الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمار الحكيم: خصوصية العراق مفتاح علاقاتنا بدول الجوار

2 أكتوبر 2007 11:54
فقط·· المزيد من التفهم لوضع وخصوصية العراق ومجريات العملية السياسية وإفرازاتها الانتخابية، هذا ما يطلبه عمار الحكيم -نجل عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق- الذي يتمتع بنفوذ واسع في الائتلاف الشيعي الحاكم· فحسب ما يراه الحكيم، أن هناك اختلالاً تعانيه العراق في علاقتها مع دول الجوار والمحيط الإقليمي؛ وان هذا التفهم المطلوب لخصوصية العراق سيدفعها بقوة للانفتاح على العالم العربي، هذا إذا وجد في أشقائه العرب الرغبة في ذلك· إن إفرازات الواقع العراقي تفرض على الجميع خاصة الدول العربية القبول بالتنوع والمزيج والتعامل معه بإعزاز، وهو الأمر الذي سيؤدي -كما يقول الحكيم- إلى أن يجعل العراقيين يفتحون قلوبهم وصدورهم ويمدون أيديهم، فالحاجة لدور عربي في العراق مسألة ملحة، وتحقق التوازن كما تعزز المصالح، فيجب ''التعامل مع العراق كما هو وليس كما يتمنى بعضهم''، فهناك تطلع لدى العراقيين للانفتاح والتواصل وتشابك المصالح· ويهتم العراقيون بعلاقاتهم مع المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، وفي هذا يقول الحكيم: ''لدينا إرادة حقيقية في العراق للانفتاح على المملكة، وهي دولة مهمة وركيزة أساسية في المنطقة، كما في علاقة العراق مع المنطقة والجوار، ونحن تواقون لتعزيز هذه العلاقات ضمن ظروفها الموضوعية''· وحول ما يقال عن ميل بعض القوى في العراق إلى إيران أكثر من السعودية، يرد عمار الحكيم على هذا بالقول: ''نحن لا نحب إيران أكثر من السعودية، ولكن هذا يتطلب رغبة منا وانفتاحا ومبادرة، وقبولا من الأطراف الأخرى المعنية بهذا الشأن، إن المصالح والعلاقات لا تبنى من طرف واحد، بل تحتاج إلى إرادة من الجانبين، ونحن من ناحيتنا مستعدون، وأحيانا قد نتابع بشيء من الاستغراب أن لجاناً من المعارضة السياسية العراقية يستقبلون على أعلى المستويات في بعض الدول العربية فيما يكون هناك تحفظات أو توقف أو ظروف لا تسمح باستقبال قوى سياسية كبيرة معتمدة ومنتخبة من أبناء الشعب العراقي''!! غير أن هناك خطوات إيجابية قامت بها المملكة العربية السعودية في العراق، مثل تقديم مساعدات وإسقاط قروض عن العراق، كما أن هناك حديثا عن إرسال بعثة سعودية لإعادة فتح سفارة المملكة في بغداد، وهو ما ينظر إليه عمار الحكيم بإيجابية وتقدير، ولكنه يتطلع لدور أكبر للمملكة، ويقول في هذا: ''نحن نتمنى ونتطلع لدور اكبر للمملكة العربية السعودية في مساعدة العراقيين والانفتاح على الواقع العراقي والتعامل مع كل الأطراف العراقية في أن تكون المملكة -وغيرها من الدول العربية الشقيقة- عنصراً مشجعاً للحمة الوطنية العراقية وللشراكة الحقيقية بين العراقيين''، وهي الركيزة التي ينظر إليها الحكيم لنقطة يمكن أن تنطلق منها لتحقيق هدف الوحدة، فالقبول بالعملية السياسية القائمة وافرازاتها واحترام الإرادة الشعبية، التي نتج عنها حكومة منتخبــة تحظى بثقة الشعــب العراقي، أمر أساسي في تشجيع اللحمة الوطنية· لهذا الهدف أيضا كانت زيارة عمار الحكيم لدولة الكويت خلال الأسبوع الجاري، والتي التقى فيها بأمير الكويت، وتلمس خلاله تفهم الكويتيين لمعاناة العراقيين· وفي هذا أكد عمار الحكيم على تفهم الكويت لطبيعة المتغيرات في الساحة السياسية العراقية، ولهذا فهو يرى أن الكويت يمكن لها أن تلعب دوراً مهماً في تطوير علاقة العراق مع الأشقاء العرب، ودول الجوار العربي· أما بخصوص انحياز علاقة كتلته مع إيران، يجيب الحكيم: ''إن هذا الانطباع ادعى لفتح الصدور وفتح القلوب والأبواب، وليسمعوا منا ويستبينوا هل هناك انحياز معين؟ إننا معتزون بعروبتنا وبتاريخنا وبانتمائنا، ومؤمنون بشكل عميق بالتوازن في علاقاتنا، ونحن لا نجد رغبة في أن تبقى الأمور كما هي، إننا تواقون ومترصدون دائماً لإعطاء رسائل ودية وايجابية تعبر عن اعتزازنا العربي وانفتاحنا على الدول العربية من ناحية، وإيماننا العميق بالتوازن في علاقات العراق مع المحيط الإقليمي ودول الجوار من ناحية أخرى· وحول تركيا الدولة الكبيرة والمجاورة، فهي -حسب الحكيم- ترتبط بالعراق بعلاقات تاريخية طويلة ومصالح مشتركة حقيقية، وكل العراقيين -بما فيهم إخواننا الأكراد- تواقون لبناء علاقات مع تركيا كجار لها دور كبير ومؤثر إقليميا ودولياً، وبالتالي يهمنا جداً أن يكون هناك تفهم من كل دول الجوار لما يجري في العراق وللخطوات التي يأخذــها العراقيون وهــذا التفهــم لا يكــون بطبيعـــة الحــال إلا عبر الحوار البنــاء والتواصــل وتبديد الهواجس· ولعل أهم الهواجس التي تعانيها دول الجوار العراقي، الطريقة التي يجب أن يحكم بها العراقيون أنفسهم، ولذلك فقرار النظام الفيدرالي الذي اتخذه العراقيون وصاغوه بأياد عراقية في دستورهم، وتم الاستفتاء عليه شعبياً، لايزال محل تشكيك من قبل بعضهم، غير أن هذا ما لا يقبله الحكيم بقوله: ''لا يسعدنا أن يوصف النظام الفيدرالي بأنه تقسيم، بل هو يمنع التقسيم، كما أن استخدام مثل هذه المفردات (التقسيم) لتعبر عن النظام الفيدرالي ستخلق فجوة بين العراق وأشقائه في العالم العربي والعالم الإسلامي، وتثير دول الجوار، وبالتالي لا أشعر أن هذه التعبيرات صحيحة··· نحن جادون في مواصلة الحوار، وكانت لنا حوارات مطولة مع أعزائنا الأتراك وسنواصل ذلك لتبديد كل هواجسهم''· ويقول: ''إن النظام الفيدرالي من المخارج الأساسية للأزمة في العراق، فهو النظام الذي سيمنح الفرصة الأكبر للناس في مختلف المناطق لإدارة شؤونهم وأمورهم مما سيعزز الانتماء إلى الوطن الواحد''· كما أكد عمار الحكيم على تخوفه من احتمال قيام مواجهة عسكرية إيرانية-أميركية، مؤكدا على أن مثل هذا الاحتمال يدفع بالمنطقة كلها للشعور بالقلق من أي تصعيد أميركي - إيراني لما يمكن أن ينتج عنها صراع معين فالآثار ستكون كارثية على الولايات المتحدة، وعلى إيران ودول المنطقة؛ مضيفا: ''لعلنا في العراق نشعر بمخاوف أكثر من دول أخرى، فظروف العراق تجعله مرشحاً ليكون ساحة للصراع، ونحن قلقون من هذا التصعيد ونعمل جادين لنزع فتيل الأزمة؛ فقد أجرينا حوارات معمقة ومطولة مع الأميركان والإيرانيين وكنا أول من دعا لحوار أميركي-إيراني في الشأن العراقي، ولعله في وقته لم يحظ بالتفهم الكافي، كما فهمت بشكل خاطئ، وبعد حين تبين لكل الأطراف في العراق والمراقبين أن هذا الحوار هو واحد من المخارج الحقيقية للأزمة التي يعيشها العراق وتعيشها المنطقة''·
المصدر: الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©