى ''العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين ودول أخرى في المنطقة، بهدف التوصل إلى إنشاء دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل في أمن وسلام''· وقال المتحدث للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية التي كانت تقل بوش إلى ولاية أوهايو ''شمال''، حيث سيلقي خطاباً حول الإرهاب: إن زيارة محمود عباس مقررة في بداية مايو، ''إلا أن العمل جارٍ على وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل''· وكانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق أمس، أن عباس تلقى دعوة للقاء الرئيس الأميركي الشهر المقبل في واشنطن· وأوضحت أن القنصل الأميركي في القدس جاكوب والس نقل الدعوة إلى عباس يوم الثلاثاء لزيارة واشنطن في 24 أبريل· من جهة أخرى، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مجدداً، أن إسرائيل ستواصل بناء مستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، على الرغم من الدعوات الدولية لوقف النشاطات الاستيطانية· وتسعى حكومة أولمرت إلى تأجيل المحادثات حول القدس خشية أن ينفذ حزب ''شاس'' الديني المتشدد تهديداته بالانسحاب من الحكومة، في حال تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي ''تنازلات'' في ما يعتبر أكثر القضايا حساسية· وقال أولمرت في لقاء مع وسائل الإعلام الأجنبية في القدس: ''ستجري عمليات بناء جديدة نظراً لواقع الحياة، وهذا الموضوع تم توضيحه جيداً لكل طرف معني''، ملمحاً بذلك إلى النمو السكاني في المستوطنات الذي يبرر برأيه مواصلة البناء فيها· وكانت واشنطن الحليفة الثابتة لإسرائيل، قد دعتها إلى وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية لمنح محادثات السلام فرصة للتقدم· وقال أولمرت: إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الفلسطيني محمود عباس ''تعلمان منذ البداية أن الواقع على الأرض في المراكز السكنية (في الضفة الغربية) والقدس لن يظل على حاله في المستقبل''· وقال أولمرت إنه يتوقع التوصل إلى إطار لاتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل نهاية السنة الجارية، وأضاف أن ''ما نحاول تحقيقه هو التوصل إلى خطوط عريضة وتعريف لكل المعطيات الأساسية لحل متعلق بإقامة دولتين''· وأضاف: ''أعتقد أنه يمكن التوصل إلى تفاهم حول المعطيات الأساسية التي ستحدد بشكل دقيق الخطوط العريضة للحل الذي يقضي بإقامة دولتين خلال الولاية الحالية'' للرئيس الأميركي جورج بوش التي تنتهي مطلع ·2009 وقال أولمرت: ''لن نتحدث إلى (حماس) بل سنقاتلها (···) ولا مساومة في هذا الشأن''· وأضاف: ''سنتعامل مع (حماس) بوسائل أخرى، وهذه الوسائل ستكون مؤلمة جداً''· من جهة أخرى، أعلن بيان إسرائيلي أن وزير الدفاع أيهود باراك عرض خلال اجتماعه إلى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يوم الأربعاء'' سلسلة مبادرات حيال فلسطينيي الضفة الغربية· وقال البيان: إن باراك أكّد لرئيس الوزراء الفلسطيني أن ''إسرائيل ستخفف الإجراءات التي يخضع لها سكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مع احترام أولويتنا في حماية المدنيين الإسرائيليين''· واستغرق اللقاء الذي عقد على انفراد في منزل باراك في تل أبيب حوالي ساعتين· وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي من جانبها إلى أن هذا اللقاء جاء قبل أيام من جولة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس يومي غداً السبت وبعد غد الأحد في المنطقة في مسعى لدفع مفاوضات السلام· وأضافت أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون باراك أحد أبرز المسؤولين عن المأزق الحالي